ثورة مصر

edit

 

هو قسم يتضمن مقالات سياسية تتحدث حول شأن الأوضاع السياسية فى مصر والعالم العربى بدءاً من أحداث ثورة 25 يناير " ثورة الصبار"

يقولون إن الشباب استهواهم اللعب وتمكن منهم الفراغ وذهبت بهم شهواتهم كل مذهب!!

ويزعمون أن شباب الفيسبوك أصبحوا لا يعرفون إلا المجون ولا يهتمون إلا بالتوافه ولا يجيدون الرجولة!!

من غيركم أيها الشباب يكذّب ما يقولون، ويبطل ما يزعمون، من غيركم يا شباب مصر - ويا شباب الأمة كلها - يرد عليهم بأن الروح ما زالت تنبض فيكم، وأن حماسكم لا تقف أمامه قوة طاغية، وأن دماءكم ترخص بجانب مبادئكم وقيمكم، وأن الأكثرية الصامتة فيكم لم تقل كلمتها أيام المجون وها هي تقولها أمام الطغاة والفاسدين والظالمين؟!

قبل أن أعلق على أحداث مصر بالفكر والتأصيل والعقل لا أستطيع إلا أن أعبّر عن احترامي اللامحدود وسعادتي الغامرة بهذا الشباب الذي قام بمظاهرة سليمة حضارية ظهر رقيّها ورقيّهم فيها حينما تخلّى الأمن المصري عن مسؤوليته القومية فإذا بالشباب يدير الأمن بنفسه بل يدير حركة الحياة بشكل حضاري لا يمكن أن تصفه كلماتي.

أين أنتم يا علماء وقادة الأمة ؟!!

وقبل أن أدخل في التفاصيل لابد وأن أعترف بالفضل والشجاعة والشهامة لشيخي وأستاذي العلامة الدكتور يوسف القرضاوي على موقفه الشجاع والشهم وحسه الراقي بمعاناة شعوب الأمة وصراحته أمام الطغاة والمفسدين حتى تذكرت موقف العز بن عبد السلام حينما غضب عليه حاكم دمشق فجاءه الوجهاء يطلبون منه أن يترفق بالسلطان ويقبّل يده ليرضى عنه فقال للساعي (يا مسكين ،، ما أرضاه أن يقبّل يدي فضلاً عن أن أقبّل يده، أنتم في واد وأنا في واد). وكذلك التقدير الموصول لكل عالم ومفكر ساهم في هذه الثورة.

لكن عتبي شديد وأليم على كثير من العلماء والمفكرين خاصة من هم في موقع المسؤولية والقيادة على هذا التخاذل أو المواقف الهزيلة، فإن لم نسمع أصواتكم اليوم فمتى نسمعها ؟!!

أسباب الثورة في مصر

أغلقت الطرق السليمة والديمقراطية ( والتي نعبر عنها بالشورى وكلها مصطلحات لا فرق بينها) الأمل بالتغيير أمام الشعب المصري، وكانت الانتخابات الأخيرة في مصر مهزلة بالمعنى الكامل وبقي هذا النظام الفاسد يعيث في البلاد والعباد فسادا ثلاثين سنة فلم يجد الشعب طريقاً غير الانتفاضة والثورة كما حدث في تونس الحبيبة التي نحيي ثورتها ونضجها.

فقد الناس الأمل لأن الدساتير أصبحت لعبة في أيدي الطغاة يفصلونها على مقاس الحكام وأعمارهم ويبدلونها متى شاؤوا.

أضف إلى فقدان الديمقراطية الفساد الكبير والطغيان الشديد الذي استعملوه مع الناس، وكذلك إلغاء الحريات (بالرغم من أن مصر كان فيها حرية بسيطة للتعبير لكن الطغيان والفساد كان أشد وأنكى) علاوة على أن الناس حوربت في أرزاقها وقوتها ومأواها ومستقبلها وأصبح المال يدار بين أركان النظام والحزب الحاكم بطريقة اللعب والفحش الواضح بينما عامة الناس يتحايلون ليحصلوا على الرغيف حتى أصبح شائعاً بين أهل مصر (اللحمة من العيد إلى العيد، والفاكهة في المرض الشديد) وأصبحت الشهادة الجامعية ورقة لامعنى لها لأن الغالبية لا تجد وظيفة أو عملا شريفا.

