*** خَيْبةٌ أُخرَى ***
لِهَذَا الزَّمَانِ أُغْنِيَةٌ أُخْرَى
سَيُغَنِّيهَا بَعْدَ حِينْ
وَلَنَا خَيْبَةٌ أُخْرَى
عَلَى مَرِّ السِّنِينْ
وَلَنَا أَحْزَانُنَا وَمَوْتَانَا
وَلَنَا آلاَمُنَا وَجَرْحَانَا
وَلَنَا فِي كُلِّ بَلَدٍ دَوْلَتَانْ
دَوْلَةٌ تُقَتِّلُنَا صَبَاحًا
وَأُخْرَى تَقْصِفُنَا فِي الْمسَاءْ
فَفِي كُلِّ يَوْمٍ حُكُومَةٌ
أَوْ بَرْلَمَانْ
أَوْ فِرْقَةٌ تَأْتِي مِنْ فَرَاغٍ
كَالْقَضَاءْ
وَلَنَا فِي كُلِّ بَلَدٍ ثَوْرَتَانْ
وَلَنَا ثَوْرَاتٌ يَدْعَمُهَا الرُّوسُ
وَأُخْرَى يُؤَجِّجُهَا الْأَمْرِيكَانْ
وَلَنَا ثَوْرَاتٌ لاَ يُسَانِدُهَا أَحَدْ
وَلَنَا جِيَاعٌ وَقَتْلَى
فِي كُلِّ بَلَدْ
وَلَنَا ثُوَّارٌ يَجِيئُونَ مِنْ آخِرِ الدُّنْيَا
لِيُدَافِعُوا عَنَّا
وَيَمْنَحُونَا لِوَجْهِ اللَّهِ
أَوْهَامَ الزَّبَدْ
وَلَنَا أَلْفُ طَائِفَةٍ أَوْ يَزِيدْ
وَلَنَا مِنْ كُلِّ طَائفَةٍ شَهِيدْ
وَلَنَا جُيُوشٌ تَجُوسُ فِي بُلْدَانِنَا
وَتَغْزُونَا كُلَّ يَوْمٍ مِنْ جَدِيدْ
وَلَنَا مَمَالِكُ لاَ تُشْرِقُ الشَّمْسُ فِيهَا
تُعَلِّمُنَا النُّورَ
وَشَدْوَ السِّنِينْ
وَتُرِيدُ مِنَّا أَنْ نَعِيشَ فِي ظَلْمَائِهَا
كَيْ نُسَبِّحَ بِاسْمِ الْحَاكِمِينْ
وَلَنَا فَلاَسِفَةٌ مِنْ بِلاَدِ الْغُرُوبْ
يُحِبُّونَنَا جِدًّا
وَيُحِبُّونَ الْحُرُوبْ
وَيَأْمُرُونَنَا بِقَتْلِ أَنْفُسِنَا
وَيُرِيدُونَنَا بَعْدَ ذَلِكَ أَنْ نَتُوبْ
وَلَنَا دُعَاةٌ مِنَ الْمَجُوسِ
وَالْيَهُودِ
وَالزَّنَادِقَةِ
وَالْمُلْحِدِينْ
يُحِبُّونَ الْإِسْلاَمَ
أَكْثَرَ مِنَ الْمُسْلِمِينْ
وَلَنَا مَعَارِكُ لَمْ تُحْسَمْ مِنْ قُرُونْ
آنَ الْأَوَانُ لِفَتْحِهَا
لِنَمُوتَ فِي نِيرَانِهَا
وَيَسْخَرَ مِنَّا السَّاخِرُونْ
وَلَنَا فِكْرَةٌ أَوْ فِكْرَتَانْ
لِنَكُونَ فِي آخِرِ الْأُمَمِ الصُّغْرَى
وَيُنْهِينَا الزَّمَانْ
سَيُغَنِّي الزَّمَانُ
مَا غَنَّى عَلَى مَرِّ السِّنِينْ
وَسَتَكُونُ لَنَا خَيْبَةٌ أُخْرَى
بَعْدَ حِينْ
*** أحمد الحاجي ***
ساحة النقاش