لا شك ان التعليم هو العنصر الأساسي فى تقدم الأمم و هو ان صلح صلح مستقبلها و إن فسد فسد معه الأمل .
يتملكني شعور بالأسى حين كانت جامعاتنا مقصد أبناء المنطقة العربية فى الدراسة و كنا حينها نفتخر بجامعاتنا ولكن مع ما نال التعليم فى بلادنا من تردى فى العقود الماضية اكتشفنا أننا فى آخر طريق العلم و ان كثيرا ممن كانوا خلفنا لم نعد نراهم حتى بعد ما كانوا أمامنا.
للاسف لقد تقادمنا ونحن لا نشعر و كنا منشغلين بالنظر الى حالنا و نتخيل اننا على ما يرام و من معنا كانوا يصفقون لنا ولا نعلم هل كنا فى حالة تخدير كامله فصلتنا عن العالم زمنا طويلا لا يمكن تقدير تكلفته إلا أننا الآن فقدنا من مستوانا الكثير ولم يعد لتعليمنا ككل اى قيمة على المستوى الدولى و هو ما ظهر جليا حين اختيرت احسن 100 جامعه حول العالم و خرجت منها مصر لاننا لم نعد لديهم نمثل مثلما كنا فى الماضى .
اين البحث العلمى واين التطبيق العملى له واننى اتذكر بعض زملائى و نحن نعد ابحاث الدكتوراه و نختار الموضوعات التى تساهم فى خدمة المجتمع كانوا يرددون انه سيتم حفظ هذه البحوث على الأرفف و المكتبات دون استفادة منها واعتبروا البحث العلمى هو البحث الذى يستوفى شروط اعداده فقط للحصول على الدرجه وكأن البحث اصبح هدفا فقط لتحقيقه وليس كوسيلة لتقدم ورقى المجتمعات و تحقيق مستقبل افضل لنا .
اين قياس معايير التعليم الدوليه التى نقيس بها مستوى العلم والمتعلمين و كيف هى المناهج وما هو قدر الحفظ والاسترجاع فيها مقارنه بقدر الاستيعاب و الابداع وما هى المواد التى تدرس وهل هى مطلوبه فى سوق العمل و ما هو مستقبل التعليم الفنى الذى فشل فشلا ذريعا بعد ما كان الفنى لدينا منذ زمن له قيمته و مهارته التى شهد لها العالم و رأينا ما حقق العامل المصرى فى الماضى .
الوضع الحالى يحتاج الى دراسة لتحويل مسار التعليم من تعليم الغباء الى تعليم الذكاء فمنظومة التعليم بها خلل واضح و جلى لا يمكن اصلاحه بناء على توجيهات و تعليمات انما وجهة قوميه يتنباها ابناء مصر رغبة فى نهضة علميه حقيقية وليست شعارات لا تسمن ولا تغنى من جوع.