انتهاك حرية وكرامة الإنسان

إذا أضفنا إلى كل ما سبق انتهاك حرية وكرامة الإنسان، حتى أن أصغر رجل أمن يحق له أن يهين أكبر مفكر أو شريف، وهنا - وأؤكد على هذه النقطة - يبدأ الناس بفقدان الصبر والتفكير بالثورة.

لماذا تأخرت الثورة ؟

جواب هذا السؤال الذي يطرحه البعض أن الناس يحتاجون أحياناً إلى شرارة وهذا ما حصل في تونس، كما أن الأمن وأركانه يخوّفون الناس ويرهبونهم بأزلامهم وجواسيسهم، حتى أصبح المواطن العربي في بعض هذه الدول البوليسية لا يأمن أخاه أو صديقه!!

حتى صدى الهمسات غشّاه الوهن

لا تنطقوا إن الجدار له أذن

لكن تكشّفت الحقيقة عن زيف هذه الظنون، وتيقن الشعب أن إرهاب الأمن هو تخويف وتهويل لاصحة له، وأن ضبطهم لحركة الناس هو عربدة لاأساس لها، فقد اختفى الأمن خلال الأيام وزهق الباطل أمام إرادة الشعب حتى إن المفسرين يقولون في تفسير الآية (إنما ذلكم الشيطان يخوّف أولياءه) أي يخوّفكم بأوليائه. فحكومات القمع تزرع الرعب بينما هي أوهى من بيت العنكبوت وأضعف من ذبابة.

الإعلام الحر والإعلام الرسمي

لقد سخر منهم أنصارهم قبل أن يسخر منهم العقلاء، هذا الإعلام الرسمي - ليس في مصر فقط - بل في الوطن العربي، إعلام المهزلة وإعلام التخلف، ينشر الأكاذيب ويحاول تضليل الناس في عصر بات فيه الخبر ينتقل بأسرع من الضوء، ومن المضحك أنه مع غروب شمس يوم الأربعاء كان الإعلام الرسمي المصري ينفي هجوم أنصار النظام الفاسد بالخيول والجمال على المتظاهرين المسالمين بينما نراها نحن رأي العين في القنوات الخاصة والحرة!!

أفيقوا أيها المسؤولون وأصلحوا إعلامكم فلم نعد في أيام الستينيات حينما كانوا يكذبون بأنهم أسقطوا عشرين طائرة ونحن نصفق لكذبهم بينما كانت قواعده الجوية قد دمّرت بأكملها!!

رجالات الشرطة والأمن

آه وهل يجدي عن المجروح آه ،، هل تحدّدت مهمة رجالات الشرطة والأمن بضرب الناس وسحقهم وقمعهم ثم الاختفاء ليظهر البلطجية والمجرمون فلا يجدون من يردعهم ؟! أين أنتم يا حماة الوطن ؟ إن من قام بهذا سواء من أصحاب القرار أو من أصغر شرطي فقد خان الله ورسوله والمسلمين والوطن، عار عليكم أن تكونوا حماة الوطن.

ياحكام العرب والمسلمين

هل يحتاج كل ظالم منكم إلى ثورة؟ وهل ننتظر كل شهر اضطرابا جديدا في بلد آخر؟ وهل تأخذكم العزة بالإثم إلى أن يقول كل منكم أنا أختلف عن فلان؟

ابدؤوها من تلقاء أنفسكم،، ديمقراطية حقة، وعدالة مرضية، وتشاورا مريحا لجميع فئات الشعب، وقطعا للظلم ابتداء من أنفسكم ثم من حاشيتكم الظالمة والبالية والمتعالية،،

لأن الشعوب بدأت تعي، وبدأنا نرى جيلا لايرضى بالهوان والذل والعبودية، ولأن الإعلام أصبح اليوم لصالح الشعوب لا لصالحكم.

إلى جموع المتظاهرين

رحم الله شهداءكم، فكل قطرة دم تنزل فإنما هي في سبيل الوطن والحرية، وكل قتيل منكم فهو شهيد بإذن الله، أكتب هذه المقالة عصر الخميس ولا أدري ما يحصل غداً الذي دعوتم أن يكون (الجمعة الأخيرة) لكن أقول لكم : لا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون بإذن الله، اجتمعوا وتكاتفوا ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم، لا ترضوا بأقل من أن يذهب النظام بأكمله لا بأشخاصه، نظام القمع والاستبداد والفساد والطغيان، أنتم أحرار لا تقبلون بالذل، بدأتم ثورتكم بشرف فأكملوها بشرف، اختاروا من يحكمكم برضاكم أنتم من أي اتجاه كان ومن أي فئة كان لكن بإرادتكم أنتم وبقراركم أنتم، نصركم الله على كل طاغية، وحقن دماءكم وأموالكم، وأوصلكم إلى بر الأمان وشطآن الراحة.

