ضوابط صياغة أسئلة الاستبيان كأداة بحثية (1)
الآتي بعد بعض ضوابط صياغة أسئلة الاستبيان كأداة بحثية لإرشاد الباحثين عند الشروع في دراستهم الميدانية.
أولاً: عام:
1- يجب أن يكون الاستبيان قصيرًا مختصرًا وليس طويلاً؛ حتى لا يكون عُرضة لإهمال المستجيبين؛ لأن التعب والملل والسأم يبدأ يدب إلى المبحوث في الفترة الواقعة بين الـ (15) و(25) دقيقة من بدء عملية الاجابة على الاستبيان، كما أن الأسئلة الطويلة عادة ما تكون غامضة ومشوشة.
2- حتى تسهل عملية التسجيل والتحليل الإحصائي لبيانات الاستمارة، على الباحث أن يراعي أن يبدأ بالأسئلة سهلة الإجابة والجذابة؛ حتى يقلل من احتمال رفض المجيب عليها، ثم يلي ذلك الأسئلة التي تحتاج إلى إبداء الرأي وتوضيح الرغبات.
3- يجب أن يوضع الاستبيان بالشكل وبالطريقة التي ترغب المبحوثين وتدفعهم إلى الإجابة عليه.
4- على الباحث أن يحصر كل المعلومات المطلوبة، وأن يتصور النتائج الفعلية المتوقع الحصول عليها، ويضعها في شكل جداول صماءَ قبل بَدء البحث، ومن شأن هذا الحصر أن يوصل الباحث إلى تحديد الأسئلة أو الفقرات ذات الدلالة، وإلى تحديد الارتباطات بين المتغيرات على نحو يمكنه من وضع خطة التحليل الإحصائي اللازمة.
5- لكي يحدد الباحث الأسئلة أو العبارات التي سوف يتضمنها الاستبيان، يجب عليه أن يحصر البيانات التي يحتاجها:هل هي من النوع الذي يتصل بالحقائق؟ أم من النوع الذى يتصل بالاتجاهات؟ أم تهدف إلى التعرف على أنماط السلوك والعلاقات المتبادلة؟
6- يرى بعض أساتذة وخبراء بحوث الرأي العام، أهمية إضافة أسئلة يطلقون عليها "أسئلة التصفية" Filter Questions، تستهدف التعرف - منذ البداية - على قدرة المبحوث على الإجابة عن أسئلة صحيفة الاستبيان، وتقيس هذه الأسئلة مدى معرفة المبحوث بالموضوعات التي يتطرق إليها الاستبيان ودرجة معرفته بها.
7- يجب أن تتمشى الأسئلة مع موضوع البحث، وتغطي جوانبه المختلفة وفروضه أو تساؤلاته، بمعنى أن تعكس الأسئلة المتغيرات أو الفرضيات، أو تساؤلات الدراسة، وأن تكون جميع العناصر لها علاقة بالبحث ومشكلته، ولا بد عند تصميم الاستبيان من مراعاة ترتيب تسلسل الأسئلة وَفْق ترتيب فرضيات الدراسة، إذا كانت هناك أكثر من فرضية واحدة.
8- تقسم الأسئلة إلى مجموعات متناسقة توضِّح لها عناوين فرعية، ويوضع رقم لكل سؤال وكل إجابة؛ ليسهل الرجوع إليهما عند الحاجة.
9- على الباحث أن يضع قراراته الخاصة بأسئلة الاستبيان على النحو التالي:
أ- هل من الأصوب أن تكون أسئلة الاستبيان مقننة أو أقل تقنينًا؟
ب- هل من الأصلح استخدام الأسئلة المباشرة، أو الأسئلة الإسقاطية التي تعني تقديم مثير أو مُنبه للمبحوث؛ للكشف عن إدراكه للمثير، أو المعنى الذي يُضفيه عليه؛ مثال ذلك: سؤال الشخص عن شيء من خلال تصوُّره لرأي الآخرين، فبدلاً من سؤاله: ما رأيك في كذا، نسأله عن رأي الناس في كذا.
