إدمان

<!-- /firstHeading --> <!-- bodyContent --> <!-- tagline --><!-- /jumpto --> <!-- bodytext -->

زجاجة تحتوى على مخدر الهروين.

الإدمان أو الاعتماد (بالإنجليزية: Addiction‏) عبارة عن اضطراب سلوكي يظهر تكرار لفعل من قبل الفرد لكي ينهمك بنشاط معين بغض النظر عن العواقب الضارة بصحة الفرد أو حالته العقلية أو حياته الاجتماعية. العوامل التي تم اقتراحها كأسباب للإدمان تشمل عوامل وراثية، بيولوجية، دوائية واجتماعية.

ويوجد نوعين من الإدمان هما الإدمان الجسمي والإدمان النفسي

  • الاعتماد الجسمي physical dependency : يحس المريض بأعراض جسمانية في أعضاء جسمه المختلفة عند الايقاف المفاجئ للدواء أو عند الإنقطاع الغير متدرج.

ويحصل الاعتماد الجسمي عند استخدام المسكنات المركزية لفترة طويلة بغض النظر عن وجود الألم أو عدمه، إن حدوث الاعتماد الجسمي أمر متوقع في التعاطي للمادة الطويل الأمد كما يحدث تماماً مع زمر أخرى كحاصرات بيتا أو الكورتيزونات يظهر عند الانقطاع المفاجئ للدواء المسكن أعراض قمه ورعاش وألم بطني وزيادة في ضغط الدم وتعرق وتبدأ الاعراض الانسحابية الجسمية بعد توقف المتعاطي للمخدر عن تناوله للجرعة المعتادة ويكون ذلك بعد يوم واحد كحد أدنى حتى عشرة أيام. وينصح بالوقف التدريجي للمسكنات أسوةً بالكورتيزونات تجنباً لأعراض الانسحاب.

  • التحمل Tolerance  : يصف هذا المصطلح حالة توقف المسكن عن إعطاء التسكين بنفس الدرجة السابقة ويحصل التحمل عند معظم مرضى الادمان وبسببه يحتاج المريض إلى زيادة الجرعة وقد اختلف الخبراء في تفسير هذه الظاهرة هل هي بسبب تغير في المستقبلات أو الحرائك الدوائية أو بسبب عوامل أخرى ويعتبر التحمل من الاعراض الرئيسية للادمان والدليل على ذلك ان المرضى الذين يتلقون المسكنات من مشتقات الافيون لأسباب علاجية وليس بسبب الادمان (مثل المصابين بالسرطان) لا يحتاجون لزيادة جرعة المسكن على العكس من المدمنين على نفس المادة

الاعتماد والإدمان لمادة مخدرة يشمل آليتين :

  1. آلية مكافأة دماغية عامة

  2. وتغيرات خلوية وجزيئية أطول أمداً

ويعتبر مرضاً دماغياً نكوساً ومزمناً يمكن تجنبه، ولهذا يعد مشكلة صحية عامة.

  • يقل الاهتمام حالياً بالاعتماد النفسي والجسدي المتمثل بتناذر سحب الدواء في استيعاب قضية الإدمان، مقابل الاهتمام بالسلوك العدواني وسوء استعمال الدواء المخدر غير المضبوط، إن مكونات أنواع الإدمان الصعبة تحتاج إلى تعميق الاستكشاف والفهم من الناحية العصبية وغير العصبية ،بما فيها : التكيف المعاكس، والتحسيس، والامتناع، وسورات الرغبة، والنكس.

وهذا الأمر ممكن بالاستعانة بالتصوير المتطور والتقنيات الوراثية والنماذج الحيوانية للإدمان مع الدراسات البشرية ذات الصلة


 الإدمان الاقتصادي والاجتماعي

  • من ناحية المشكلة إجتماعية:

إن اجتماعيات استعمال المخدرات يجب أن تركز على عدة أبعاد اجتماعية مهمة بما فيها :

  • الشدة النفسية /الكرب/

  • الفقر

  • العنف المنزلي والاجتماعي

  • والأمراض المختلفة التي تنتشر بالتعاطي والإدمان

كلفة الإدمان كبيرة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي فالإدمان لا يزال من أهم القضايا الصحية، ويكلف الولايات المتحدة مليارات الدولارات في عدد من المجالات ومنها:

  • تكاليف الرعاية الصحية

قدرت كلفة إدمان الكحول والمخدرات عام 1992 بحوالي 246 مليار $ والكحول وحده كلف 148 مليار $ ،وكلفة المخدرات وإدمان الأدوية 98 مليار $، قدرت كلفة حوادث السير الناجمة عن الكحول بـ 27.4مليار $ زيادة عبء معالجة المدمنين على الرعاية الصحية 18.8 مليار $ لمشاكل الكحول وتكلف خدمات علاج المدمنين وتأهيلهم 5.6مليار $ أما كلفة علاج الحالات الصحية الناجمة عن الكحول 13.2 مليار $، كما قدرت كلفة تناذر الكحول الجنيني بواحد مليار $ حيث يعيش هذا الولد (لأم مدمنة كحول) متخلف عقلياً.

