سندريلا
---------------
وكأنّكَ تتنبّأ بحدوث شيء ما .تلك العشبة النضرة مازالت تعيش في حدقتي وترتوي من منبع تركها عارية بلا بتلات.الصّباح قزحيّ يذكّرني بخرافة جدّتي عن "عرس الذئب " إذا ظهر هذا القوس يبهرج السّماء .كانت تسرع إلى المرود وإلى الكحل ودون مرآة تغمس ذاك السّواد في عينيها وتبقى لهنيهة تهزّ رموشها وتخفظهما فتسيل الدموع بلا رويّة .يشدّنا هذا المشهد ونحن الصبية فنطلق قهقهات تغضبها .تسرع إلى عكّازها وتحاول أن تلحق بنا وهي تتمتم" يا أولاد...." جدّتي تسرق منّي حكاية كم
وددت أن أرويها لكَ : القوس القزحي يشهد يوم انطلقت فيه بنادق "الفلاّقة" مولولة بنصر عظيم يوم قتلوا ألف جندي فرنسي بين المسالك الوعرة في الجبال. القوس القزحي يشهدأيضا يوم انطلقت صرختي وهو يفضّ بكارتي ويغرز أصابعا فَضّة سرعان ما تلين بعد ذوبان تنهيدة منه...تُدقّ الطّبول يرقصون بخرقة من قماش تحمل طهر بدويّة كانت تسرّح نظرها الى السّماء وهي تنشّ الذئاب بعصى من غصن زيتون عن قطيع أغنامها... يعود قوس قزح أهرع الى حضنه وأنسى الحكايات.....
ساحة النقاش