آخر الكلام ...

تعلمت وأنا صغير أنني حر وأفعل ما أريد ، ولكن غيري أيضا حر ويفعل ما يريد ، فإذا كنت أريد ألا يقول لي ولا يفعل مالا أحب ، فلابد أن أكون هكذا لغيري ، ولا يجب ألا أقول له أو أفعل معه ما لا هو يحب ، وتعلمت أن الحياة مبنية أساساً على الإختلاف (وليس الخلاف) ، وليس هناك بين الجميع إتفاق في كل شئ ، وإلا ما كانت الحروب والمنازعات والمحاكم ، فيجب أن يكون إختلافي مع الغير يظل في منطقة الإختلاف في الأراء فقط ، ولا يتحول إلى صراع حتى لا يفسد أى ود إذا كان موجود هذا الود ، وتعلمت أن لهذا الكون إله واحد خلق كل الخلق بلا إستثناء ، ومن خلقه من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به ، ورغم أن هذا المُلك مُلكه هو فبكماله رزق الكل ، ومُلكه يتسع للكل المؤمن والكافر ، ولم يطرد الكافرين من ملكه ، ولا طلب من شمسه الا تطلع على من كفر ، لأن الإيمان به أو الكفر به لا يزيد ولا ينقص من كمال ذاته ، فإذا كان الحق فعل مع خلقه هذا ، فلا تجادل إلا بالتي هي أحسن مع غيرك ، حتى تستقيم الحياة ، وتصبح كما أرادها خالقها.

♠♠♠ ا. د/ محمد موسى