  • تقرير (داون) شبكة التحذير من المخدرات الأمريكية

يقدر تقرير شبكة الترصد داون بوجود 1.449.154 حالة إدخال لقسم الإسعاف مرتبطة بسوء استعمال الأدوية -مخدرات- أو خطأ الاستعمال وتصنف هذه الزيارات لقسم الإسعاف حسب ما يلي

  1. 31% مخدرات غير شرعية فقط

  2. 27% أدوية فقط

  3. 7% كحول فقط لمرضى دون 21 عاماً

  4. 14% مخدرات غير شرعية مع كحول

  5. 10% كحول مع أدوية

  6. 8% مخدرات غير شرعية مع أدوية

  7. 4% مخدرات غير شرعية مع أدوية ومع كحول

  • ملاحظة-1

35% من الحالات كان الكحول موجوداً كجزء من المشكلة

  • ملاحظة -2

49% من الحالات ارتبطت بالأدوية النظامية -الأدوية التي يبيعها الصيادلة،

هذا يضع على كاهل الصيادلة مسؤولية مضاعفة في قضية الإدمان وكانت 55% من الحالات لأدوية متعددة وأهم الأدوية هي المسكنات الأفيونية، وأشار التقرير إلى زيادة 21% في سوء استعمال الأدوية النظامية خلال عام واحد.

  • انخفاض أو انعدام الإنتاجية

قدرت كلفة انخفاض الإنتاجية 67.7 مليار $ بسبب الكحول لوحده (عمل لم ينفذ، عمل منزلي لم يمارس)

أثر الإدمان الاجتماعي

  • وفاة العائل

من أثر الإدمان الاجتماعي وفاة المدمن وبالتالي فقد أسرته لمصدر رزقها في عام 1992 قدر عدد الوفيات بسبب الكحول بـ 107.400 ومعظمها كان لمدمنين بين 20 و 40 عاماً

  • أثر الإدمان في زيادة الجريمة

قدرت كلفة ازدياد الجريمة المرتبطة بالكحول حوالي 19.7 مليار $ وقدر أن الكحول مسؤول عن 25 إلى 30 % من الجرائم العنيفة كان إدمان الكحول والمخدرات لوحده سببا كافيا لحصول المواطن الأمريكي على مساعدة حكومية(مالية) وحالياً ألغي هذا الإجراء. معظم تكلفة الكحول والمخدرات على المجتمع يتحملها أناس غير مدمنين

  • ترافق الإدمان مع اضطرابات أخرى كالقمار

وهذا الإرتباط الذي ثبت بالإحصاء بين الخمر والقمار يذكرنا بالآية الكريمة : (إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان)، والآية (ويسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير)

  • نشرت منظمة الصحة العالمية مؤخراً دراسات أكدت أن الدول الفقيرة يصرف المواطن فيها حصة كبيرة من دخله على الخمر مقارنة بالدول المتقدمة وأنه يشرب الخمر أكثر من نظيره الغربي ويعاني أكثر من ويلاتها كالعنف الأسري والجريمة

  • ملاحظة :

حسب تعريف المادة الخاضعة لقانون المخدرات الأمريكي (مادة منبهة أو مثبطة قد تؤذي مستخدمها أو المجتمع) يدخل الكحول فيها كمادة مخدرة لكن القوانين الأخرى استثنته من الحكم.

  • توزع الإدمان حسب عدد المتعاطين

أكثر أنواع الإدمان انتشاراً في المجتمع الإدمان الكحولي ويليه إدمان الحشيش أو الماريجوانا ثم يأتي بعد ذلك بقية أنواع المخدرات وهي كثيرة. هذا طبعا بالنسبة للمجتمعات الغربية والتي يبلغ فيها نسبة استعمال الكحول لقرابة 90% من الناضجين ولذلك يرتفع فيها بالتبعية نسبة الادمان على المادة حيث ينظر لها على انها مادة مشروع تعاطيها ولكن بالنسبة للمجتمعات العربية المسلمة فان الحشيش هو المادة الأكثر استعمالا ويليها المواد المنشطة

أثر الإدمان على الأطفال والمراهقين

من أضرار المخدرات والكحول والدخان الكثيرة على حياة الأطفال والمراهقين

  • ولادة الأطفال مدمنين على المخدرات أو متأذين بالتعرض للكحول وهم في أرحام أمهاتهم،

  • ثم يعيشون بعد ذلك في فقر وفوضى اجتماعية مع الإهمال والاعتداءات

والتشرد لأن آباءهم يعانون من المخدرات أو الإدمان الكحولي،

  • ثم التسرب من التعليم

  • واحتمالات متزايدة للأمراض النفسية

  • وهم عرضة أكثر من غيرهم ليكونوا ضحايا العنف والحوادث وأذى الذات

  • وأولاد المدمنين هم المرشحون الأوائل لدخول عالم الإدمان على النيكوتين والخمر والمخدرات فالبيئة مشجعة والمواد متوفرة وتقليد الكبار والأصدقاء يسير في هذا الاتجاه

  • وجدير بالذكر أن الاستعمال المؤقت /التعاطي/ يشترك مع الإدمان في الأضرار

تأثير الصحبة السيئة

أثر الصحبة على بداية الإدمان والانتهاء منه يتوافق المرشدون جميعاً من مختلف المدارس الفكرية والسلوكية على أهمية تأثير الأصحاب على السلوك المنحرف وهذه قضية حيوية وبالأخص في المدارس الإعدادية والثانوية لأن الإدمان الذي يبدأ قبل الخامسة عشرة هو أخطر أنواع الإدمان.