[email protected]


  • Currently 45/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
13 تصويتات / 813 مشاهدة

ربنا هو منزل هذة الكلمات واضحة وصريحة ولايوجد بها اى غموض طبعا مايخفيش على حد للاسف اننا كنا لعهد قريب جدا من القوم الخانعين والمذلولين فى الارض على يد حاكم فاسد بنظامة بس الحمد لله التغير جة اشمعنى دلوقتى ولية مش مهم المهم اننا فوقنا وقمنا بس الناس كانت فاكرة اننا طالعين بنطالب بمصاصة وانة كلة هايتغير فى غمضة عين الناس فى الاول كلها متحمسة وبتدعى انما دلوقتى هنجوا وبدأ يخافوا -على اية مش عارفة - ماعلينا مايعرفوش انة الامر متطلب وقت فبدات دلوقتى الدموع على وضع مبارك وقد اية حرام الى بيجرا لة وماينفعش دة رمز من رموز مصر ........... الخ نسوا مبارك الى الجمعة الى فاتت باوامرة مات ناس من رعيتة الى هو بيحيب يطلق علينا ولادة نسوا ان الاب قتل ولادة بمنتهى برود الاعصاب حتى دموع التماسيح ماذرفهاش عليهم دة ولادة الجمعة الى فاتت مش ولادة التانين الى ماتوا فى العبارة ولا الى ماتوا فى قطار الصعيد او الى ماتوا على ايد امناء الشرطة وامن الدولة على الشوارع

نسوا ان الاب مبارك فى عهدة بناتة كان بينتهك عرضهم بامر منة شخصيا فى الطريق العام ان عدى على مصر فى عهدة 4 سنين تحرشات جماعية فى ظل غياب الامن التام - والامن يحمينا لية كفاية علية يحمى سيادتة بحاشيتة - نسى انة فى عهدة لقبنا الدولى بقى عاهرات

نسى ولادة الى من كثر مش قادرين يعيشوا كانوا بيهربوا على برة على الرغم يقينهم الكامل انهم ممكن يموتوا قبل مايوصلوا برة ، نسى ابنة الى شنق نفسة على كبرى قصر النيل لانة مش لاقى ياكل ولا قادر يعيش ، نسى الناس الى بتموت فى طوابير العيش ودموع النساء الى نشفت من كثر البكاء على دم ولادهم الى راح على ايد ابنة المفضل حبيب العادلى وكلابة 

نسيتوا دة كلة من كلمة جوفاء قالها فى خطاب وهو باصص لورقة مش طالعة من قلبة وواحد تانى كاتبة لية دة الى اثر فيكوا قوى واهوا الى انتوا بتقولوا من رموز مصر فى سبيل الحفاظ على عرشة - مش شعبة - اطلق البلطجية على العزل فى الميدان يذبحوا ويقتلوا فيهم ووزع على كل منهم قنبلة دخان هدية يرميها عليهم دة بيعمل كدة وهو رجل جوة ورجل برة امال لو سيبناة لاخر الحكم هايعمل اية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

دة الى انتوا بتلتمسوا لة العذر وبتقولوا مين ماغلطش كلنا بشر 30 سنة غلط مستمر 30 سنة دة عمر اكثر من عمر فساد واستجبار وظلم وتقولوا من رموز مصر 

شخص انتم ميقنين انة اخطأ لا والادهى بتقولوا ماكنش يعرف الى حوالية كان مضللة وانا الى يخلينى اتحكم على ايد واحد مضلل واحد بيغب نفسة بنفسة مش بيسال ولا بيشوف امور رعيتة ومسئوليتة ماشية ازاى ؟ مش عايز وجع راس ولايشارك يبقى يسيب الحكم احسن

بتقولوا اتنازل ...  اتنازل عن اية؟! دة احنا لسة عايشين فى قانون الطوارئ وقطع اتصالنا عن العالم امدة 5 ايام كاملة ويو الجمعة الى فاتت مستحيل حد كان يطمن على اهلة الىعايشين فى اسكندرية او القاهرة لا موبايل ولا حتى ارضى ولسة شايفين انة حرام طلق الحرامية من السجون يعتدوا على بيوت رعاياة ويعيثوا الفوضى فى الشوارع - بجد واضح انة بيعمل من اجل الشعب - بكل الاصلاحات الى فاتت الى عملها

