المـــــــوقـــع الــرســــــــمى الـخــــــــــــاص بــ "د/ تـــــــامر المــــــــــلاح"

"تكنولوجيا التعليم " الحاسب الألى " الانترنت " علوم المكتبات " العلوم التربوية " الدراسات العليا "

وسائط الاتصال التعليمية في عمليتي التعليم والتعلم:

 

1-     توسيع مجال الخبرات التي يمر بهاالطالب:

 

تساعد وسائط الاتصال التعليمية في تحسين مستوى التدريس بتعويض المتعلمعن الخبرات التي لم يمر بها سواء: لخطورة تعرضه لها (مثل التفجيرات النووية)، أولبعدها عن مكان الدراسة (عند دراسة طرق استخراج الفحم والذهب من المناجم، أو حياةالإسكيمو)، أو لتباعد فترات حدوثها (مثل ظواهر الخسوف والكسوف)، أو لصِغر الشيءالمستهدف دراسته (مثل دراسة الخلية الحية) أو لِكبره (عند دراسة حركة الكواكب، أوحركة الأرض)، أو معقدة (عند دراسة آلة الاحتراق الداخلي للسيارة)، أو مستحيلة (عنددراسة طبقات الأرض الداخلية)

في كل الخبرات السابقةيمكن الاستفادة من وسائط الاتصال التعليمية الحديثة في تحقيق تعليم أفضل يترتب عليهبالتالي تعلُّم أثمر.

 

2- تساعد على فهم المتعلم لمعاني الألفاظ التي تُستخدمأثناء الشرح:

 

فكثيراً ما يُلاحظ أن الطلاب يرددون ويكتبون ألفاظاً دون أن يدركوامدلولها، ولذلك فهم يعتمدون على حفظها واستظهارها حتى يحين وقت الامتحان للتخلصمنها إلى الأبد، وتكون النتيجة نسيان هذه المعلومات بعد أدائهم للامتحان، لكناستعمال وسائط الاتصال التعليمية يزوِّد المتعلمون بأساس مادي محسوس لأفكارهم، وهذايقلل من استخدام الألفاظ التي لا تفهمن لها معنى

 

والأمثلة لذلك كثيرة، منها مايلي:

 

أ ـ في دروس العلوم:

 

* موضوع تركيب الزهرة: يتضمن ألفاظاً مثل الكأسوسبلاته، والتويج وبتلاته، والطلع، والمتاع، والمبيض والقلم والميسم، والبويضة وحبةاللقاح … الخ.

* موضوع تركيب الحشرة: يتضمن ألفاظاً مثل قرون الاستشعار،والتعرّق الشبكي، والعين المركبة، والأرجل المفصلية … الخ.

 

* موضوع الميزانالحساس: يتضمن ألفاظاً مثل قب الميزان، ومنشور من العقيق، ومسمار محوي … الخ.

 

ب - في دروس الرياضيات:

 

تتضمن كثير من الألفاظ مثل المكعب، والمنشور، والمثلث،ومتوازي الأضلاع، ونصف القطر … الخ.

 

ج ـ في دروس اللغة:

 

يرد كثير من الألفاظوتتضمن كثير من مهارات التخاطب والكتابة التي يمكن توظيف الوسائط التكنولوجية فيتيسير فهمها.

 

د ـ في الدراسات الاجتماعية:

 

ترد مصطلحات مثل الهضبة، والجبل،والسهل، والطقس، والمناخ، والقارات، والأرض، والخور، والخليج، … الخ.

 

وغني عنالذكر أن استخدام المعلم لوسائط الاتصال التعليمية يجنب الطلاب ترديد الألفاظوكتابتها دون إدراك مدلولها، ودون تكوين صورة ذهنية صحيحة عنها.

 

3- ـتساهم في زيادة ثروة الطلاب من الألفاظ الجديدة:

 

تقوم وسائط الاتصال التعليميةبدور هام في زيادة ثروة الطلاب من الألفاظ الجديدة، ويتضح ذلك مثلاً عند قيامهمبرحلة تعليمية لمصنع صابون مثلا، فيرى الطلاب خطوات صناعته، ثم يعبّرون عمّا شاهدوهمستخدمين ألفاظاً جديدة ذات معنى واضح بالنسبة لهم(قد يسمعونها من المهندس المرافقلهم)، مثل التسخين، والغليان، والأنابيب، والصودا الكاوية، والقِدر … الخ.

 

4-تعمل على إثارة اهتمام المتعلمين وعلى إيجابيتهم للتعلم:

 

ما الفرق بين فصلين: فيأحدهما يقوم المعلم بالشرح الشفوي (الإلقاء)، وفي الآخر يقوم المعلم ـ في نفسالموضوع ـ بتجارب عملية، أو يستعمل خريطة أو نموذج؟ تدل المشاهدات على أن الأرجح أنطلاب الفصل الأول يغلب عليهن النعاس والملل، أو الشغب والثرثرة، بعكس طلاب الفصلالثاني الذين يبدو عليهم الاهتمام والإيجابية، وتتبُع الدرس والاندماج والمشاركة فيه.