وأهم تعديل سلوكي لمن يريد ترك المخدرات هو ترك صحبة السوء وهو أمر كالفطام بالنسبة للطفل

الإيدز والمخدرات

يستغرب البعض وجود صلة بين المخدرات والخمر وبين مرض الإيدز، والصلة بين الخمر والمخدرات وبين الإيدز تكمن في أنهما يشجعان السلوك الخطر الذي يجلب الإصابة بالإيدز

  1. مستخدم المخدرات قد يشارك أصدقاءه الإبر أو أدوات أخرى

لتناول المخدرات كالقطن مثلاً، وقد ثبت أن استعمال المخدرات له الدور الأهم كعامل مفرد في انتشار الإيدز في الولايات المتحدة حالياً بحسب بيانات وفرها المعهد الوطني للمخدرات

  1. ووجد أن مرضى الإيدز الكحوليين أقل استفادة من العلاج بسبب من

تأثير الكحول المباشر على نجاعة العلاج، وبسبب فرعي هو قلة الوعي عند الكحولي لأهمية التداوي والانتظام بأخذ الدواء وتوجه مدخراته نحو الخمر

 

الزواج والإدمان

الزواج من عوامل الاستقرار التي تقلل من نسب حدوث الإدمان فالمتزوجون عموماً أقل إدماناً وأفضل التزاماً بالعلاج إن أدمنوا، وأقل نكساً بعد العلاج [1] في عام 2005 كان أكثر من نصف إدخالات المدمنين للعلاج 52 بالمائة غير متزوجين البتة، أعمارهم بين 25 و44 عاماً ويوجد نسبة 28 بالمائة ممن سبق له الزواج، و20 بالمائة كانوا متزوجين، وبالمقابل على مستوى الولايات المتحدة ككل فإن معطيات إحصاء Census سنة 2000 لهذا المجال العمري، أظهر 25 بالمائة غير متزوجين البتة، و14 بالمائة سبق لهم الزواج، و61 بالمائة متزوجين، وكانت نسبة الداخلين للمعالجة المقرين باستعمال المادة بشكل يومي أكبر في الذين لم يتزوجوا البتة مقابل المتزوجين سابقاً أو المتزوجين حالياً فكانت 44 بالمائة مقابل 39 بالمائة و36 بالمائة على التوالي، والمعالجون ممن لم يتزوج البتة أبدى احتمال أكبر لوجود قصة علاج مكثف سابق واحتمالية أقل لدخول العلاج لأول مرة من غيره/المتزوج أو المتزوج سابقاً/ في الفئة العمرية من 25 إلى 44 عاماً،

دور الصديق

غالباً ما يكتشف الأصدقاء المقربون استخدام المخدرات قبل ظهور الأعراض والعلامات التي يلاحظها الآخرون، كما أنهم أكثر تأثيراً في المتعاطي من أسرته ووسائل الإعلام العامة، ولذلك يجب تشجيعهم على الانتباه لعلامات الإدمان، وعلى بدء التحرك الإيجابي لإنقاذ أصدقائهم وأقاربهم،

  • علامات

من العلامات صديق يتعاطى بانتظام ويحتاج لتعاطي المخدرات أو الكحول للاستمتاع بالوقت أو لتحمل ضغوط الحياة اليومية، صديق يتعاطى المخدرات أو الخمر عندما يكون وحيداً، قيادة سيارة في حالة النشوة أو السكر أو ركوب سيارة مع منتشي أو سكران، البدء بالخروج مع أصدقاء جدد من شأنهم تعاطي المخدرات معه أو توفير المواد المخدرة استدانة المال لشراء المخدرات أو الخمر، طلبه تخبئة مخدراته عندك ظهوره في المدرسة سكراناً أو منتشياً وغياب بعض الدروس للتعاطي طلبه الرعاية في حال السكر حتى لا يقوم بحماقات أو مشكلات مع الناس أو أسرته إخلافه المواعيد أو تأخره عنها بسبب الانتشاء أو السكر تغير اهتمامه بهواياته السابقة بتركها أو فقد الاهتمام بها مشاكل جديدة مع أسرته وأصدقائه وخذلانهم من قبله

  • الخطر المجهول :

إذا كان الصديق يتعاطى الحشيش أو غيره من المخدرات أو الخمر فمن غير الممكن توقع كيفية تصرفه وماذا سيحصل عند وصوله للنشوة أو السكر، فتعاطي أي من المخدرات وبما فيها الحشيش يمكن أن يؤذي ويدخل في حالة الإدمان، ولا يوجد رقم سحري محدد لعدد مرات التعاطي قبل حصول الإدمان، ولكن التعاطي يتحول عادة إلى سرف أو سوء استعمال ثم يتحول السرف إلى إدمان، والعقل يأمرنا كما الشرع بالمبادرة إلى مساعدة الصديق في مجابهة مشكلة التورط بالخمر أو المخدرات من مرحلة مبكرة حتى يمكنه التوقف قبل خروج الأمر عن السيطرة.

ومن هنا يظهر أهمية التقدم مبكراً والتحدث للصديق المتعاطي قبل فوات الفرصة، فالمخاطر والعاقبيل القادمة في طريق الإدمان مجهولة وكثيرة ومؤلمة ومأساوية ،، إذا اعتقدت أن صديقاً أو قريباً يتعاطى الخمر أو المخدرات فمن المتوقع أن تجده تحول إلى شخص غريب عنك ربما بدأ يخذلك بسبب التعاطي، هنالك نماذج من التعاطي كأخذ المخدر قبل الحفلات أو قبل الذهاب للمدرسة، قد يهرب المتعاطي من الاختلاط بالآخرين لأنه يدرك أن تصرفه في حال النشوة مرعب ومقزز. ومهما يكن ستدرك أن هنالك مشكلة تعاطي عند صديقك وهنا تكمن الفرصة الذهبية لمحاولة تغيير مجرى الأحداث قبل حصول كارثة حقيقية، قد يصور المتعاطي القضية على أنها مسألة غير ذات قيمة، وهذا أمر شائع عند كل المتعاطين، ولكن هذا الإنكار لحجم المشكلة من قبله لا يجوز أن يدفعنا لترك محاولة محاورته لأن تركه سنتهي به إلى السجن أو الإدمان أو حادث سير أو وفاة بجرعة مفرطة أو الجريمة.

