المــوقـــع الــرســمى الـخــــاص بــ "د/ تــامر المـــــلاح"

"تكنولوجيا التعليم " الحاسب الألى " الانترنت " علوم المكتبات " العلوم التربوية " الدراسات العليا "

 

APR29

الدراسات السابقة (مفهومها)


    المملكة العربية السعودية
      وزارة التعليم العالي
الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية
   كلية الدعوة وأصول الدين
  قسم الدعوة والثقافة الإسلامية
 مرحلة الماجستير (صباحي)


الدراسات السابقة            
          
                                             كتبه
                              عبد السلام عبد الجبار وفقه الله


                                       تحت إشراف
أ.د/عبدالرحيم بن محمد المغذوي حفظه الله


   العام الجامعي 1432-1433هــــــ


بسم الله الرحمن الرحيم
       
الحمد لله الرب العالمين، الرحمن الرحيم، ملك يوم الدين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد !
       فقد كلفنا شيخنا الأستاذ الدكتور "عبد الرحيم بن محمد المغذوي" حفظه الله تعلى لكتابة البحوث في مادة "مناهج البحث " الدراسات السابقة ولعلنا نشرع في مفهوم الدراسات السابقة .
 مفهوم الدراسات السابقة :
    تشمل الدراسات السابقة كل الدراسات المتصلة بالموضوع ، مما تم نشرها بأي شكل من الأشكال ، بشرط أن تكون مساهمة ذات قيمة عامية . وقد يكون النشر بالطباعة أو بواسطة المحاضرات أو الأحاديث المذاعة صوتا فقط ، أو صوتا و صورتا ، أو تم تقديمها لمؤسسة علمية للحصول على درجة علمية أو على مقابل مادي أو لمجرد الرغبة في المساهمة العلمية ....
وقد يقيد البعض هذه الدراسات باشتراط كونها أبحاثا علمية . فلا يندرج فيها ما يعد كتبا دراسية أو مداخل ، وهو الصواب . ولكن هذا الشرط يصعب توفيره في بعض المجالات لمن لا يعرف اللغة التي يزد بها ذالك المجال من مجالات المعرفة العلمية ، وحيث يختلط الغث بالسمين وتنعدم عند الباحث القدرة التي تجيز الخطة وتقرير البحث في ضوء درجة جدية البحث والظروف التي يتم فيها تنفيذ البحث [1].
         قال الدكتور ربحي مصطفى في كتابه" البحث العلمي أسسه، مناهجه ، أساليبه ، اجرأته"[2] ))ويجب على الباحث قديم الدراسات السابقة وفق تصنيف مناسب يصفه الباحث بحيث يخصص لكل دراسة سابق الحيز والمكان الذي يتناسب مع نوعيتها وحداثتها ومدى ارتباطها بدراسته ، ويجب عليه التوسع في عرض بعض الدراسات المميزة والاختصار في دراسات آخرين ، ويمكن إلى الدراسات التي اشتركت مع بعضها البعض في النتائج ، ويجب أن ينتهي هذا الجزء بخلاصة تتضمن القيمة الإجمالية للدراسات السابقة والإسهام الذي ستقدم دراسته وجوانب تميزها عن الدراسات الأخرى))
          وفيما يلي تمكن أهمية تحديد ومراجعة الدراسات السابقة في مجموعة من الفوائد أهمها[3] :
1-             توفير الخلفية العلمية والمناخ المناسب والمصادر اللازمة لإجراء البحث الجديد .
2-             تكشف عن جذور المشكلة وتودي إلى فهم ما تم بخصوصها في الفترات السابقة.
3-             تبرز الجوانب التي تم دراستها من قبل وهذا يؤدي إلى بحوث جديدة .
4-             توضع مناهج الباحثين السابقين في مجال البحث والدراسات .
5-             تكشف عن أي تداخلات بين البحوث وتوارد أفكار الباحثين .
6-             تساعد الباحث على إجراء مقارنات بين نتائجه ونتائج الدراسات السابقة .
7-             تساعد الباحث على التوصل إلى صياغة دقيقة ومحدودة لأهداف و طبيعة بحثه .
    قال الدكتور  موفق عبد الله في كتابه "منهج البحث العلمي وكتابة الرسائل العلمية  : ((ويشير الطالب في إيجاز في مقدمته إلى الكتابات والبحوث السابقة موضحا الصلة بينها وبين الموضوع الذي يقترح بحثه ويمكن أن يوضح بعض الأفكار والمفاهيم الأساسية ذات الدلالة بالنسبة لبحثه ويمكن أن يوضح فيها بعض الثغرات ، والمشكلات الملحة القائمة في مجال هذا البحث والتي تحتاج إلى حلول وقرار وتستند إلى بحوث علمية ))[4] .
وقال الدكتور أكرم ضياء العمري : (( ...والدراسات التي سبقته إلى الموضوع ، وما تركته له من ثغرات عالجها أو نظريات التي نقضها ، والاحتياجات العلمية التي قدمتها الرسالة ومقترحاته للباحثين الآخرين بطرق وجوانب معينة تحتاجها في رأيه إلى الاهتمام البالغ ..))[5]
الفرق بين التمهيد والدراسات السابقة :
      قد يخلط البعض بين المادة العلمية التي تندرج ضمن عنصر الدراسات السابقة وبين المواد العامة التي يمكن جعلها في التمهيد .
      والقاعدة العامة في الفصل بين الدراسات السابقة والتمهيد هي درجة التصاق الدراسة السابق بموضوع البحث . يضاف إلى ذلك أن الأمر نسبي . فقد نجد دراسات سابقة وثيقة الصلة فلا نحتاج إلي تجاوزها ، وقد لا نجد الكفاية فنتجاوزها إلى الأقل التصاقا ، ولكن في حدود مقبولة . وعموما يمكن التمييز بين ما يندرج في التمهيد وفي الدراسات السابقة بالخطوات التالية :
