المـــــــوقـــع الــرســــــــمى الـخــــــــــــاص بــ "د/ تـــــــامر المــــــــــلاح"

"تكنولوجيا التعليم " الحاسب الألى " الانترنت " علوم المكتبات " العلوم التربوية " الدراسات العليا "

العاهات والتقاليع

بقلم: تامر الملاح

     قد ينخدع البعض من عنوان مقالتى فى هذه المره، ولكنها حقيقة نرغب فى الإعتراف بها، فنحن كمجتمع شرقى وله كل الإحترام والتقدير لنا عادات وتقاليد تربينا عليها كثيراً، وهى ليست بمنئ عن الدين الإسلامى وقيمه، وهذا ما جعلنا فى العصور الأولى فى مصاف دول العالم المتقدم، بل ونحكم أكثر مساحات الكرة الأرضية ديناً وقيماً وسلوكاً، ولكن دعونا نسلط الكاميرا فى هذه الأيام ونعمل " زوووم" على بعض الأمور ومنها، أباء يمنعون بناتهم عن التعليم بحجة العادات والتقاليد وللأسف مخطئ من ينكر هذا الأمر، وخصوصا فى البيئات والمناطق المتدنية ثقافياً وتعليمياً، بحجة" البنت مش ليها غير بيت زوجها وأولادها فقط"، أليست هذه عاهات وتقاليع تتنافى مع ما أتى فى هدى النبى من طلب المرأة للعلم.

       وعلى الجانب الأخر تجد المغالات فى المهور برغم إرتفاع أسعار الذهب، فعندما يتقدم الشاب لخطبة فتاة تجد والدها يطالب بالكثير والكثير، وبسؤاله لماذا؟, تكون الإجابة "عاداتنا وتقاليدنا كده"، أى عادات وأى تقاليد تقول غير ما قال النبى صلى الله عليه وسلم فى الحديث الشريف: "إن أعظم النكاح بركة أيسره مؤنة"، وروى أحمد (23957) وابن حبان (4095) عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّ مِنْ يُمْنِ الْمَرْأَةِ: تَيْسِيرَ خِطْبَتِهَا، وَتَيْسِيرَ صَدَاقِهَا، وَتَيْسِيرَ رَحِمِهَا) حسنه الألباني في "صحيح الجامع" (2235(، أليست هذه عاهات وتقاليع نخترعها على مر العصور ببعدنا عن كلام ربنا وهدى النبى الأمين.

       فإذا كنا ننظر للذهب على أنه أهم مقدمات الزواج، وأنه من عاداتنا وتقاليدنا، فيا سادة يا كرام من عاداتنا أيضاً عدم التبرج والتبرح، ومخالفة تعاليم الدين، وقلة الضمير، والخلاعة، وعدم التلفظ بالألفاظ الخارجة، وعدم سب الدين والدهر، وأن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، أليست كل هذه عادات وتقاليد تربينا عليها، كلاماً ووحيا من ربنا، وهدياً وقدوة من النبى صلى الله عليه وسلم، فقادتنا العادات والتقاليد التى جعلنها " شماعة" إلى التخلف والإنحدار، والسير فى الطرق المسدودة، إنظروا إلى أخلاقنا كيف تدنت، ونفوسنا كيف تهدمت، وعقولنا كيف إنتحرت، فمن عاداتنا وتقاليدنا أن نكون علماء العالم كما كنا، وأن ننشر الإسلام بأخلاقنا كما كنا، وأن نراعى ربنا بما شرعه من حلال وحرام كما كنا، فوالد فتاته متبرجه، ويطلب مهراً مغاليا فيه بحجة سبق ذكرها.

       وفى النهاية كل ما يخالف دين الإسلام يجب أن لا نعتبره عُرفاً ولا عادات وتقاليد، فالعُرف منه المحمود والمذموم والأخرى أصبحت عاهات وتقاليع، فى عصر الموضة، والتحضر كما يعتقدون، وليعلم الجميع أننا عندما رغبنا فى التطور عُدنا إلى الخلف، فخاب وخسر من ترك قيم دينه وتعاليم معتقده، وأمن نفسه من إلتزم بالهدى والرحيق المختوم، فأصبحنا عاهات فى تفكيرنا وتعليمنا ومجتمعنا، وتقاليع ببحثنا عن الموضة والتحضر والصيحات وتلك المصطلحات التى نجدها كل يوم وأخر على الساحة، فأى عادات وتقاليد تحرم البنت من التعليم، وأى أخرى تغالى فى الزواج وتمنع الشباب من التعفف، وأى ثالثة لا نلتزم بها ونترك التبرج يسير كما الدم فى الجسد، وأى رابعة تميت الضمير فى العمل والتعامل، وأى خامسة تميت القلب وتلهو العقل وتُظلم الطريق، إنها عاهات وتقاليع إلتزمنا بما يناسب تفكيرنا منها، وتركنا ما يخالف إحتياجتنا، وبالطبع أصبحنا نحن العاهات وما نفعله تلك هى التقاليع.

المصدر: بقلم: تامر الملاح
tamer2011-com

م/تامر الملاح: أقوى نقطة ضعف لدينا هي يأسنا من إعادة المحاولة، الطريقة الوحيدة للنجاح هي المحاولة المرة تلو المرة .."إديسون"

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 319 مشاهدة

ساحة النقاش

م/ تامر الملاح

tamer2011-com
باحث فى مجال تكنولوجيا التعليم - والتطور التكنولوجى المعاصر »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

3,750,604

بالـعلــم تـحـلـــو الحـــيـاة

للتواصل مع إدارة الموقع عبر الطرق الأتية:

 

 عبر البريد الإلكتروني:

[email protected] (الأساسي)

[email protected]

 عبر الفيس بوك:  

إضغط هنا

(إني أحبكم في الله)


أصبر قليلاً فبعد العسر تيسير وكل أمر له وقت وتدبير.