  • من أين يبدأ الحوار

إن بدء حوار مع صديق مدمن محير فلا تعلم كيف تبدأ الكلام ولا كيف ستكون ردة الفعل، ربما ستثير غضبه واستياءه وهذا طبيعي لأن المدمن لا يحب أن يعترف ،بإدمانه حتى أمام نفسه ،البداية الطيبة للحوار تكون بإظهار الود والمحبة والاهتمام وليس الانتقاد ،اطرح أمثلة عن تأذيك وتأذي الآخرين من حالة إدمانه، أعلمه أنك تريد مساعدته وقل له ما تنوي فعله، اختر وقت الحوار بعيداً عن حالة الانتشاء بالمخدر، إذا لم ترغب بالحديث معه لوحدك اطلب مساعدة أصدقاء آخرين، فيد الله مع الجماعة وكلما زاد العدد فهو أكثر أماناً ودعماً، ولكن لا تجمع عصابة ضد صديقك المدمن!

حاول أن تتكلم مع شخص أكبر منك ممن تثق به قبل الحديث مع الصديق المدمن، فهنالك كثير من الناس الذين يملكون القدرة على كشف أفضل طريقة للتعامل، وهذا الشخص الكبير الذي تستشيره قد يكون فرد وثوق بالأسرة أو مدرس أو مدرب رياضة أو مرشد في المدرسة أو طبيب العائلة أوعالم دين.

إذا لم ترغب بالحوار المباشر وجهاً لوجه، جرب كتابة ملاحظة أو بريد إلكتروني.

وتذكر أن بدء الحوار هو مجرد أول مرحلة في مساعدة الصديق المدمن وقد يحتاج الأمر لعدة محاورات قبل أن يدرك خطورة المسألة ودرجة اهتمامك بصحته وسلامته ،لاتيأس إذا لم تظهر استجابة سريعة منه، قد يحتاج صديقك إلى أكثر من مساعدتك كاستشارة نفسية أو معالجة إدمان، أكد له أنك ستساعده على الحصول على المعالجة والاستشارة ثم تابع عبر مراحل العلاج، وبالمناسبة من الملاحظ أن أصدقاء المدمن يقفون موقفين متناقضين فقد يساعدونه بالحصول على المخدر أو يساعدونه في الحصول على العلاج. لأن ما يدفعهم الدافع الفطري لمساعدة الصديق.

إن مساعدة شخص مدمن ليس بالأمر الهين، فهي صعبة عليه وعلى من يساعده ،ومن المهم أن لا يبخع المساعد نفسه آسى فهي ليست مشكلته بل مشكلة صديقه وهو يؤدي واجبه في مساعدته. وقرار الإقلاع عن التعاطي مسؤولية المدمن لا مسؤولية من يساعده

  • قبل أن تستسلم لليأس

بعد فشل عدة محاولات لإقناع الصديق المدمن، حاول الاستعانة بصديق آخر أو شخص كبير موثوق فأنت تحتاج إلى من يساعدك أيضاً في هذا الوضع الصعب، حدد الوقت التي تمضيه مع صديقك المدمن لأنك أيضاً تتعرض لخطر مجاراته بالتعاطي، أخرج نفسك من دوامة المشكلة وقم بنشاطات للترفيه عن نفسك فتستعين بقليل من اللهو على كثير من الجد. إن مجابهة صديق بمشكلة خطيرة كالإدمان من أصعب الأمور ممارسة ولكن الصديق وقت الضيق، والمساعدة للصديق في وقتها المناسب لا تحتاج إلى طلب مباشر منه، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه. ومن الغريب أن تساعد رفيقك في كل شيء يتعلق به ولا تساعده في أخطر مشكلة وقع بها نعم قد لا يجدي عملك شيئاً، ولكن لك أجر نيتك الخيرة ومحاولتك لإصلاح ما أفسد الناس، وفي كثير من الأحيان كانت بداية الحوار من صديق هي جرس التنبيه الذي يوقف تدهور حياة الصديق المتعاطي، وقد ذكر 68% من المراهقين أنهم يفضلون مناقشة مشكلة التعاطي مع الأصدقاء أو الأخوة، وهذا يضع مسؤولية كبيرة على كاهل الأصدقاء والإخوة. فهم يعرفون ما لا يعرف الآباء وما لا يعرفه المدرسون والمرشدون، وإذا تحدثوا بصدق ومحبة وإشفاق، فآذان المدمنين أكثر إصغاء لهم من غيرهم من الناصحين. (نقل من كتيب توجيهي أمريكي بتصرف يسير)

 تعتبر مشكلة المخدرات من أعقد المشاكل التى تواجه المجتمع فى الوقت الحاضر ولا يكاد يفلت منها أي مجتمع سواء أكان متقدما أو ناميا.وتبدو أهمية هذه المشكلة فى أنها تمس حياة المدمن الشخصية والاجتماعية من جميع جوانبها ، فهى تمس علاقته بنفسه من حيث صورته فى نظر نفسه، ومن حيث تحديد اهتماماته وأهدافه...كما تمس الصلة بينه وبين أفراد عائلته. وتتمثل أهمية المشكلة بالنسبة للمجتمع فى أنها تحيط به وتمسه فى جميع جوانبه الرئيسية... وأوضح هذه الجوانب هو أمن المجتمع ، حيث أدى انتشار الإدمان إلى زيادة نسبة جرائم العنف فى المجتمع من حيث جرائم السطو المسلح والسرقة والاغتصاب... وغيرها من الجرائم التى تُنشر فى الصحف وتقع تحت تأثير الإدمان .  وفى هذا الفصل سوف نناقش أبعاد هذه المشكلة من جوانبها المختلفة،أملين أن نقدم الصورة الحقيقية للمشكلة حتى نصل إلى أحسن الطرق لوقف زحف هذا الوباء ، وحتى نحقق لمرضى الإدمان أفضل الفرص للوقاية والعلاج والتأهيل والعودة إلى العمل  والإنتاج                    

لماذا يفشل علاج الادمان

والامراض النفسية فى بلادنا ؟ ! 

