شعار يوم البيئة العالمي 2020 “حان وقت الطبيعة”، يتحدث عن ضرورة الرجوع إلى الطبيعة والحفاظ عليها وإيجاد حلول معتمدة على الطبيعة، لمواجهة التأثير السلبي للنشاط البشري على الكوكب والذي أكده فيروس كورونا حينما أوقف النشاط البشري، واستعادة الطبيعة حيويتها، وطبقة الأوزون كفاءتها، وانخفض معدل التلوث بنسبة 45%، وتأكيد الشعوب الأصلية أن ارتفاع معدلات التدهور البيئي وفقدان التنوع البيولوجي، سوف يؤدي إلى المزيد من الجوائح التي تهدد الاقتصاد العالمي.
حان وقت الطبيعة لفهمها ودراستها جيدا ودمجها ضمن الخطط الوطنية والمناهج التعليمية والبحث العلمي، والرجوع إلى الشعوب الأصلية التي تمثل 370 مليون شخص في حوالي 90 بلداً حول العالم، والأكثر ضعفاً وتهميشاً وحرماناً في العالم على الرغم من أنهم يمثلون أقل من 5 % من سكان العالم و15 % من مجموع الفقراء في العالم ولا يوجد حتى الآن تعريف مقبول به عالمياً للشعوب الأصلية، ولكن يمكن القول أنهم مجتمعات تعيش داخل أو ترتبط بموائل تقليدية متميزة جغرافيًا، ويعتبرون أنفسهم جزءًا من مجموعة ثقافية متميزة، ينحدرون من مجموعات موجودة في المنطقة قبل إنشاء الدول الحديثة، وتحديد الحدود الحالية تحافظ بشكل عام على الهويات الثقافية والاجتماعية والبيئية.
تدعم جميع المنظمات العالمية الشعوب الأصلية لإدارة مواردهم على نحو مستدام والحفاظ على معارفهم البيئية التقليدية واستخدامها وتعزيزها، وتقر بأهمية الحفاظ على ثقافاتهم حيث اعترف الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، بحقوق الشعوب الأصيلة وتأييد إعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصلية (UNDRIP) في عام 2008، وأهداف ريو لعالم خالي من التلوث، وتقرير حالة الغابات والتنوع البيولوجي 2020.
قدمت الشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية مساهمات هائلة في الحفاظ على بعض النظم الإيكولوجية الهشة في الأرض، حيث تمتلك الشعوب الأصلية وتدير جزءًا هامًا من أكثر مناطق الأرض تنوعًا بيولوجيًا وتلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على الأراضي والبحار والموارد والاستخدام المستدام للموارد الطبيعية، واليوم تواجههم العديد من القوى التي تهدد الطبيعة مثل الصناعات الاستخراجية وتطوير البنية التحتية، ومن المرجح أن يؤدي تغير المناخ إلى تسريع فقدان الموائل والموارد الطبيعية التي يعتمد عليها السكان الأصليون.
ذكر تقرير الأمم المتحدة بعنوان تراجع الطبيعة الخطرة “لم يسبق له مثيل” أنواع الانقراض “تتسارع” ما لا يقل عن ربع مساحة الأرض تديرها الشعوب الأصلية و تشمل هذه المناطق حوالي 35٪ من المساحة المحمية رسميًا وحوالي 35٪ من جميع المناطق الأرضية المتبقية ذات التدخل البشري المنخفض للغاية .
حان وقت الطبيعة من خلال إدراك المعارف والابتكارات والممارسات التي يقدمها وكلاء الأرض للحفاظ على الموارد الطبيعية لبناء حضارة بيئية تلبي الاحتياجات البشرية في انسجام مع الطبيعة حيث يعزز إدماجهم في الخطط الوطنية الحفاظ و الاستثمار في رؤوس أموالنا الطبيعية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.