وسطية للثقـافــة والحـوار

اشراف: صالح أبو العباس

<!--

<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

    جال في خاطري وأنا أتذكر رحلة الإسراء والمعراج ودروسها المستفادة ، وعبرها المفيدة ، وحِكَمها العظيمة ، أن القصة ليست في أنها هل كانت بالروح أم بالجسد وهل كانت في المنام أم اليقظة  ؟ وهل كانت في السنة العاشرة أم في غيرها ؛- وإن كان هذا مهم -

فإن  هناك من الدروس والمعاني والفوائد والوقفات  ما هو أهم من ذلك بكثير ، وأن ما يحتاج إلي كثير نظر وإعتبار وتفكر وتمعن ؛ هي تلك الدروس والمعاني العظيمة من وراء هذه الرحلة المباركة .

فأول ما تبادر إلي ذهني وخاطري في هذه الرحلة وقبل النظر في مضمونها وخطواتها ؛ هو التفكر في عظمة الخالق جل وعلا وقدرته على إحداث هذه المعجزة الباهرة  ، وكأن الله أراد لنا أن نقف قبل التفاصيل على هذه الحقيقة الإيمانية ، ولذلك بدأ الله سورة الإسراء بلفظ ( سبحان الذي أسرى ) ؛ أي قبل أن تتفكروا في رحلة الإسراء والمعراج ؛ تفكروا في الله القادر على هذه المعجزة الكبيرة  وغيرها ، وسبحوه وعظموه واعرفوا قدره وقوته ، وأنه أولى بالعبادة والتوحيد والانقياد إلى شرعه ومنهجه  .

وجال في خاطري أيضاً المرحلة التي حدثت فيها هذه الرحلة ، وأنها جاءت بعد تراكم الهموم والاحزان والبلاءات على نفس النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لاسيما المقاطعة القاسية التي فرضتها قريش على المسلمين بالإضافة إلى التضيق عليه في دعوته وصد الناس عن الإستماع إليه مما دعى النبي أن يخرج إلي الطائف وهناك ازدادت الهموم عليه .

فكانت معجزة الإسراء والمعراج بمثابة مواساة وتسرية وتسلية لقلب النبي وبارقة امل له  ،وتطيباً لخاطره  وربطاً على كتفه وتطميناً لنفسه وزيادة في يقينه وإيمانه .

جال في خاطري كذلك في رحلة الإسراء والمعرج مدى المرتبة والمنزلة والمكانة التي سينالها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم  بين الأنبياء والمرسلين ومدى التقديروالأخوة والحب والإحترام له في قلوب الأنبياء السابقين عليه صلوات الله عليه وعليهم اجمعين .

خاطرة أخرى مع بكاء موسى عليه السلام لما تجاوزه النبيُ صعوداً إلى السماء السابعة ،فقال : أبكي لان غلاماً بعث بعدي  يدخل الجنة  من أمته  أكثر من أمتي ،   لتوضح حرص الأنبياء على هداية الخلق ومصلحتهم وخيرهم ونجاتهم وإنقاذهم من الضلال .

إيضاً جال في خاطري وأنا أتذكر رحلة الإسراء والمعراج تناقل الخبرات بين الأنبياء والتناصح والتواصي بالخير وحرصهم على تعبيد الناس لربهم ورفع المعاناة عنهم ويظهر ذلك في إشارته على النبي صلى الله عليه وسلم أن يسأل ربه التخفيف في عدد الصلوات اليومية ، مع كرم الله سبحانه ورحمته بخلقه .

جال في خاطري في ذكري الإسراء والمعراج هذا المشهد المهيب المليئ بالأشواق والحنين لرؤية الله سبحانه وتعالى ، ويكفي محمداً فخراً وشرفاً أن يكون من ربه بهذا القرب والدنووالرفعة والسؤدد .

جال في خاطري وأنا أنظر في دروس الإسراء والمعراج قضية فلسطين والمسجد الأقصى المبارك ،ومدى المعاناة التي يلقاها هذا الشعب المبارك المناضل والمرابط ، وأنه كلما أراد الناس أن ينسوا ويبتعدوا عن هذه القضية كلما أراد الله أن يذكرهم بها وأنها ليست قضية وطن وأرض بقدر ما هى قضية دين ومقدسات وقبلة سابقة وأنها قضية المسلمين جميعاً وليست لأهل فلسطين وحدهم، ولهم علينا حق النصرة والتأييد   .

خاطرة أخرى جالت في نفسي في ذكرى الإسراء والمعراج أرادها الله أن تكون حاضرة في أذهان وعقول المسلمين وهي جزاء الطائعين من النعيم المقيم والجنان والرضوان ، وجزاء العاصين من النيران والعذاب ،فرأى النبي الجنة ونعيمها ليعرّف الناس طريقها ليسلكوه ؛ ورأى النار وأهلها وصورهم ليعرّف الناس سبيلها ليجتنبوه ويبتعدوا عنه .

وأخيراً وليس آخراً فإن رحلة الإسراء والمعراج  تذكرنا بقرب الفرج والنصر ، وأنه مها طال الليل فلا بد من بزوغ الفجر ، وأن بعد العسر يأتي اليسر .

ودائما ما تأتي ذكرى الإسراء والمعراج ويعقبها نسائم شهر شعبان العظيم، واستعداد المسلمين لاستقبال شهر رمضان المبارك وبركات الله فيه ورحماته  .

 معجزة الإسراء والمعراج 

فيها من الدروس والعبر والعظات والمواقف الإيمانية والنفحات الربانية التي تحتاج أن يتمعنها العقل المسلم ويعيشها بقلبه وفكره وإحساسه ، لتكون هذه  المعجزة معيناً لا ينضب من الفوائد ، وفيضا لا ينتهي من المعاني العظيمة والدروس البليغة .

وأسأل الله أن يبارك لنا في أيامنا ويبلغنا شهر رمضان ونحن في صحة وعافية وإيمان ، وأن يحفظنا وبلادنا من شرور الفتن ما ظهر منها وما بطن ، وأن ينصر المسلمين في فلسطين وسوريا وبورما وسائر بلاد المسلمين .

 

 

 

 

wasatya

وسطية للثقافة والحوار

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 82 مشاهدة
نشرت فى 11 يونيو 2013 بواسطة wasatya

وسطية للثقافة والحوار

wasatya
نافذة للرأى الحر الوسطى المعتدل من كل طوائف الشعب المصرى والعربى والاسلامى »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

23,939