<!--أدبيات التربيه
عبد الرؤوف أنصاري
التربية مثلها مثل أي شان آخر تتمتع بالأدبيات الخاصة بها والمتوارثة عبر الأجيال وهذه الأدبيات تعتبر سلوك ومنهج لكافة المربين سواء في الأسرة أو المدرسة أو المحاضن التربوية فالأدبيات التربوية واحدة في كافة الأماكن التربوية.
وتمسك المربي بهذه الأدبيات أمر رائع ونتائجه طيبة جداً نتلمسها في كافة جوانب الحياة ويجب أن لا نطلع عليها نظرياً بل على كافة المربين العمل به بشكل فعلي للسير خطوة أساسية في طريق الترقية التربوية والفكرية المدروسة.
ولأجل ذلك فلابد أن نعلم بأن للتربية أدبيات يجب أن تتوافر لتعطي العملية التربوية قيمتها المرجوة، ومن تلك الأدبيات والركائز:
1- الإخلاص في العمل:
إخلاص المربي في عملة وإقدامه عليه بصدر مفتوح ونفس منشرحة أمور بالغة الأهمية ودوما نتائج الإخلاص مميزة وتثمر الكثير في واقعنا الملموس وأجيال هذا الزمان هم أكثر الأجيال بحاجة للإخلاص في تربيتهم نظرا لتراجع مستوى الأحوال الاجتماعية والتربوية على كافة الجهات.
2- العطاء دون النظر للمقابل:
من مميزات المربي هي ان يعطي دون ان ينتظر المقابل وأفضل مثال يمكن ان أقدمه في هذا المجال هو الأم التي تعطي وتعطي ولا تنتظر أي شيء ولكن للأسف هناك من انحرف عن هذا الصفة والسؤال الذي يطرحه أولا ما هو المقابل.
3- الحب والعطف:
مربي الأجيال هو بأمس الحاجة للتمتع بالحب لمن يربي والعطف والحنان على من يربي وخاصة ان كان يربي أطفال صغار مع العلم ان الكبير أيضا بحاجة للتعامل معه بمنتهى الحب والعطف وان سيطر الحب والحنان على أسلوب وطبع المربي كان أكثر إبداعا في عمله وكان بإمكانه إنتاج جيل ممتاز.
4- نسيان الذات لصالح المتربي:
صحيح ان المربي قد يتعرض للكثير من المشاكل ويحمل هموما كبيرة في قلبه ولكن ان كان لن يتركها على الجانب إثناء ممارسته للتربية فان همومه سيعاني منها من يتربى على يديه وسيشعر بها ولن ينال حقه الصحيح في التربية لذلك يجب الفصل بين الأمور الشخصية وبين مهمة التربية.
5- التسامح:
اتصاف المربي بالتسامح في خلقه وفي طريقة تعامله أمر مهم جدا والمتربي دوما بحاجة إلى فرصة ثانية وخاصة الأطفال الصغار ويجب أن لا ينسى المربي أن المتربين هم ما زالوا في طور التربية وتربيتهم لم تكتمل لذلك الخطأ من قبلهم وارد والتسامح مطلوب ومنح فرصة ثانية أمر فوائده كثيرة جداً على المتربي.
6- الرضا والقبول:
البعض لا يقتنع بعمله كمربي وربما هناك من يشعر أن الأمر فرض عليه أو ضغوطات الحياة دفعته ليعمل مربي مثل هذا الشعور الرافض لطبيعة العمل يصيب عطاء المربي بالعقم ولا يمكن أن يثمر الرضا والقبول من قبل المربي لطبيعة عمله سيدفعه ليطور نفسه وأساليبه التربوية وسيكون أكثر فائدة للأجيال المتربية.
7- العدل والمساواة:
إتباع المربي أسلوب المساواة والعدل بين المتربين أمر مطلوب لأن حدوث العكس يولد الكثير من المشاكل بين المتربين مع بعضهم البعض وبين المتربين والمربى لذلك لا يجب تفضيل أحد على الآخر في المعاملة.
<!--وأخيراً:
إن مهمة المربي مهمة جليلة وتتمتع بالكثير من الصفات النبيلة وان اتبع المربي أدبيات التربية كان أكثر عطاء وكانت نتائج عطائه مثمرة بأفضل الثمار اليانعة، صحيح أن التربية أمر ليس بالسهل ولكن إتقان التربية بأصولها الأساسية تجعل من التربية أمر ممتع جداً ومريح لكل من المربي والمتربي.
ساحة النقاش