انا من حقى فرز اول مش فرز ثالث لو حكمنى سلطان جائر ربنا ونبية وخلفاءة الراشدين قالى ثور علية وشيلة حتى لو كان رمز من رموز مصر

 بقلم /منى على

 

  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 331 مشاهدة
نشرت فى 4 فبراير 2011 بواسطة tulipe

إن الكراسي التي يجلس عليها الطاغية وأذنابه موصولة بأرواحهم صلة حياة أو موت، فعلام الحوار؟! والثوار لن يتنازلوا عن مطلبهم في أن ينزعوها عنهم نزعا ليس بعده رجعة إليها، وهل يلتمس عزرائيل الحوار مع من يقبض أرواحهم؟!،  إذن فليس من المنطق ولا الحكمة إجراء أي حوار إلا إذا كان يدور حول كيفية تسليم السلطة، ولا اعتقد أن الطاغية مبارك سيرضخ طوعا لذلكـ فهو كما خُبرنا معه "دكتوراه في العند"، ولكن متى كان المنطق أو الحكمة هو من تخضع له أفعال وتصرفات أحزاب وجماعات المعارضة؟! بل هي الأنا الشخصية والحزبية....، أنا ومن بعدي فليُغرقُ الطوفان كل ما بذله الثوار من جهد وتضحيات،

 

يا الله، ألم تلغوا في تلك الصحائف المسماة حوارا أزمانا طويلا؟! هل ظفرتم منها بشئ من قبل ذا قيمة؟!، ولكن أنى لهؤلاء الذين تعودوا على لعب دور المغلوب على أمره عقودا مديدة، ودأبوا على أن يطلبوا ويسألوا ويتذللوا ويستعطفوا أن يأمروا وينهوا وقد تهيأت الأوضاع لأن يأمروا وينهوا لا بفعلهم وعملهم بل بفضل جهاد وتضحيات الشباب الذين خاضوا معركة التحرير، تحرير الوطن، دون أن يسألوهم عونا أو مساعدة، لا غرابة إذن أن يندفع هؤلاء لأي حوار يدعوا إليه، وأن يمسخوا مطالب الثوار من بعدُ إلى أشياء يعف أولئك عن مسها خشية أن تصيبهم لعنة تصبها عليهم أرواح رفاقهم، شهداء الثورة.

 

أيها الثوار لتجتمع كلمتكم على أنه لا حوار إلا بعد أن يتنحى الطاغية مبارك، أن لا حوار إلا لتسليم السلطة، وليكن ذلك إلى هيئة قضائية (تجنبا للخلاف حول الأسماء المطروحة) تتولى إدارة البلاد لفترة مؤقتة، تهيئها فيها عن طريق صياغة دستور جديد وقوانين تسمح بممارسة ديمقراطية سليمة، ولتَلَغُ تلك النخبة فيما اعتادت أن تَلَغ  فيه، فلن يضيرنا عندئذ من قولهم أو فعلهم شيئا.  

محمد السيد الطناوي

  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 375 مشاهدة
نشرت فى 4 فبراير 2011 بواسطة tulipe

<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <mce:style><! /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} -->

 

<!--[endif]-->

ثم كانت الثورة، جيل يافع تعتصره آلام الظروف المعيشية كما هو حال أبائه وأهله، أُثقل كاهله الغض بالأحمال والأعباء مبكرا، وأسدلت الظلمة الحالكة على مستقبله، غير أن أرواحه لم تتدنس، ظلت على حالها كما صورها المولى ـ عز وجل ـ وأراد لها أن تكون، حرة كريمة عزيزة أبية، ومع بدء اندلاع غضبة ذاك الجيل، جيل الشباب إذ بكافة الأنظار تنصرف عن كل ما عداهم إليهم، فكاميرات الفضائيات وعدسات المصورين وأقلام الصحفيين والكتاب اندفعت لتسجل أقوالهم وترصد حركتهم الدائبة المشتعلة بطول البلاد وعرضها، وأبصار الطاغية وأذنابه ترقب تلك الحركة بأوجه علاها العبوس والفزع، وأفئدة اعتصرها الهلع، وحلوق جافة كأنها الصخر، وانتهج أولئك ما دأبوا على انتهاجه لاتقاء صراخ وعويل أحزاب وحركات المعارضة في الفضائيات وعلى صفحات الجرائد بل وبذلوا ما هو أكثر منه، لعلهم يظفرون من أولئك بمثل ما كانوا يحظون به من تلكم المعارضة، فأبى الشباب الثائر أن ينحني ليجمع ما بذره الطاغية تحت أقدامهم، وانتصب في وقفته تجلله هالة من الإباء والشمم، حينها أرخى الطاغية حبل التنازلات أكثر فأكثر مؤملا أن يقنعوا بما ساقه لهم، وانقض على أذنابه وأتباعه ليقدمهم تباعا قربان في محراب الثورة اتقاءا لغضبة الثوار المتأججة كأنها الجحيم المستعر، فإذ بالأخيرين يصفقون في وجهه كل ما قدم لهم.

