رأس المال الطبيعي ام الاصطناعي يحقق تنمية مستدامة  

رأس المال الطبيعي هو الثقة التي يوليها كوكبنا الذي يمثل المصرف حين يضع كمية محدودة من مواردنا الطبيعية و التي تمثل النقود تحت تصرف سكان كوكبنا خلال فترة محددة سنة و هذة النقود هي منحة لمدة عام يتم تجديدها تلقائا اذا تم استثمارها بطريقة مستدامة و لكن اذا تم طلب المزيد قبل انتهاء العام فتتحول المنحة الي قرض ذو فوائد مركبة تتمثل في تقلبات اسعار و زيادة في الاسعار و نقص في السلع الاساسية في السوق و استيراد معظم احتياجتنا بالاضافة الي تغيرات المناخ و زيادة المخلفات مع عدم التخلص الامن منها و ذلك هي مخاطر الائتمان او بمعني بيئي التعدي علي الطبيعة 

الناتج القومي الإجمالي (GNP) رأس المال الاصطناعي هو مقياس لحجم الإنتاج الأقتصادي من السلع والخدمات من موارد مملوكة من قبل سكان منطقة معينة في فترة زمنية ما (حتى وإن كان هذا الإنتاج الأقتصادي يتم خارج هذه المنطقة). وهو أحد المقاييس التي تستخدم لقياس الدخل القومي والمصروفات العامة للدول.

حيث اصبحت مسألة تأثير النشاط البشري علي البيئة واحده من أهم المسائل علي صعيد السياسات فمن ناحية هناك قلق متزايد بشأن تأثير النشاط الاقتصادي علي البيئة حيث انة متوقف علي الموارد الطبيعية و نتيجة لذلك بدأ العالم في وضع الحسابات البيئية في اوائل الاولويات لصانعي القرار او وضعها كحسابات مقارنة مع الحسابات الاقتصادية لملاحظة تأثير رأس المال الاصطناعي علي رأس المال الطبيعي و من الامثلة علي الحسابات المقارنة التي تم دمج حسابات البصمة البيئة بها هي مؤشر التنمية البشرية الذي يعطي مؤشرات للتنمية في مجال الصحة و التعليم و نصيب الفرد من اجمالي الناتج المحلي و مؤشر السعادة ايضا يشير الي الصحة و اجمالي الناتج المحلي و مدي الرضا عن مستوي المعيشة و مؤشر اهداف التنمية المستدامة و هو عبارة عن تقيم لما أحرزتة دول العالم من تقدم في تحقيق الالفية الانمائية و الذي اكد علي ان تحقيق التنمية المستدامة لن تتم دون خفض تأثير البشر علي النظام البيئي و كل هذه المؤشرات هي عوامل مساعدة لنظام المحاسبة البيئية حيث انه نظام متعدد الاغراض حيث انه مهم لصياغة السياسات و تقيمها و صنع القرار حيث يمكن تطبيق الاحصاءات الموجزة علي الموارد الطبيعية و المفصلة في وضع السياسات و صياغة سيناريوهات لتحقيق اقتصاد اقل تأثيرا بالسلب علي مواردنا الطبيعية حيث اصبح و ضع سيناريوهات بيئية اقتصادية مهم جدا نتيجة لظاهرة تغيرات المناخ و تأثيرات تلك الظاهرة علي راس المال الطبيعي و الاصطناعي علي المدي الطويل و ذلك لوضع خطط تنمية علي المدي الطويل و تلك الخطط تسمي خطط التنمية المستدامة التي يمكن تحقيقها نتيجة لوضع الاعتبارات البيئية داخل حسابتنا الاقتصادية و التي هي الامل الوحيد للحفاظ علي كوكبنا وتحقيق العدالة الاجتماعية 

لذلك ادركت البلدان العربية ان التنمية الاقتصادية و الاجتماعية فقط ليست هى الطريق الى تحقيق الرفاهية والاكتفاء الذاتى حيث ادى ذلك الى عجز فى الموارد الطبيعية التى هى اساس الصناعة والزراعة والتجارة ومصدر الطعام والشراب والتى تم تلويثها بالتقدم التكنولوجى فى جميع المجالات ومن هنا بدات البلدان العربية فى النظر الى كيفية تحقيق عدالة اجتماعية او بمعنى اخر تنمية مستدامة فاضافت الى محاور التنمية محور التنمية البيئية وجعلته من الاولويات فى التنمية 

فاذا نظرنا الى المنظمات الدولية المهتمة بالبيئة فسنجد انهم يقوموا بدراسة الاستهلاك مقابل الموارد الطبيعيه وذلك عن طريق طرق احصائيه عالمية معتمدة تسمى النمذجة الرياضية للبصمة البيئية لتحديد كمية الموارد مقابل الاستهلاك بشرط التخلص الامن من المخلفات ثم دراسة الملوثات الناتجة من مختلف الانشطة البشرية و ذلك عن طريق تحليل المخاطر البيئية او اتباع اسس سلامة و صحة البيئة بدمجها ضمن دراسات الجدوى التي تقدم للبنوك و عدم قبول تلك الدراسات بدون الجانب البيئي و التي تسمي بالبنوك المستدامة 

و للتحول من اقتصاد غير صديق للبيئة الي اخر صديق للبيئة يجب الحصول علي بيان تكاليف مقارن بين التكلفة الاقتصادية لتحقيق مشروع بمواد و معدات عادية و اخري يتوافر بها اشتراطات بيئية و ذلك لاتخاذ القرار المتوافق مع اقتصاد الدولة و اولوياتها و هذا ما يسمي بالمحاسبة البيئة الخضراء و بذلك يتم التحول الي اقتصاد اخضر و يتحقق الاخير عن طريق التعاون بين المواطن بترشيد الاستهلاك و عدم الاحتكار و عدم التعدي على الموارد الطبيعية و القطاع الخاص و هو شريك اساسي حيث ان مبدا الاقتصاد الاخضر بدا يظهر من خلال مقترح من كبار المستثمرين في العالم و ايضا منظمات المجتمع المدني 

لما لها من دور فعال و مؤثر في الشباب و المجتمع مع ملاحظة ان المنظمات الدولية المهتمة بالتنمية البيئة هي جمعيات اهلية اهتمت و تبنت و بحثت في فكرة و نشرتها و طبقتها   

و في النهاية الارادة و الاتحاد و العلم  في تحقيق تنمية لمواردنا هي حفاظ علي حياتنا

مع تحياتي 

وليد الاشوح