المقدمة

    أن التعليم تظهر أهميته باعتباره أحد محددات إنتاجية أي دولة، لأنه يحدد إنتاجية الفرد فيها عن طريق الخبرات والقدرات التي يتسلح بها الأفراد. ومن ثم يجب العمل على تطوير التعليم بحيث يعمل على إكساب القدرات والخبرات التي تعمل على رفع إنتاجية الإنسان الفرد واكتشاف التكنولوجيات الجديدة وأساليبها المبتكرة بما يعمل على تضييق الفجوة الحضارية بيننا وبين العالم المتقدم. فتربية الإنسان في القرن الحادي والعشرين تحتاج إلى صيغة جديدة تؤكد على عدد من المهارات كالقدرة على التكيف والإبداع والابتكار والطلاقة والمرونة والأصالة والإتقان. واستشراف التغير والاستعداد له مرهون، في المقام الأول، بكيفية أداء المعلم وبالمعارف والمهارات التي يمتلكها وبمدى إخلاصه لمهنة التعليم.

2-1 مشكلة الدارسة

تسعى الدراسة إلى التعرف على الإدارة الناجحة وتأثيرها على المناخ المدرسي بمدينة درنة

وعلية تكمن المشكلة في التساؤل الرئيس التالي : ما هي صفات الإدارة الناجحة وكيف تؤثر على طبيعة المناخ المدرسي بمدينة درنة ؟

وينبثق من هذا التساؤل عدة تساؤلات فرعية وهي :

ما هي طبيعة المناخ المدرسي السائد في مراحل التعليم العام بدرنة؟

ما مدى رضا المعلمين عن المناخ السائد في مراحل التعليم العامfدرنة؟

ما دور المناخ المدرسي السائد في أداء المعلمين العاملين بمراحلالتعليم العام بدرنة؟

ما أهم المعوقات التي تحول دون توفر مناخ مدرسي مناسب فيمراحل التعليم العام بدرنة؟

هل هناك فروق ذات دلالة إحصائية للإدارة الناجحة وتأثيرها على المناخ المدرسي تعزى لبعض المتغيرات الديموغرافية المتمثلة في ( النوع ، العمر ، المستوى التعليمي ، مدة الخدمة) ؟

3-1 أهمية الدارسة

      تأتي أهمية هذه الدارسة من كونها دارسة تقيس صفات الإدارة الناجحة وتأثيرها على المناخ المدرسي بدرنة ، فهي تلقيالضوء على طبيعة بعض المهارات القيادية التي تقوم بها الموارد البشرية في المؤسسة ، من خلال مؤهلاتهم العلمية و العملية ، فمثل هذه الدراسات تسهم في توفير أداة لتحديد صفات الإدارة الناجحة من خلال مهارات الموارد البشرية ومؤهلاتهم  وخبراتهم العلمية التي حصول عليها خلال دراستهم و أيضا من خلال عملهم ، والتييمكن أن تدعم عجلة البحث العلمي باتجاه رفع الكفاءة وزيادة الإنتاجية والوصول إلى الأسباب الحقيقية وكيفية علاجها في المؤسسات التعليمية بمدينة درنة.

    تنبع الأهمية أيضاً من حاجتنا كدول للعالم الثالث إلى ما يثبت كفاءتنا واستعدادنا للتطور العلمي والثقافي ، والتأكيد على وجود وعي كامل وشامل بما يتطلبه القرن الجديد و الوضع الراهن الذي تمر به ليبيا من إمكانيات وما يفرزه من تحديات وعقبات أهمها العولمة في مجال الاقتصاد وبما يحتويه من مشاكل إدارية.

   الفائدة المرجوة من هذه الدراسة تتمثل في إعطاء تصور كامل عن مدى حاجة المجتمع الليبي إلى نوعية جيدة وعالية من الموارد البشرية الذي سنعكس على نوعية المخرجات..... ( تحسين في نوعية الخدمة المقدمة وجودتها ) والتي من خلالها ستتحقق التنمية الشاملة في مجال الخدمات الإدارية والتعليمية .

     تبرز أهمية هذه الدراسة من خلال إثرائها للمعرفة العلمية لهذا النوع من الدراسات في مجال العلوم الإدارية ، ومجال العلوم الاقتصادية بصفة خاصة .

     فتح أفاق جديدة للبحث العلمي في البيئة الليبية وخاصة مدينة درنة التي تحتاج لمثل هذه الدراسات لرفع من مستوى الخدمات فيها وزيادة المهارات الإنتاجية والتعليمية على حد علم الباحثين .

