بعض الإرشادات في كتابة الرسالة وتنقيحها وإعدادها للطبع
في مقالته عن "مفهوم مشكلة البحث العلمي" خصَّص الدكتور "عادل عامر" جزئية بعنوان "مرحلة كتابة البحث "، وعدد تسعة عشر أمرًا طالب الباحث بمراعاتها عند الكتابة على النحو التالي:
1- التدرج في الكتابة بتكوين الرأي حول ما كُتِبَ فصلاً فصلاً.
2- ضرورة فصل الباحث بين رأيه ورأي غيره، ويشار إلى ذلك بوضع الرأي الآخر بين قوسين.
3- الابتعاد عن الجزم والأمر والتأكيد.
4- دعم ما يقوله الباحث بالبراهين والأدلة.
5- تجنُّب الاستطراد والتزيد.
6- الكتابة على أوراق مسطرة لها هامش على اليمين.
7- الكتابة على وجه واحد من الورقة.
8- ترك مسافة في أسفل الورقة للهامش.
9- ترك فراغ بين سطر وآخر لكتابة أية معلومات جديدة.
10- حُسن استخدام علامات الترقيم.
11- الكتابة بأسلوب جيد من خلال: "سلامة اللغة، الوضوح، الإيجاز، عدم التكرار، خلو العرض من البراهين على قضايا مسلم بها، تحاشي المبالغة، الالتزام بالموضوعية، الابتعاد عن الخلافات، تجنب ضمير المتكلم".
12- أن يكون العنوان مختصرًا ودالاًّ بوضوح على المحتوى.
13- لا بد أن تحتوي المقدمة على تمهيد نظري مختصر يحدِّد مشكلة البحث، وأهميتها، وأسباب اختيار الباحث لهذه المشكلة، والأهداف التي يسعى إلى تحقيقها.
14- استعراض البحوث والدراسات السابقة لهذه المشكلة.
15- تحديد أهم المصطلحات الواردة في البحث.
16- كتابة التوصيات والمقترحات في خاتمة البحث.
17- كتابة تلخيص للبحث.
18- تجنُّب ذكر الألقاب وذكر الاسم فقط، ويُذكر من الألقاب فقط ما كان له دلالة معينة كالوزير، والاكتفاء بذكر الاسم فقط.
19- الالتزام بالشروط الرسمية لكتابة البحث التي تحددها المؤسسة العلمية التي ينتمي إليها الباحث: حجم البحث أو الرسالة، شكل الغلاف والعنوان، الشكر والتقدير، فهرس المحتويات، تنظيم مصادر البحث ومراجعه.
وجاء في الدورة التدريبية حول "مناهج وأساليب البحث العلمي"، تفصيلاً لبعض الجزئيات التي أشار إليها الدكتور "عامر"، وذلك على النحو التالي:
أولاً: في مرحلة كتابة الرسالة:
هناك أصول لا بد من اتباعها عند كتابة الرسالة، تهدف إلى عرض موضوع الرسالة أو الدراسة أو الافتراضات بدقة وأمانة علمية ووضوحٍ؛ بحيث يستطيع كل من يريد الاطلاع على الرسالة أو التعرف عليها، أن يجد فيها كل ما يريد بشكل مبسط وسهلٍ وواضحٍ؛ ولكي يحقق الباحث ذلك عليه بالآتي:
1- الاختصار: هو أكثر هذه الأصول أهمية إلى درجة أن بعض الخبراء يضعه في مصاف الإبداع، ويرى البعض الآخر أن إمكانية الكتابة وسرد الأفكار بصورة واضحة مختصرة هي ميزة النابغين فقط؛ لذا كان لا بد عند كتابة البحث أن يؤخذ بعين الاعتبار الاختصار والوضوح والبساطة، والدقة والابتعاد قدر الإمكان عن التعقيد والترديد.
2- كتابة البحث عدة مرات بصورة عامة؛ في المرة الأولى يجمع الباحث كافة المعلومات المتعلقة بالبحث، وفي المرات التالية يجري عملية التنسيق من حيث تسلسل الأفكار، ومن حيث تقسيم الموضوعات إلى أجزاء، ثم فقرات، ويُستحسن تجنب تكرار الجمل والمفردات، إلا حيث يجب التكرار، فإذا كان لا بد من تكرار الجملة مثلاً في نفس المقطع، فيمكن استبدالها بمرادفاتها.
3- عند إعادة الكتابة في المرة الثانية، وما بعدها يجب التفكير في كل جملة قبل كتابتها؛ لكيلا يقع الباحث في الأخطاء التي وقع بها في المرات السابقة، كما أنه يجب على الباحث الابتعاد عن استعمال الكلمات الأجنبية في شروحه، بل عليه البحث عن الكلمات المرادفة بالعربية.