 اولا : مأساة  الفشل فى علاج الادمان:

 الادمان أحد أخطر المشكلات والقضايا المصيرية التى شردت ودمرت آلاف الشباب , وهدمت وخربت آلاف الاسر..

ويفشل علاج الا دمان فى بلادنا لاسباب عديدة منها :

1-   عدم علاج الاسباب التى افرزت المدمن .

2-   الاعتماد فقط على عزل المريض وسحب مواد التخدير من جسمه والاكتفاء بإعطائه مسكنات ومهدئات بديله فقط مما يتسبب فى كثرة الانتكاس .

3-    عدم التشخيص الدقيق الذى يشمل دراسة شخصية المريض والاضطرابات النفسية المصاحبة أو المسببة للأدمان , ثم تقديم علاج متكامل يتضمن  العلاج الدوائى و العلاج النفسى بأساليب متعددة         ( خاصة العلاج الجمعى والعلاج النفسى الدينى بمنهج علمى  ) تحت اشراف أطباء نفسيين متخصصين و مدربين لأن الأدمان مرض نفسى مصنف عالميا يصيب الوظائف البيولوجية والنفسية والاجتماعية للمريض , وهو ليس مجرد مشكلة عادية يمكن أختراقها من جانب واحد أو باجتهادات شخصية ..

4-   لابد بعد ذلك أن يكتمل العلاج ببرنامج للتأهيل النفسى المدروس والجاد والذى  يعد وفقا لحالة وظروف كل مدمن  ليساعده على الضبط الذاتى والبعد عن أسباب الادمان  والتوافق مع المجتمع ومواجهة ضغوطه واغراءاته .. واكتساب الثقة بالنفس والقدرة على تحمل الظروف الصعبة

5-   أن العلاج والتوعية عن طريق الترهيب بقصص ونصائح يضر اكثر مما يفيد , فالمدمن لايسمع ولا يهمه إلا اللذة الفورية المباشرة .

6-   المدمن لا يقرأ ولايشاهد النصائح المطبوعة أوالمنشورة عبر وسائل الاعلام والتى تتكلف اللآلاف والملايين ويعتبرها نوعا من المبالغة والنصائح الساذجة المدفوعة الآجر...

7-   عدم وجود علاج نفسى عائلى يعالج الصراعات والمشكلات والامراض النفسية بين أفراد العائلة , ويعيد إلى الأسرة التماسك الوجدانى والعاطفى ويساعد افرادها على علاج مشكلاتهم ويدربهم على اكتساب الوعى والمهارات لمساعدة الفرد المريض على مواجهة اليأس والاحباط والفراغ والتخلص من أصدقاء السوء وتعديل الأفكار الخاطئة عن الادمان والسلوكيات المؤدية إليه.. ومراقبة النواحى المالية وتصرفات المريض للحصول على المال ..

8-   تدريب افراد الاسرةعلى الاكتشاف المبكر لعلامات الادمان وبوادر الانتكاس .

9-   تساهل بعض الاطباء والصيادلة فى صرف المؤثرات العقلية بجرعات كبيرة خاصة ان بعضها من مشتقات البنزوديازبينز مثل الروهيبنول والفاليوم والموجادون وغيرها يؤدى إلى الادمان اذا استخدم بجرعات عالية لفترة تزيد عن الشهر .

10-    توفير فرص للشباب للعمل وعدم البطالة وممارسة الانشطة والهوايات ,والتعبير عن آرائه بدلا من الثقافات المثيرة السطحية التى تحض على الادمان وممارسة الغرائز , وحمايتة من مشاعر الاغتراب وتدريبه على العلاج الذاتى  للقلق والاحباط وسرعة الغضب والانفعال التى تدفعة للهروب من الواقع الى الادمان أو التطرف .

11-    ادراك عدة حقائق هامة تخدع الكثيرين وتؤدى الى فشل علاج الادمان .. من أهمها ان علاج الادمان ليس – كما ذكرنا -  فى سحب العقار من الجسم ولا فى توقف المدمن عن تعاطيه .. فكل ذلك لا يمثل إلا مرحلة اولى لاتكتمل إلا بعلاج الاسباب الأعمق لان الادمان عرض مثل ارتفاع درجة الحرارة .. أما السبب الكامن  فهو اضطراب التفكير والسلوك والمفاهيم ومعاناة المريض من مرض نفسى لم يعالج ( كثير من المدمنين يعانون من قلق مزمن أو اكتئاب او اضطرابات فى الشخصية او مشكلات حادة ويلجئون للأدمان كنوع من العلاج الذاتى الخاطئ ).

12-     ضعف ايمان المتعاطى , ووجود ضغوط ومشكلات مزمنة وانعدام الوعى والحب والصداقة المخلصة  والعلاقات الوجدانية الناضجة التى تأخذ بيد المتعاطى لحظة ضعفه وألمه وقبل سقوطه في هاوية الأدمان .

13-    الاخطاء التى يرتكبها بعض هواة علاج الادمان والمنتفعين والدجالين تكرس اليأس من الشفاء و تعمق مأساة الادمان وتحول دون حلها .