 

بيد أنه لم يرتدع ويسلم بمطالبهم، بل مضى في عناد الطغاة، يرسل عليهم أحط وأرذل من خلقهم الله في هذه البلاد من بلطجية وأرباب سوابق، لعلهم ينجحون فيما فشل فيه بلطجية نظامه، وإذ بأيدي الثوار تعتصرهم كأنهم عصف مأكول، ليخروا سجدا أمام أولئك الجبابرة الذين لم تعرف لهم البلاد مثيلا طوال تاريخها المغرق في القدم. 

 

يا الله، من هؤلاء؟!، من أي طبيعة قدوا؟!، من أي نسل نسلوا؟!، متي وكيف تخلقوا بتلك القيم وأصبحوا على هذه الصورة؟!، هكذا ردد الطاغية، وهو يتهاوى على كرسيه منتظرا أجله المحتوم.

 

أيها الثوار، إن هو إلا صبر ساعة ويستحيل النظام المباركي إلى ركام تذروه الرياح، إن هو إلا صبر ساعة وندفن أرذل ما ورثناه عن أجدادنا الأولون، الطغيان الفرعوني، ليبدأ أنذاك عهد جديد.

 

محمد السيد الطناوي

  • Currently 45/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
14 تصويتات / 302 مشاهدة
نشرت فى 4 فبراير 2011 بواسطة tulipe

<!--<!--<!--

هم مفجروها وقادتها، وصوتها الهادر الذي تردد صداه بطول البلاد وعرضها، شبوا فتفتح وعيهم على وطن يحكمه الاستبداد، ويستوطن به الفساد، ويهمش على أرضه الشرفاء وذوي الكفاءات، ويعتلي قمته الأقزام والأذناب، ويشقى فيه الأحرار، ليسعد فيه عبيد السلطة وخصيانها.

 

هذه هي حال مصر التي شبوا فيها وقد أسرعت الخطى في غير ما إبطاء أو انتظار، فأضحت تقف على شفا جرف هاو، ومدت بصرها إليهم في ضراعة واستجداء:

 

 أن أدفعوا عني ذلك المصير المنكود، فإني إن هلكت هلكتم، وإن نجوت نجوتم. أن اقطعوا دابر الاستبداد، وعضوا بالنواجز على مستقبلي ومستقبلكم.

 

ولم يخب رجاءها، وإذ بشبابها يندفعون من كل صوب وحدب، إلى الشوارع والميادين ترعد السماء بهتافاتهم، وتهتز الأرض من وقع أقدامهم، وتصطك فرائص قامعيهم من وراء مصفحاتهم ومدرعاتهم.

 

لا كاميرا تتبع خطواتهم، ولا برامج حوارية تسجل نزاعاتهم ونقاشتهم، ولا صحف ومجلات تفيض بتاريخ نضالهم الوطني عبر السنون، بل إرادة وعزيمة، ونضال يغلفه الصدق والحب الخالص لوجه الوطن.

 

وها هم يضعون قاموس جديد لمرادفات حياتنا، قاموس ليس من بين كلماته ذل، أو هوان أو قمع، أو استبداد، أو فساد، بل حرية، وإباء، وعزة، وكرامة، ونهضة، وديمقراطية حقة.

اللهم إنهم قد صدقوك فيما عاهدوك عليه فاصدقهم، وكلل جهادهم بما هم أهل له، وهم أهل لكل ما تفيض به عليهم من نعم. 

 

"إنَّ الأمم التي يُسعدها جدُّها لتبديد استبدادها، تنال من الشَّرف الحسّي والمعنوي ما لا يخطر على فكر أُسراء الاستبداد".                                                          عبد الرحمن الكواكبي

محمد السيد الطناوي

  • Currently 45/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
15 تصويتات / 413 مشاهدة
نشرت فى 4 فبراير 2011 بواسطة tulipe

tulipe

tulipe
IDB »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

296,917