المعرفة به منتهى ما يقال.. والحياة له وراء ما يقال.

لا يُطلب به شئ.. فإنك إن طلبت به شئ وحيل بينك وبينه، الححت في طلبك ذاك ونسيته، أو سكنت إلى اليأس ولم ترجع بعدها إليه ..وإن سيق إليك مطلبك أسرك، فاستذلك ولم يذل لك،، وتسربلت من يومك هذا بسربال مهترئ نسجه الدنس، ما إن تدخل فيه حتى تودع ذلك النفس الطاهر الذي كان يخرج من بين أنفاسك.

من نشده من أجل وجهه دام، ومن نشده رياءا ومداهنة فتر، ومن نشده من أجل رغبة انقطع.هو أقرب إليك من كل شئ، لكنك باعدته حتى أضحى أبعد عنك من كل شئ.

إن سقاك بيده لم تطعك نفسك في الاستسقاء من غيره. إذا رأيته لتحيا به دخلت في جملة المتفردين.

إن كان غيره ضالتك فلا تتطلع يوما إلى هدأة نفس باسمة، أو سكرة نفس عارفة. إن كان غيره ضالتك فاظفر بالحرب.

لا تجحد رعشة الشوق إليه، تلك التي ترعد فيك ـ بين الفينة والأخرى ـ على غير إرادة منك. اتبع هديها لعلك تهتدي.

غششتك إن دللتك عليه، فما من دليل سواه. الحرف يعجز أن يخبر عن معنى دقت معرفته، فكيف يخبر عنه؟!، وهو سبيل لا تستبين منتهاه حتى تشرف على بلوغه. لا تنصت إلى الجاهلين إذا أخبروك عن سهولة السير في طريقه، فإنه طريق أعالي، لا يرتاده سوى من وطد نفسه على ارتياد الدروب الوعرة.

بقلم / محمد السيد الطناوى

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 346 مشاهدة
نشرت فى 26 أغسطس 2012 بواسطة tulipe

ساحة النقاش

tulipe

tulipe
IDB »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

291,485