نور
كأنّي رأيتك البارحة في منامي , هزّت العجوز رأسها, وهي تشير لهذه الفتاة الرّشيقة القوام كغزال أليف ,
تقف أمامها , تحاول الامساك بجسم نحيل ,ضعفت حركته وتجاذب مع الزّمن أطراف مغامرات كثيرة كانت له فيها سطوة على امتصاص العنفوان من الجسد
وكانت لها فيها سطوة على الحكمة ,
انهمرت ضحكات رنّانة من عمق الصدّى ...
ما بك جدّتي ؟؟
ـــــ أنا نور .
ابتسمت العجوز , وبيدها المرتعشة , أرادت نقر ساق الفتاة ,مازحة بعكّازها الخشبيّ .
ــ رأيتك عروسا يا نور .....
لمعت بين أوصالها صورته بزيّه العسكريّ و استيقظت مشاهد زفافها ,وهي ترفل بفستانها بين الحشود , ويده تمسك بخصرها
وذاك الجمال والمحبّة التّي رأتها في عينه , أطربت كلّ الحاضرين
قضت بين أحضانه في عشّ كقطعة من الجنّة ,نصف سنة
قطعتها رصاصة سوداء ,في جبل الشعاني .
جعلت الاكليل والزّعتر يرفرف فوق السّحاب ببقات دماءه .
ساحة النقاش