 ثانيا : نتائج علاج الامراض النفسية ؟؟!! :

 بالرغم من التقدم الكبير الذى شهدته صناعة العقاقير والأدوية النفسية فى السنوات الأخيرة.. وانتاج جيل جديد من مضادات الاكتئاب والفصام وغيرها.. فان معدلات الشفاء والتحسن لم ترتفع بالدرجة المتوقعة.. ولم يواكب تحسن الاعراض الجسمانية والتغيرات البيولوجية تحسن مماثل فى الاعراض النفسية أو فى أفكار المريض وسلوكه.. أيضا لم يتحسن أداء المريض الوظيفى والاجتماعى. كما لم تنخفض نسبة الانتكاس والمشكلات اليومية عند التفاعل مع المجتمع.

       ويرجع هذا إلى اعتماد بعض الأطباء النفسيين على العلاج بالعقاقير والادوية فقط واهمال العلاج النفسى.. نظراً لأنشغالهم بالاعداد المتزايدة من المرضى.. أو لان العلاج النفسى يحتاج الكثير من الوقت والجهد.. أولأنهم لم يتدربوا عليه ولم يدرسوه الدراسة الكافية حيث لاينال الاهتمام الكافى اثناء الدراسات العليا فى أغلب كليات الطب.

       ولقد أكدت عشرات من الدراسات ان نتائج العلاج بالادوية فقط أقل كثيراً من استخدام الدواء والعلاج النفسى معاً، حتى أصبح من المعتاد القول بان الدواء يحقق 50% من الشفاء وان العلاج النفسى يحقق الـ 50% الأخرى .. ولكن رغم ذلك فان الدمج بينهما وتقديم علاج متكامل بكفاءة ودراية مازال بعيد المنال.

       إن الدواء قد ينجح فى تحسين الاعراض الجسمانية الناتجة عن اضطرابات بيولوجية مثل التوتر والرجفة والأرق وبعض اعراض الاكتئاب والفصام وخلافه.. ولكنه لايستطيع ان يساعد المريض على تعديل افكاره الخاطئة غير المنطقية.. وأستنتاجاته المتحيزة وتفسيراته المشوهه.. والدواء أيضا لن يجعل المريض اكثر قدرة على فهم صراعاته وأسباب مرضه.. ولن يعلمه ان يتقبل ذاته والآخرين.. وان يضع لحياته أهدافاً واقعية.

       انها مسئولية الطبيب النفسى بعد ان يكتب العلاج المناسب ان يضع برنامجا لجلسات العلاج النفسى.. وان يختار الاساليب المناسبة منه .. وأن يستعين فى تنفيذ البرنامج بالأخصائى النفسى والاجتماعى وباقى أفراد فريق العمل.

       ان المريض لايحتاج إلى التهدئة وتخفيض حدة المرض فقط وانما يحتاج إلى تعديل أفكاره الانهزامية المشوهة وسلوكه المضطرب وانفعالاته المتأججه.. وهو يحتاج أيضا إلى معلومات كافية عن مرضه وأسباب ذلك المرض وعن الدواء الذى سوف يتناوله.. فوائده واعرضه الجانبية.

       وفى بعض الامراض المزمنة مثل الفصام يحتاج المريض تدريبات على زيادة التركيز والتذكر خاصة اذا كان طالباً فى مراحل الدراسة المختلفة.. كما يحتاج أيضا إلى تنمية مهاراته الاجتماعية ليخرج من عزلته التى يفرضها عليه مرضه.. والى التأهيل الذى يمده من خلال العلاج بالعمل بهوايات ويدربه على اعمال ومهن بسيطة يمكن أن يمارسها بعد تحسن فترة الاعراض الحادة.

 

       اذن فالاعتماد على العلاج الدوائى فقط يترك المريض فى كثير من الاحيان شبه عاجز.. كسول منسحب .. فاقد للمهارات والقدرات الاجتماعية.. لا يستطيع حل مشكلة أو إنجاز مهمة.. وقد يظل لفترات طويلة وهو تحت العلاج الدوائى أسير افكاره الخاطئة وتصوراته ومفاهيمه المشوهة وصريع أوهامه ومبالغاته.

       وعندما نتحدث عن العلاج النفسى عامة فإننا لانقصد أسلوباً بعينه.. لاننا يمكن ان نجمع بين اكثر من اسلوب لتعديل اكثر من جانب من التفكير أو الانفعال أو السلوك.. فهناك العديد من الانواع مثل العلاج الجمعى والفردى. والعلاج المعرفى والسلوكى..  والتبصيرى والتدعيمى .. والعلاج بالعمل أو بالدين أو بالفن أو بالرياضة.. الخ.

       ويمكن ان يقوم بالعلاج النفسى الأخصائى النفسى اذ تعذر قيام الطبيب النفسى بذلك لأى سبب من الاسباب التى ذكرناها .. الا أنه يتعين ان توضع خطة العلاج النفسى بالاتفاق بين الأثنين .. حيث ان الطبيب يرى الكثير من جوانب المشكلة اثناء مرحلة الفحص والتشخيص. وبالتالى يكون اختياره لأسلوب العلاج النفسى المناسب على أساس الاحتياجات الفعلية للمريض ومدى ملاءمة اسلوب معين لشخصية المريض وقدراته.. وكثيراً ما يتم تعديل نوع العلاج الدوائى والجرعات اثناء مراحل العلاج النفسى المختلفة.

       لقد أتضح - بما لايدع مجالاً للشك - ان الفصل بين العلاج الدوائى والعلاج النفسى هو امتداد لفصل الحضارة الغربية بين المادة والروح .. وبين الجسد والنفس.