4-1 أهداف الدراسة

    يتمثل الهدف الأساسي للدراسة في التعرف على صفات الإدارة الناجحة وتأثيرها على المناخ المدرسي بمرحلة التعليم العام بمدينة درنة .

وينبثق من هذا الهدف عدة أهداف فرعية والمتمثلة في التعرف على :

-       طبيعة المناخ المدرسي السائد في مراحل التعليم العام بدرنة.

-       مدى رضا المعلمين عن المناخ السائد في مراحل التعليم العام بدرنة.

-       دور المناخ المدرسي السائد في أداء المعلمين العاملين بمراحلالتعليم العام بدرنة.

-       أهم المعوقات التي تحول دون توفر مناخ مدرسي مناسب فيمراحل التعليم العام بدرنة.

-       طبيعة العلاقة بين الإدارة الناجحة وتأثيرها على المناخ المدرسي و بعض المتغيرات الديموغرافية المتمثلة في ( النوع ، العمر ، المستوى التعليمي ، مدة الخدمة ) .

5-1 مجتمع الدراسة

يتكون مجتمع الدراسة Study Population  من جميع مدراء ومدراء المكاتب بالمدارس العامة بمدينة درنة والبالغ عددهم ( 50 ) موظف ، حسب الإحصائية المقدمة من الشؤون الإدارية بالمدارس العامة درنة في 27 – 9 – 2014 وهي موزعه كالأتي :-

-       مدراء المدارس .

-       مدراء الشؤون الإدارية بالمدارس

-       مديرو مكاتب شؤون الطلبة .

-       مديرو الشؤون العلمية .

-       مديرو النشاط بالمدارس .

المصدر : إحصائية صادرة عن إدارة الشؤون الإدارية بمدارس التعليم العام درنة 1014 -2015 .

6-1حدود الدراسة  : وتشمل هذه المحددات ما يلي :

أ- حدود موضوعية :

     تناولت الدراسة صفات الإدارة الناجحة .

ب- حدود مكانية:

اقتصرت هذه الدراسة على دراسة مدراء ومدراء المكاتب بمدارس التعليم العام درنة .

ج- حدود زمانية : أجريت هذه الدراسة خلال الفترة من (13 - 9 إلى 20- 10 - 2014 ).

 7-1  منهج الدراسة:

        انطلاقاً من مشكلة الدراسة وأهدافها فإن المنهج المُتبع في هذه الدراسة هو المنهج الوصفي التحليلي والذي يهدف إلى وصف الظاهرة وتشخيصها وإلقاء الضوء على جوانبها المختلفة بغرض فهمها وتحديد أسبابها، فالمنهج الوصفي التحليلي يهتم بتوضيح واقع الظاهرة من خلال اشتقاق أصوله من الخطوات العلمية الدقيقة التي تبذل فيها المحاولات للإجابة على الفروق بين أفراد مجتمع الدراسة وفقاً لبعض المتغيرات والتعبير عنها كمياً وصولاً لفهم  الظاهرة وما تتطلبه من إجراءات للتعامل معها .

8-1 هيكلية الدراسة: تتكون هيكلية الدراسة من ثلاثة جوانب على النحو التالي:

- الجانب النظري : تضمن هذا الجانب بناء الإطار النظري المتعلق بموضوع الدراسة، وذلك من خلال ما تناولته الكتب والدوريات وشبكة المعلومات العالمية (الانترنت).

-  الجانب الميداني : انطوي هذا الجانب على تجميع البيانات والمعلومات ذات العلاقة بموضوع الدراسة من مفردات عينة الدراسة الرئيسية، وتم استخدام صحيفة الاستبيان كوسيلة جمع البيانات من خلال إجابات المشاركين على الأسئلة الواردة بها،و تضمنت الصحيفة مجموعة من الأسئلة ذات خيارات إجابة متعددة وفق أسلوب ليكرت Likert، وذلك بغرض الحصول على البيانات بما يحقق ويخدم أهداف الدراسة.

- الجانب التحليلي : في هذا الجانب تم تحليل البيانات المتحصل عليها من صحيفة الاستبيـان باستخدام برنامـج إحصائـي مـن خدمـة البرمجيــات الواردة في (SPSS)

Package for  Social Sciences  Statistical، بما يحقق أهداف الدراسة .