4- ينصح الخبراء في كتابة الأعمال العلمية بأن تكون الجمل والفقرات قصيرة،وأن يكون الباحث متمكنًا من لغة الكتابة؛ حتى يعرض نتائجه بصورة واضحة، وأن تكون معالجته لهذه النتائج مدعمة بنتائج التحليل الإحصائي.
ثانيًا: في مرحلة تنقيح الكتابة:
تعتبر عملية تنقيح الرسالة بعد الانتهاء من كتابتها عملية أساسية، وهامة فهي تعطي العمل العلمي أهميته التي يستحقها تبيِّن في نفس الوقت جوانب النقص التي تحتويها النصوص المكتوبة؛ ولهذا على الباحث مراعاة الآتي:
1- أن يعرف أن عملية التنقيح لا تقتصر على الناحية اللغوية فقط، بل تشمل ترابط الجمل وطول الفقرات، وتبرز دورها في توضيح وتسلسل الأفكار بالشكل الأمثل.
2- أن يعيد النظر في كل النصوص بصورة مجملة وتفصيلية، ويعيد النظر كذلك في كيفية تقسيم الكتابة إلى فصول وفقرات، وكيفية استعمال أدوات الإشارة والاستفهام، وبصفة عامة عليه أن يعيد النظر في كيفية صياغة نتائج عمله، وما له علاقة به على الوجه الأمثل.
3- يقترح الخبراء في هذا المجال أن يترك الباحث ما كتبه لفترة زمنية معينة، تتراوَح بين بضعة أسابيع وشهر ونصف، وقد تزيد عن ذلك، ثم يعيد قراءة ما كتبه من جديد؛ حيث تكون قدرته على النقد حينذ أكبر، وإمكانية مراجعته للجمل والأفكار أفضل، فيقوم بحذف ما ليس له لزوم من الكلمات والجمل والفقرات، بل والفصول إذا اقتضى الأمر؛ بحيث تكون الجمل قصيرة وواضحة ودقيقة.
4- على الباحث أن يعمل على أن يكون تقسيم الفصول في رسالته وعدد صفحاتها متوازنًا قدر الإمكان، وألا تقل عدد فصول الباب الواحد عن ثلاثة فصول كحد أدنى.
5- عند الاقتباس من أعمال الآخرين، لا بد أن يشير الباحث إلى مصدر الاقتباس بشكل واضح أن يكون الاقتباس مشارًا إليه بشكل واضح أيضًا، محتفظًا بروح وشكل الفقرة المقتبسة؛ بحيث تكون مميزة عن عمله هو كباحث، وألا يربط بين جمل وأفكار مأخوذة من أماكن مختلفة لكاتب معين، بل عليه أن يضعها في مكانها الصحيح.
6- إذا كان النص محتويًا على جداول وأشكال وصور أيضًا، فيجب على الباحث الإشارة إلى مصدرها، وأن يضع الباحث هذه الجداول والأشكال ضمن النصوص؛ بحيث لا يفصل بين الفكرة والشكل الموافق لها، حتى ولو كان الفاصل قصيرًا، ويجب ألا يغفل عن تسمية الجداول والأشكال والصور، حتى و لو كان اسمها واردًا ضمن النصوص التي تسبقها أو التي تتبعها مباشرة في الترتيب؛ بحيث يتضمن اسم الشكل أو الجدول توضيحًا لمحتوياته.
ثالثًا: مرحلة الطباعة:
لا يعني تنقيح الباحث لما كتبه أن عمله قد انتهى، فهناك مرحلة هامة أيضًا، وهي أن يقوم بإعداد ما كتبه؛ ليكون في مستوى معين يسمح بطباعته، ولا يستطيع الباحث غالبًا أن يكتشف أخطاءه أو السهوات التي وقع فيها من المراجعة الأولى والثانية، خصوصًا إذا لم يفصل بينهما فاصل زمني مناسب؛ لذا يفضل أن يُعطي ما كتبه لناقد أو زميل أو صديق؛ ليلقي نظرة عليه أخيرة أو مجملة، حتى ولو كان الكاتب أو الباحث واثقًا كل الثقة من صحة واستقامة ما كتب، ويفضل بل يجب الاهتمام الكامل بالصيغة التي عرضت فيها الأفكار والنتائج، فيجب أن تكون سهلة مبسطة وبعيدة عن التعقيد.
♦ ♦ ♦
المصادر:
1- عادل عامر؛ مفهوم مشكلة البحث العلمي، afaq-n.net
2- البحث العلمي: ماهيته، وخصائصه، طرقه ومراحل إعداده ومصادره.
geography2012.blogspot.com/2012/03/pdf_19.html
ساحة النقاش