       ولقد ادرك علماء الغرب خطأ هذا الفصل المصطنع خاصة عندما أكدت معامل علماء النفس الفسيولوجى والسلوكى.. ان أفكار واعتقادات الانسان يصاحبها تغيرات مباشرة فى النشاط البيولوجى للجسم.. فالتجارب أثبتت أن الانسان عندما يتخيل أو يفكر فى شىء مؤلم أو كريه أو مخيف تزداد نبضات وضربات قلبه ويشعر بشىء من الإختناق والعرق وسخونة الجسم وجفاف الحلق واضطراب معدته وجهازه الهضمى. وصعوبة التركيز وتوتر عضلاته وارتجافها.. إلخ .. ورغم ان هذه التغيرات قد تكون بسيطة أو غير ملحوظة إلا ان استمرار التفكير والانشغال الذهنى بأمور مؤلمة أو مخيفة يؤدى بالتالى إلى طول فترة التغيرات البيولوجية والجسمانية المصاحبة لها.. والذى ينتهى غالبا بأحد أمراض القلب أو الشرايين أو قرحة المعدة أو أحد أمراض الجلد والحساسية - إلى آخر هذه القائمة الطويلة مما يسمى بالامراض النفسجسمانية (النفسية الجسمية).

       ولقد دفعت نتائج هذه الملاحظات التجريبية التى سجلت بأجهزة دقيقة الكثير من علماء النفس والعلاج النفسى إلى ابتكار اساليب تساعد مرضاهم على ضبط التفكير والتخيل والتحكيم فى النشاط الذهنى لضبط وظائف الجسم العضوية.

       ولقد ازداد فى الآونة الأخيرة الاهتمام بدور العوامل الفكرية والذهنية التى تشمل التفكير والتوقع والتخيل والتصور ودورها فى التسبب فى الأمراض النفسية المختلفة.. وأصبح ينظر إلى الانفعال على أنه تفكير يحمل فى طياته حكماً عقلانياً تجاه موضوع أو موقف ما بأنه جيد أو سىء .. سار أم مخيف مزعج.

       ويقوم الفرد طوال الوقت بالتركيز على الافكار والتصورات التى قد تحقق له الاستقرار والسعادة أو الخوف والتوتر والشقاء وذلك من خلال الحوار الداخلى والجمل والمعانى والمفاهيم الذى يقولها الفرد لنفسه طوال الوقت.. أى أن الأنسان يختار الصحة النفسية والسعادة أو المرض والتوتر والشقاء من خلال أفكاره وتوقعاته.. هل هى متفاءلة منطقية أم متشاءمة سوداوية.

       ان اكتشاف اخطاء التفكير والتوقع لايحدث إلا من خلال جلسات العلاج النفسى  كما ذكرنا .

       علينا ان نوفر كافة الوسائل للتدريب على العلاج النفسى والاهتمام به حتى نقدم للمريض علاجاً متكاملاً يحميه من الاعاقة والعجز. وان استخدامه بمفرده بدون عقاقير وأدوية مناسبة لايفى بالغرض فى اغلب الأحوال ولايحقق الشفاء والتحسن المتكامل فى كافة جوانب الشخصية.

       ان قضية العلاج المتكامل مسئولية يجب مناقشتها بصراحة ووضوح حتى لو أدت إلى الصراع وعدم قبول أو استحسان البعض.. فمصلحة المريض يجب ان تعلو فوق جميع الاعتبارات.

       ان الطب النفسى كعلم حديث خاصة فى الدول النامية.. مازال يواجه العديد من الصعوبات تحول بينه وبين ممارسة دوره الهام فى حياة ابناء تلك البلاد التى يتعرض ابنائها إلى متغيرات وتناقضات  وأيضا تطورات سريعة .. وأنفتاح على ثقافات وعادات وسلوكيات تختلف عما لدينا من قيم ومفاهيم وعادات أختلافاً كبيراً.

الهروب من الواقع بالمواد المخدرة

* أكدت إحصائية أعدها علاج الإدمان بمستشفى الدكتور عادل صدقى للطب النفسى أن عدد المدمنين للمواد المخدرة من المترددين على عيادات العلاج النفسى يُقدر بحوالى 20 ألف مدمن من جميع الأعمار و تزيد فيها نسبة الفتيات المدمنات بصورة كبيرة ... و إحصائية أخرى تشير إلى أن عدد اللاجئين للعلاج يصل لحوالى 10 آلاف من متعاطى المواد المخدرة .

* و خبراء العلاج النفسى بالمستشفى أكدوا أن العلاج النفسى هو العامل الرئيسى للمريض و ليس الطبى ثم بعد ذلك العلاج الطبى لأن المريض فى هذه المرحلة يكون فاقداً السلوكيات تماماً مثل تحمل المسئولية و كيفية التعامل مع الآخرين من هنا يتم الإعداد النفسى السلوكيات و الطبى سوياً و أكدوا ايضاً أنه لا يوجد مريض يالإدمان يشفى تماماً و لكن يكون مريض متعافى فقط .

و عن أسباب الإدمان أكد التقرير أنها متنوعة ووفقاً لظروف كل مريض منها :
* المعاملة القاسية داخل المنزل .
* التجارب المريرة التى مر بها المريض .
* سيطرة بعض الأصدقاء على المريض أو أصدقاء السوء .
* اللجوء للمخدرات على أساس أنها دواء .
* الهروب من المشاكل كحل مؤقت حتى الإدمان .
* الشعور بإحساس النضج الكامل عند المريض و ميله للتجربة المنفردة .

و أشار التقرير إلى أن أخطر أسباب  الادمان هو محاولة تجربة المواد المخدرة و هى منتشرة فى أعمار و مستويات تعليمية و ثقافية مختلفة
فالمفهوم الخطأ عند بعض الشباب ان تجربة جميع الأشياء واجبة و لا يهتم إن كانت ضارة أو نافعة فكل ما يشغل تفكيره هو أن يفتح لنفسه مجالاً للحرية الزائفة التى يؤدى نهاية طريقها إلى الدمار و ليس دمار هذا الشاب فقط بل دمار أسرة بأكملها .