9-1 التعريفات الإجرائية

مفهوم الإدارة :

     عبارة عن عمليات التخطيط والتنسيق والتوجيه التي تتفاعل بطريقة إيجابية ضمن مناخ داخل المدرسة تتحكم فيه السياسات والقوانين لتأهيل الطلبة لخدمة الوطن ( العمايرة ، 1999)

     تعريف آخر : الإدارة عملية تشتمل على مجموعة من الوظائف : التخطيط والتنظيم والرقابة والتقييم ( الطويل ،  1998)

مفهوم الإدارة المدرسية

الإدارة المدرسية هي مجموعة من العمليات المترابطة تتكامل فيما بينها في مستوياتها الثلاثة ، الوطني ( الوزارة ) ، المحلي ( المحافظات والأقاليم ) ، الإجرائي ( المدرسة ) وذلك من أجل الوصول إلى تحقيق الأهداف التربوية المنشودة ( الفريجات ، 2000 ، ص 13 )

البيئة المدرسية  المادية :

     يقصد بالبيئة المادية بالمدرسة  : المبنى المدرسي وصالات الألعاب والأجهزة الرياضية  والحديقة والمكتبة والمختبرات والأجهزة الكهربائية والالكترونية ، والظروف الصحية كالإنارة والتدفئة وعيادة طبية وإسعافات أولية ( عويسات ، 2006).

 مفهوم القيادة :

     هي النشاط المتخصص يمارسه شخص للتأثير على الآخرين ليتعاونوا في تحقيق الأهداف المحددة ( عدس ، 2001).

القيادة الإدارية :

    هي نوع متخصص من أنواع القيادة تستهدف الأساليب الإدارية التي تؤثر في سلوك الإفراد بما يكفل تحقيق الهدف ويتطلب ذلك بالضرورة أن يكون المدير الإداري بارعاً في القيادة وخلق وتنمية صلة من الشعبية له ، واقتناع المرؤوسين واستمالتهم فالقيادة هي لب الإدارة .

المدير التربوي هو :

    القائد التربوي الذي يشرف على تحقيق الأهداف التربوية من أجل إعداد النشء وتربيته تربية متكاملة روحيا وخلقيا وجسميا واجتماعيا ، ليكونوا مواطنين صالحين قادرين على الإسهام في إنماء مجتمعهم.

تعريف أخلاقيات مهنة التعليم:

يعرفها (الخطيب، 2002 : ص( 25  بمعايير للحكم على سلوك المعلم وتحديد سلوكياته واستجاباته المتوقعة في المواقف التعليميةالعلمية المختلفة.

- أو هي مجموعة المبادئ والقيم والآداب والمعايير الحاكمةلسلوكيات المعلم في عمليات التدريس والتعليم والبحث العلميوالضابطة لعلاقاته بالمنظومة البشرية العاملة في الوسط التعليميمن إدارة وزملاء وطلاب وفنيين )القريطي، 2005 : ص 19).

تعريف أخلاقيات الإدارة

 مجموعة القواعد التي يجب على الإداري التمسك بها والعمل بمقتضاها ليكون ناجحا في تعامله مع الناس وقادرا على اكتساب ثقةزبائنه وزملائه ورؤسائه.

تعريف أخلاقيات الإدارة التربوية:

مجموعة قواعد وأخلاقيات الإدارة التي يجب على الإداري فيالحقل التربوي التمسك بها والعمل بمقتضاها ليكون ناجحا في مهنته.

 4-2 نتائج الدراسـة  Results of The Study :

 

من خلال التحليل الإحصائي لبيانات الدراسة، واختبار فرضياتها تم التوصل إلى العديد من النتائج يمكن إيجازها فيما يلي :

·        كشفت الدراسة أن المستوى العام الإدارة الناجحة وتأثيرها على المناخ المدرسي قيد الدراسة كان ضعيفاً كما أن جميع فقراتالإدارة الناجحة وتأثيرها على المناخ المدرسي قيد الدراسة كانت أيضاً ضعيفة حيث أظهرت الدراسة أن مجال رضا العاملين على المناخ السائد جاء في الترتيب الأول بالمقارنة مع المجالات الأخرى وهى مجال الإدارة المدرسية وتجهيز المدرسة ومجال اللوائح وأنظمة العمل و رضا العاملين على المناخ السائد ، كما كشفت الدراسة أن هناك معوقات لضغوط العمل تحول دون توفر مناخ مناسب بدرجة مرتفعة والتي كان من أهمها:

·        يفتقد المدراء إلى العمل الجماعي وعدم الإلمام بأهمية ومفهوم إدارة الموارد البشرية .

·        وجود ضغوط عمل تعيق وتعرقل إقامة علاقات إنسانية بمستوى جيد بين المعلمين.

·        عدم توافر أثاث مكتبي لائق بمهام العملية التعليمية .

·        تفتقد المدارس إلى المكتبات المقروءة

·        عدم توافر أجهزة لممارسة الأنشطة الفنية والثقافية والرياضية .

·        كثرة الإعمال الكتابية والإدارية التي يكلف بها المعلم .