ج- هل سيستخدم الأسئلة المفتوحة أم المغلقة أم كليهما؟ وهل سيترك للمبحوث الإجابة في اتجاه معين أو بطريقة معينة، أم يترك له الحرية دون قسرٍ أو ضغط، وهل ستكون الأسئلة مباشرة أو غير مباشرة؟ وهل هل من المفيد أن تكون الإجابة بنعم ولا، أم ستكون متعددة الاختيار؟ وهل ستكون متدرجة، أم في شكل إجابات قصيرة محددة في كلمة أو كلمتين أم تكون الإجابة حرة؟
ثانيًا: يجب أن يراعي الباحث عند صياغته لأسئلة الاستمارة أن تتحقق فيها الآتـي:
1- أن تكون الأسئلة ملائمة للمستوى الثقافي والاجتماعي للمبحوث.
2- أن تصاغ بأسلوب واضح بسيط سهل، مفهوم مباشر، لا يحتمل التفسير والتأويل، ويبتعد تمامًا عن التعقيد اللفظي، وألا تكون غامضة، ومثبطة ومضللة للمبحوث.
3- أن تكون متدرجة، فتبدأ بالعامة منها، ثم تتطرق إلى الأسئلة المتخصصة بحيث تثير اهتمام المبحوث.
4- أن يكون تتابُع الأسئلة في تسلسل منطقي؛ بحيث يكون هناك ترابط وتناسُق بين كل سؤال وما يليه من أسئلة، وبين مجموعة الأسئلة التي يتضمنها كل محور من محاور الاستمارة؛ حتى يتسنَّى للمبحوث تنظيم أفكاره، ولا يقع في حيرة أو تشتُّت ذهني وفكري.
5- أن يراعى التتابع الزمني للأحداث، إذا ما تضمَّنت استمارة الاستبيان قضايا زمنية.
6- أن يتضمن السؤال فكرة واحدة أو نقطة قائمة بذاتها، وأن تكون هذه الفكرة واضحة ومفهومة؛ حتى تكون الإجابة مرتبطة فعلاً بهذه الفكرة، وبالتالي يمكن استخراج النتائج بطريقة دقيقة.
7- ألا يكون هناك قفز بسرعة من قضية أو فكرة إلى قضية أو فكرة أخرى؛ حتى لا يؤدي ذلك إلى ارتباك المبحوث وفِقدانه القدرة على مواصلة الإجابة.
8- أن تكون الأسئلة التي تشمل أكثر من عنصر واحد مُجزأة، وأن يوضع سؤال لكل عنصر بمفرده.
9- ألا يلجأ الباحث إلى الأسئلة المفتوحة إلا إذا استدعت متطلبات البحث ذلك؛ ذلك لأنها تحتاج إلى جهد كبير في عملية التحليل، وفي حالة استخدام الأسئلة المفتوحة، يراعى ألا تحتاج إلى إجابات طويلة، وألا تتطلب من المبحوث مجهودًا فكريًّا شاقًّا، أو ذاكرة حادة.
10- يجب أن يتوفر الصدق في أسئلة الاستبيان، بمعنى أن تقيس الأسئلة ما وضعت من أجله، ويفضل أن تتضمن الاستمارة بعض الأسئلة التي تختبر صدق المبحوث في الإجابة، والتي تسمى أسئلة المراجعة أو الاختبارChecking Questions، وهي تحمل نفس المعنى لدى بعض الأسئلة الأخرى، ولكن بعبارات وصياغات مختلفة،فالسؤال عن السن قد يؤكده سؤال عن تاريخ الميلاد، ويجب ألا تكون هذه الأسئلة قريبة من بعضها؛ حتى لا يكشفها المبحوث، بل يجب إخفاء مغزاها الحقيقي.
11- يجب أن يتحقق الثبات لمجموع الأسئلة أو الفقرات، بحيث إذا أُعيد تطبيقها تعطي نتائج مشابهة لنفس النتائج.
12- في حالة تعدد البدائل المحتملة لإجابات أي سؤال، يجب مراعاة عدم التداخل بين هذه البدائل، كما ينبغي أن يكون كل بديل متعلقًا باحتمال واحد فقط، وأن تكون هذه البدائل مناسبة.
13- يجب البعد عن الأسئلة الكيفية، فلا يسأل المبحوث عن الوقت الذي يستغرقه شخص في الوصول إلى العمل بأنه طويل أو قصير، بل يسأل عن الزمن بالساعات والدقائق، ولا يسأل عن دخله بأنه كبير أو صغير، بل توضع له فئات الدخل؛ ليختار الفئة التي تناسب دخله بالفعل.