 



و داخل المستشفى توجد حالات مختلفة قررنا الإحتفاظ بأسمائها .. حاولنا فقط تسليط الضوء على أسباب إدمانها للمخدرات فى البداية قالت ( هـ . ن ) عمرى 15 سنة و أدرس فى الصف الثانى الثانةى التجارى كانت حياتى مليئة بالحب و الإحترام من الأصدقار و الأهل كل من يرانى يصفنى بالأخلاق الكريمة و لكن بعد التحاقى بتلك المدرسة تعرفت على أشياء كثيرة ما كانت أبداً فى حياتى و بعض من صديقات السوء و هذا أهم الأسباب التى جعلتنى أنحرف إلى هذا الطريق .

* ذهبت معهم أول مرة و أكدت لى إحدى صديقاتى أنى ذاهبة معهم إلى حفل زفاف شقيقتها و تعرفت على شاب وسيم هناك و تبادلنا أطراف الحديث هناك لكنه كان يكبرنى بعدة سنوات حاول إبهامى بأنه أحبنى و استجبت لحديثه الشيق و قررت المجازفة و أسلك هذا الطريق الملئ بالأشواك و فى أول مرة أعطانى بعض المواد المخدرة التى يتعاطاها و يُطلق عليها إسم نبات البانجو و بعد أن تناولته معه لم أشعر غير أنى أمتلك كل شئ بين يدى و بعد انتهاء الجرعة لم أشعر بشئ فاعتقدت فى البداية أ نها أخر مرة أجرب فيها هذا المخدر و حسيت أنى أمتلك القدرة على أن أتوقف عن تناوله وقتما أشاء لكن خدعتنى ثقتى بنفسى و لم أقدر على التوقف و بدأت أشعر بالتنميل و الرعشة الشدية و الصداع كاد يفقدنى بصرى و لكن كل هذه الأعراذ أصابتنى عندما ذهبت إليه أول مرة و بعد انتهاء الجرعة الاولى و أعطانى بعض المواد المختلفة و علمت منه أنها مشتقات الهيروين و كانت مفاجأتى الكبرى عندما علمت أن من احببته لا يزيد عن صائد ماهر للفرائس السهلة ضعيفة الشخصية و بدأ يبتزنى و يأخذ كل ما أملك كى يعطينى جرعة واحدة و عندما انتهت أموالى بدأ يطلب منى ان أنحرف إلى طريق الخطيئة كى أحصل على الأموال اللازمة لشراء المواد المخدرة و لكنى لم أقدر على فعل هذا و بدأت أتخذ خطوات إيجابية فى العلاج بعد معرفة أسرتى بما حدث لى و ذهبت إلى مستشفى العلاج النفسى كى أتخلص مما أنا في و بدأت رحلة العلاج .

* أما الحالة الثانية : سوف يحدثنا عنها ( أ . أ ) و هو طالب فى الجامعة الأمريكية من عائلة فوق المتوسطة هو الولد الوحيد و المدلل إلى درجة عالية كل ما يتمناه مجاب لم يستطع أحد أن يعاضه فى رأى أو ما سوف يفعله فيقول كنت أدرس و لكن لم أحب ما أفعله فماذا يحدث بعدانتهاشى من الدراسة لا شئ سوف تمر الحياه بأى شكل لم أفكر و لو للحظة فى اليوم القادم و ما يخبئه لى الزمن كل ما أدركته هو يومى فقط و فى إحدى الأيام و أنا أتمشى داخل النادى رأيت محموعة من الشباب جالسين بعيدأ عن الأنظار فشد انتباهى هذا المشهد المثير فتقدمت كى أعلمما يحدث و بدأت من هنا المشكلة فكانت الشلة تتعاطى بعض الأنواع المخدرة التى لم أعرف إسمها فى بداية الطريق و لكن علمت بعد ذلك أنه الكوكايين و يتعاطونه لأنه الوحيد الذى لا يترك بعد انتهائه من الجسم أى آثار غير الكسل و النوم المستمر .


و هذا ما لاحظه كل من حولى و مرت الأيام و أنا أتعطى الجرعة و لكنها كانت تزيد يوماً بعد آخر كى يترك مفعولاً داخل جسدى و بعد فترة اختفت تلك الشلة و لم أجد أمامى غير تعاطى الكحوليات كى تسكن الآلام التى أشعر بها تتزايد يوماً بعد يوم و لكن كل ما أفعله هو حل مؤقت فقط لاغير فأنا لم أشعر بتعب فى جسدى و لكن شعرت بأعراض الاكتئاب و هذا أفظع من المرض العضوى و بدأت رحلة العلاج ...

<!--<!-- <!-- /* Style Definitions */ p.MsoNormal, li.MsoNormal, div.MsoNormal {mso-style-parent:""; margin:0cm; margin-bottom:.0001pt; text-align:right; mso-pagination:widow-orphan; direction:rtl; unicode-bidi:embed; font-size:12.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-font-family:"Times New Roman";} h1 {mso-style-next:Normal; margin-top:12.0pt; margin-right:0cm; margin-bottom:3.0pt; margin-left:0cm; text-align:right; mso-pagination:widow-orphan; page-break-after:avoid; mso-outline-level:1; direction:rtl; unicode-bidi:embed; font-size:16.0pt; font-family:Arial; mso-font-kerning:16.0pt;} @page Section1 {size:595.3pt 841.9pt; margin:72.0pt 90.0pt 72.0pt 90.0pt; mso-header-margin:35.4pt; ms

totybardicy

BY TOTY BARDICY

  • Currently 45/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
15 تصويتات / 2163 مشاهدة
نشرت فى 21 ديسمبر 2010 بواسطة totybardicy

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

70,821