صورة النمل يكتب لفظ الجلالة

النمل يقتحم كل البيوت.. ويحتمي من المبيدات في أجهزة التكييف!

منذ بداية هذا الصيف، وهناك شكوي عامة من انتشار حشرة النمل في غالبية البيوت المصرية، وهي نوعان: النمل الفارسي الكبير أو ما يعرف باسم «حرامي الحلة»، والنمل صغير الحجم الذي لا يترك فتفوتة في المنزل ولا في علبة السكر إلا وانقض عليها بأعداد غفيرة ولا ينقذها منه إلا إخفاؤها بداخل الثلاجة، كما يهاجم أصحاب المنزل والأطفال، ويوسعهم قرصا، انتقاما منهم علي استخدام جميع أنواع المبيدات الحشرية التي أثبتت فشلها الذريع في وقف تقدم جيوشه الجرارة ومنعها من اقتحام المنزل ومزاحمة سكانه.

الدكتور محمد رجائي عبدالفتاح، أستاذ علم الحشرات بالمركز القومي للبحوث يؤكد أن ظهور النمل بهذه الطريقة وانتشاره ليس فقط في البيوت، وإنما أيضا في القري والمنتجعات السياحية والحدائق، يرجع بشكل أساسي إلي ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة بشكل غير مسبوق، خصوصا هذا العام، وبالنسبة للمنازل فإن إهمال نظافة مناور العمارات وعدم تخصيص حجرة للطعام وتناول الأطفال الحلويات وسائر الأطعمة في غرف النوم أدي إلي ظهور النمل في كل مكان، والنمل العادي غير مؤذ ولكنه يسبب الإزعاج للإنسان عن طريق «اللسع» أو القرص المؤلم، ويتجه النمل إلي الحجرات ذات درجات الحرارة المعتدلة التي يتم فيها استخدام أجهزة التكييف أو المراوح، وكذلك أماكن الاختباء فدرجة الحرارة المناسبة للحشرة بين ٢٤ و٣٠ درجة مئوية، وحتي داخل المطابخ فهو يبحث عن الأماكن التي تكون درجة حرارتها منخفضة نسبيا، بالإضافة إلي وجود الغذاء من سكر وبروتينات وخلافه داخل المطبخ. وفي الأماكن المفتوحة داخل المنتجعات السياحية حيث ترتفع درجة الحرارة يختبئ النمل من الشمس ويبدأ في الظهور ليلا ويبحث أيضا عن الأماكن المكيفة والمطابخ والمطاعم حيث تكثر فضلات الأطعمة المختلفة.

ويؤكد الدكتور رجائي أن مكافحة النمل والحشرات عموما تبدأ أساسا في بؤر الإصابة، أي أماكن الاختباء مع التوصية باستخدام مبيدات آمنة وفعالة، ويراعي رشها علي جميع النوافذ من الخارج والأبواب لمنع دخول الحشرات، وإن كان الإسراف في استخدام المواد الكيمائية جعل الحشرات تكتسب مناعة ضدها، ويمكن استخدام تقنية «المستحثات الضوئية» وهي مواد طبيعية لها القدرة علي إبادة النمل في جحوره مع ثباته لأن فترة بقاء المادة الفعالة هي أسبوع في المناطق المفتوحة، ومن ٣ إلي ٤ أسابيع في المنازل تبعا لكمية الشمس في المكان، وهي مواد آمنة علي الصحة ولا تستطيع الحشرات أن تأخذ مناعة ضدها، مع الحرص علي النظافة التامة وعدم ترك مخلفات سكرية أو بروتينية جافة.

الطريف ـ كما يؤكد الدكتور رجائي ـ أن هناك الكثير من الأبحاث العلمية التي أثبتت أن قرص النمل مفيد للصحة، فهو ينشط الدورة الدموية، ويساعد علي تنبيه الخلايا العصبية الموجودة بالدماغ من خلال الإشارات الحسية التي تنتقل من مكان اللسع إلي المخ، كما أنه أفضل طريقة للرجيم وخفض الوزن، إذ يحتوي لعاب النملة علي مادة تحرق الدهون الموجودة بالعضو المقروص.