14- في حالة احتمال عدم معرفة الإجابة على أحد الأسئلة، تضاف فئة (لا أعرف) .
15- إذا كانت الأسئلة مغلقة، يجب إعطاء جميع الإجابات المحتملة، كما يجب إضافة: (بيانات أخرى تذكر).
16- يجب أن يبتعد الباحث تمامًا عند صياغة الأسئلة، عن استخدام المحسنات اللفظية؛ كالاستعارة، والكناية، وغيرها.
ثالثًا: يجب أن يتجنب الباحث في صياغته لأسئلة الاستمارة الآتي:
1- الأسئلة الموجهة والمحملة التي تصاغ في كلمات تجعلها غير محايدة، وتوحي بما يجب أن تكون عليه الإجابة، أو تشير إلى وجهة نظر الباحث الخاصة.
2- الأسئلة التي تحتاج إلى حسابات معقدة، أو تلك التي تتطلب تفكيرًا طويلاً.
3- الأسئلة المزدوجة التي تشتمل على أكثر من موضوع، فلا تسأل المبحوث مثلاً: "هل أنت طالب وموظف؟ أو هل تمارس الرياضة في أوقات الصباح والمساء؟
4- الأسئلة التي تتضمن خصوصيات أو وقائع شخصية أو مُحرجة، يخجل المبحوث من الإجابة عليها، إلا في حالات الضرورة وبما يتيح تقديم الضمانات الكافية لسريَّتها، وبالشكل الذي يحقق تعاونًا باقتناع من جانب المبحوث.
5- الأسئلة التي تدفع المبحوث إلى الادعاء؛ مثل: "أظنُّك تمارس العمل السياسي في أحد الأحزاب"، بل يجب أن تكون صيغة السؤال: "هل أنت منضم لأحد الأحزاب".
6- الأسئلة التي توحي بإجابة معينة؛ مثل: أظنك توافق على كذا؟
7- الأسئلة التي يمكن الإجابة عليها من مصادر أخرى؛ كالسجلات، وغيرها.
8- الأسئلة المتحيزة التي يرغب الباحث منها إلى إثبات صحة فروضه.
9- الأسئلة ذات أسلوب التحقيق البوليسي، والمشبعة بروح الاستعلاء في الأسئلة.
10- الأسئلة التي تتضمن الإجابة عليها بيانات تفصيلية لا يحتاج إليها الباحث، فذلك من شأنه إضاعة الوقت والجهد في ما لا طائل من ورائه.
11- الأسئلة التافهة أو الهامشية التي لا أهمية لها أو غير المفهومة أو المبهمة، أو التي تحتمل إجابات متعارضة.
12- الأسئلة التي تبدأ بالنفي؛ لأنها قد تفهم على النقيض من مقصودها.
13- وأخيرًا على الباحث أن يتجنب إنهاء الصفحة بجزء من السؤال، واستكمال الجزء الآخر في الصفحة التالية.
انظر:
1- أحمد النكلاوي (2003)؛ طرق البحث الاجتماعي، دار الثقافة العربية، القاهرة.
2 - زياد بن محمود الجرجاوي (2010)؛ القواعد المنهجية التربوية لبناء الاستبيان، غزة.
www.qou.edu/arabic/index.jsp?pageId=3418
3- عبدالباسط محمد حسن (1966)؛ أصول البحث الاجتماعي، لجنة البيان العربي، القاهرة، ص 204-216.
4- على عبدالرازق جلبي (1999)؛ تصميم البحث الاجتماعي، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية. ص 150-180.
5- الأسـس المنهجية في البحث، (الاستبيان جمعية سيليفس للصحة النفسية)،
assps.yourforumlive.com/t126-topi
6- الاستبيان (موقع تكنولوجيا التعليم العربي؛ سارة الشامي؛ إشراف د أحمد بهاء الحجار).
et-ar.net/vb/showthread.php?t=21591
7- تعريف الاستبيان وأنواعه وأهميته في البحث العلمي موقع آفاق علمية وتربوية al3loom.com/?p=1349
ساحة النقاش