·        تدني مستوى النظافة داخل المدارس .

·        كثافة عدد الطلاب في المدارس مما يؤثر سلباً على المناخ المدرسي.

 

 

4-3 توصيات الدراسة Recommendations of The Study  :

   من خلال النتائج التي توصلت إليها الدراسة تُقدم مجموعة من التوصيات التي يؤمل إتباعُها لرفع من مستوى مهارة المدراء في ظل الظروف السائدة للمناخ المدرسي قيد الدراسة ، وهذه التوصيات تتمثل في الآتي:

-        على مدراء المدارس الإلمام بأهمية ومفهوم إدارة الموارد البشرية من اجل تفويض السلطة وتوزيع المهام وانجازها بالكفاءة المطلوبة وحل المشكلات واتخاذ القرارات المتعلقة بها.

-        إقامة دورات تدريبية للمدراء للاستفادة من حل المشكلات والاهتمام بالوقت من اجل اتخاذ القرارات المتعلقة بحل مشاكل المعلمين.

-        إتاحة قدر كاف من المشاركة ومحاولة تخفيف الضغط وتحيل المعلمين اكبر من طاقاتهم الإنتاجية بحيث نخلق علاقات إنسانية جيدة وجماعية من اجل انجاز الإعمال المناط بهم.

-        توفير الإمكانيات المادية والمعنوية من أجهزة لممارسة الأنشطة الفنية و الثقافية والرياضية والوسائل الإيضاحية والتعليمية حتى توفر مناخ ملائم للتعليم وتحسين أداء المعلمين .

-        إيجاد مناخ صحي ملائم خالي من الإمراض بالمحافظة على بيئة المدرسية والبيئة المحيطة بها وتقديم النصح الإرشاد للجميع من خلال عبارة ( النظافة من الإيمان ).

-        متابعة المدراء وإبداء النصح لهم في تفويض السلطة والعمل من خلال الفرق وعدم التأثر بآراء الآخرين والتأكد من صحة البيانات والمعلومات وإرجاعها إلى الدراسات والأبحاث العلمية والابتعاد عن الحيادية والطابع الشخص في حل المشاكل واتخاذ القرارات .

قائمة المراجع

أولاً المراجع العربية

أ‌-     الكتب :

(1) أحمد محمد الطبيب ، الإحصاء في التربية وعلم النفس ، الإسكندرية : المكتب الجامعي الحديث ، 1999 .

(2) جاك دنكان ، ترجمة محمد الحديدي ، أفكار عظيمة في الإدارة ، دار الدولية ، 1991.

(3) بدران العمر ، "مدى تطبيق مبادئ إدارة الجودة الشاملة في الإدارة العامة " ، الرياض : معهد الإدارة العامة ، مجلة الإدارة العامة ، المجلد الثاني والأربعون ، 2002 .

(4) روبرت ثوراندايك، اليزابيت هيجن، القياس والتقويم في علم النفس والتربية، ترجمة: عبد الله الكيلاني، عبد الله علي، عمان: مركز الكتب الأردني،1986.

(5) سبع محمد أبو لبدة، مبادئ لقياس النفس والتقييم التربوي، عمان: جمعية عمال المطابع التعاونية، 1985.

(6) عباس محمد عوض ، القياس النفسي بين النظرية والتطبيق ، القاهرة : دار المعرفة الجامعية ، 1999 .

(7) عبدالله بالقاسم العرفي ، الإدارة المدرسية ، جامعة قار يونس ، بنغازي ،1993.

(8) فؤاد أبو إسماعيل ، العلوم السلوكية وإدارة الإعمال ، دار النهضة العربية ، 1984.

(9) نواف كنعان ، القيادة الإدارية ، مكتبة دار الثقافة ، عمان ، ط5، 1995.

(10)       وهيب سمعان ،محمد منير مرسى ، الإدارة المدرسية الحديثة ،مكتبة دار الثقافة ، عمان ،1975.

ب- الرسائل والأطروحات العلمية

(11)       طارق عبد النبي عوض سلامة ، مدى فعالية إدارة الموارد البشرية في المصارف التجارية العاملة بليبيا ، رسالة ماجستير ،غير منشورة ، 2012.

(12)       تم استشارة الدكتور وائل محمد جبريل، ، كلية الاقتصاد، جامعة عمر المختار.

ثانياً : المواقع الالكترونية

 

 (1)  المصدر : http://www.futureuniv.com  - أحمد جمعة الياسري 

المصدر: الاستاذ / طارق عبدالنبي عوض سلامة
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 2025 مشاهدة

عدد زيارات الموقع

222,698