1-             حصر العناصر التي يتكون منها البحث ، في ضوء عنوان البحث أو في ضوء فقرة تحيد مشكلته . ثم تحديد العنصر الذي يمثل نقطة الارتكاز في الدراسة .
2-             النظر في الدراسات السابقة واحدة بعد الأخرى لمعرفة نسبة وجود هذه العناصر في كل دراسة سابقة . هل تتوفر في عناوينها أو عناوين موضوعاتها الرئيسة والفرعية كل العناصر ، أو نسبة سبعين في المائة أو خمسين وأقل .ومن بينها العنصر الذي يمثل نقطة الارتكاز ؟
ومثال ذلك ، لو كان موضوعنا هو : "أساليب التنصير في إذاعة مونت كارلو " سنجد أنفسنا أمام ثلاثة عناصر رئيسة هي : أساليب القناع ، بالنصرانية بواسطة الإذاعة . والعنصر الجوهري منها هو أساليب الإقناع فهي العمود الفقري للدراسة . وعندما نبحث في الدراسات السابقة قد نجد مثلا :
-       دراسات حول أساليب الإقناع  عامة ، أو حول الدعاية ، أو حول الإعلان
-       دراسات حول أساليب الإقناع بالمسيحية .
-       دراسات حول أساليب الإقناع بالمسيحية بواسطة المنشورات .
-       دراسات حول أساليب الإقناع بالمسيحية بواسطة الوسائل المرئية السمعية .
-       دراسات حول أساليب الإقناع بالمسيحية بواسطة الإذاعة .
-       دراسات حول أساليب الإقناع بالمسيحية بواسطة إذاعة مونت كارلو .
-       دراسات حول إذاعة مونت كارلو .
-       دراسات حول المؤسسات التنصيرية .
-       دراسات حول المؤسسات التنصيرية واستغلالها للإذاعة الموجهة .
-       دراسات حول المؤسسات التنصيرية وطرق استغلالها لإذاعة مونت كارلو .
وهنا نلاحظ أن هناك ثلاث مجموعات رئيسة :
1-             مجموعة الدراسات ذات الأرقام ( 5-6-9-12) التي تتوفر فيها نسبة عالية من عناصر الدراسة المقترحة .
2-             مجموعة الدراسات ذات الأرقام (2-4-8-11) التي تتوفر ما يقارب بسبته السبعين في المائة تقريبا .
3-             مجموعة الدراسات ذات الأرقام (1-7-10) التي يتوفر فيها من العناصر سوى الثلاثين في المائة تقريبا .
ولعله قد بدا سابقا أن المجموعة الأولى تندرج تحت الدراسات السابقة ، وأن المجموعة الثالة تندرج تحت التمهيد . أما المجموعة الثانية فيحتمل أن تندرج تحت الدراسات السابقة أو التمهيد بحسب توفر المجموعة الأولى أو انعدامها .
              الطريقة الصحيحة لاستعراض الدراسات السابقة :    
ولعلنا نحتاج لانجاز هذه المهمة الإبداعية إلى إتباع الخطوات التالية :
1-             حصر جميع الدراسات السابقة . وهذا يمكن أن يتم باستخدام البطاقات المستقلة بكل جزئية من المادة العلمية .
2-             وضع تصور للتقسيمات الرئيسة outline لفقرات عنصر الدراسة السابقة ومضمونها كلها . بحيث يضمن استعراض الموضوع بعد الموضوع ، عبر الدراسات السابقة كلها .
3-             قد يضطر الباحث إلى تعديل التقسيمات الرئيسة للموضوعات أثناء الاستعراض . ومع هذا فانه على الباحث وضع تصور مسبق لهذه التقسيمات . فوجود مثل هذا التقسيم الرئيس الذي يصنف العناصر الدقيقة أو جزئيات يضمن تسلسل الأفكار وتراكمها بطريقة تقود منطقيا إلى البحث المقترح .
4-             قراءة الدراسات السابقة المختارة بدقة تمكن الباحث من استيعاب منهجها ونتائجها . وهذا الاستيعاب يجب أن يكون إلى درجة تجيز للباحث بنان وجه النقص فيها .
5-             مناقشة ما يتصل بكل موضوع بشكل مستقل عبر الكتابات المختلفة وجمع القصور المتماثل عبر الدراسات المختلفة ومناقشتها دفعة واحدة .
6-             ومن المعلوم أن الباحث وهو يستعرض الدراسات السابقة لا يورد نصوصها كما هي كلها ، إن كانت طويلة ، ولكن يختصر ابرز نقاطها بدون تشويه لها أو طمس لمعالمها . أما إذا كان كل ما ورد في الدراسات السابقة كانت إشارات قصيرة ، فالأفضل إيرادها بنصوصها .
7-             ومن المعلوم أن الباحث لا يتحدث عن مضمونات أو نتائج الدراسات السابقة كلها وإنما يقتصر على ما لها صلة وثيقة بمشكلة بحثه .
8-             تجنب إصدار أحكام بالنقص أو القصور بدون تقديم الدليل على ذلك الدعوى . ومن الأخطاء الشائعة أن يقول الباحث " لقد كتب فلان في الموضوع ولكن لم يوفيه حقه ...
9-             عملية الاستعراض لا تتم بصورة مقبولة إلا بالتحليل . وهذا يعني حصر المعلومات المتناثرة في المراجع المختلفة . والحصر هنا عملية نسبية تختلف باختلاف الموضوعات .
10-        ضرورة وجود فكرة محورية تنسق مع مشكلة الدراسة ، لتدور حولها النقاط أو المعلومات المختلفة المأخوذة من الدراسات السابقة .




         هذا ما تيسر لي كتابته فالحمد لله أولا وآخر وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم إلى يوم الدين .


                                المراجع والمصادر :


1-             أساسيات البحث العلمي بين النظرية والتطبيق للدكتور حنان عيسى سلطان، و غانم سعيد شريف العبيدي ، دار العلم للطباعة والنشر الطبعة ،الأولى 1404هــ
2-             أصول البحث وتحقيق النصوص في العلوم الشريعة للدكتور محي هلال السرحان ، مركز البحوث والدراسات الإسلامية ، الطبعة الأولى بدون تاريخ النشر .
3-             البحث العلمي ،حقيقته ، ومصادره ومناهجه، وكتابته ، وطباعته ، ومناقشته. للدكتور عبد العزيز بن عبد الرحمن الربيعة الطبعة الثانية .
4-             البحث العلمي أسسه ، مناهجه، أساليبه ، إجرائته  للدكتور ربحي مصطفى عليان ، ط: بيت الأفكار الدولية .
5-             البحث العلمي ومصادره في الدراسات العربية والإسلامية للدكتور عباس محمد ،ط: جدارا للكتاب العالمي عمان ، أردن ،عالم الكتاب الحديث ،أردن ط:أولى ، 2006م .
6-             دراسات تاريخية مع تعليقة في منهج البحث وتحقيق المخطوطات للدكتور أكرم ضياء العمري ، ط: أولى 1403هــ.
7-             قواعد أساسية في البحث العلمي للدكتور سعيد إسماعيل صيني ط: مؤسسة الرسالة .
8-             منهج البحث العلمي وكتابة الرسائل العلمية للدكتور موفق بن عبد الله بن عبد القار ط: دار التوحيد للنشر الطبعة الأولى 1427هــ.
9-             منهجية البحوث العلمية في العلوم الشرعية والقانونية للدكتور صنو مفتاح غمق ، ط : دار الوطنية بنغازي .


[1] قواعد أساسية في البحث العلمي  للدكتور سعيد إسماعيل الصيني ص : 155 ، "مؤسسة الرسالة[2] البحث العلمي أسسه، مناهجه ، أساليبه ، إجرآته للركتور ربحي مصطفى ص :70[3] المصدر السابق نفس الصفحة[4] منهج البحث العلمي وكتابة الرسائل العلمية موفق بن عبد الله بن عبد القادر ص: 45 ط دار التوحيد للنشر الطبعة الأولى 1427هــ[5] دراسات تاريخية مع تعليقة  في منهج البحث العلمي وتحقيق المخطوطات د. أكرم ضياء العمري ص :33  الطبعة الأولى ، الجامعة الإسلامية .
المصدر: إعداد م/ تامر الملاح
tamer2011-com

م/تامر الملاح: أقوى نقطة ضعف لدينا هي يأسنا من إعادة المحاولة، الطريقة الوحيدة للنجاح هي المحاولة المرة تلو المرة .."إديسون"

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 629 مشاهدة
نشرت فى 28 يونيو 2013 بواسطة tamer2011-com

ساحة النقاش

م/ تامر الملاح

tamer2011-com
باحث فى مجال تكنولوجيا التعليم - والتطور التكنولوجى المعاصر »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

3,895,932

بالـعلــم تـحـلـــو الحـــيـاة

للتواصل مع إدارة الموقع عبر الطرق الأتية:

 

 عبر البريد الإلكتروني:

[email protected] (الأساسي)

[email protected]

 عبر الفيس بوك:  

إضغط هنا

(إني أحبكم في الله)


أصبر قليلاً فبعد العسر تيسير وكل أمر له وقت وتدبير.