 

5- تساعد على جعل الخبرات أبقى أثراً:

 

تتصف وسائط الاتصال التعليميةبأنها تقدم للمتعلمين خبرات حية ـ أو ممثلة لها ـ وقوية التأثير، ويبدو أن هاتينالصفتين تؤديان إلى بقاء أثر ما يتعلمه الطلاب والتقليل من احتمال نسيانه.

 

وقدبيّنت بعض الدراسات أن الطلاب ينسون حوالي 50 % من المعلومات التي يتعلمونهابالإلقاء التقليدي بعد عام واحد، وتصل هذه النسبة إلى 75 % بعد عامين من دراستها،في حين بينت البحوث أن وسائط الاتصال التعليمية تساعد على التركيز وتقليل النسيان،وبالتالي تقليل الفاقد في التعليم.

 

6- تشجّع على النشاط الذاتي والتطبيق العمليلدى الطلاب:

 

تقوم وسائط الاتصال التعليمية بإثارة الحماس لدى المتعلمين وتشجيعهمعلى القيام ببعض الأنشطة بدوافع ذاتية، فمشاهدة فيلم عن تسوّس الأسنان قد يشجّعالمتعلم على العناية بأسنانه.

وإذا شاهد ـ خلال رحلة تعليمية لمستشفى ـ آثارالمخدرات على أجهزة الجسم لبعض المرضى، فربما يدفعه ذلك إلى المشاركة في جمعيةلمكافحة المخدرات، وإذا شاهد لوحة عن القيمة الغذائية لبعض الأطعمة فربما ساعده ذلكعلى اختيار نوع الغذاء الذي يعطيه قدراً أكبر من القيمة الغذائية 7تساهم في زيادة جودة التدريس:

المقصود بجودة التدريس هنا توفير الوقت والجهدوالمال وزيادة الوضوح والحيوية، ويمكن أن يتحقق ذلك باستخدام وسائط الاتصالالتعليمية، فمثلاً عند عرض المعلم فيلماً تعليمياً لطلابه يوضح مراحل نمو الطفلوخصائص كل مرحلة في وقت قصير، فإن هذا يغني عن ضياع الوقت الطويل للوصول إلىالنتائج الواضحة والحية التي يقدمها الفيلم.

 

7- تساهم وسائط الاتصال التعليميةفي مقابلة الفروق الفردية بين الطلاب:

 

لوسائط الاتصال التعليمية دور كبير فيمقابلة الفروق الفردية بين الطلاب والتي يهملها المعلمون غالباً، وكلما كانت هذهالوسائط متنوعة كلما أمكنها مساعدة الطلاب على اختلاف قدراتهم وميولهم.

 

8- تساعد على كسب المهارات وإنمائها:

 

الطريق نحو تعلُّم المهارات وكسبها هو مشاهدةنموذج للأداء وممارسة هذا الأداء، وكلا الأمرين يتطلب الاستعانة بوسائط الاتصالالتعليمية. فتعلُّم مهارة السباحة مثلاً يمكن أن يتحقق عن طريق عرض فيلم تعليميمتحرك عرضاً بطيئاً ليتمكن الطلاب من متابعة مراحل تلك المهارة، وتقليدها، وتلمُّسنواحي الضعف والقوة مما يساعد على استبعاد الحركات الخاطئة وتدعيم الصحيحمنها.

 

9- تساهم في تكوين اتجاهات مرغوب فيها:

 

إن تكوين الاتجاه المرغوب فيهوتغيير الاتجاه غير المرغوب فيه لا يتحقق بمجرد إلقاء دروس على الطلاب. حقيقة أنتكوين الاتجاهات يحتاج إلى المعلومات، ولكن ليست المعلومات كل شيء، فالقدوةوالممارسة في مواقف طبيعية مباشرة، أو باستخدام التقنيات التعليمية الحديثة أجدىوأفعل.

 

10- تساهم في تنويع أساليب التعزيز التي تؤدي إلى تثبيت الاستجاباتالصحيحة وتأكيد

التعلم:

 

ولعل أوضح مثال على ذلك استخدام بعض الوسائط التكنولوجيةالحديثة مثل التعليم المبرمج، والكمبيوتر المستخدم كمعلم خصوصي، وعن طريق هذهالوسائط تعرف الطالب مباشرة الخطأ أو الصواب في إجابتها فور إبدائها، فيتم تعزيزالإجابة الصحيحة فوراً ويستمر في تعلمها.

 

11- تساهم في تكوين وبناء مفاهيم سليمة:

 

تساهم وسائط الاتصال التعليمية في تكوين الطلاب للمفاهيم بصورة صحيحة. فعندما يستمع الطلاب مفهوم مفاعل نووي دون الاستعانة بأي وسيط يوضحه، قد يعني عندهامصنع كبير، أو ما شابه .

 

ولكن عندما يبدأ المعلم بعرض فيلماً تعليمياً يوضحالمفاعل النووي، وفكرة مبسطة عن التفاعلات النووية التي يجريها العلماء بداخله،واحتياطات الأمان التي تُتبع في العمل بداخله، فإن الطلاب يكونون مفاهيم فرعيةسليمة لمفهوم المفاعل النووي.

 

12- تساهم في زيادة فهم وتفكيرالمتعلمات:

 

يتصل المتعلم بعالم الأشياء والظواهر المحيطة به من ضغط وحرارةورائحة ومذاق عن طريق حواسه، ولا تفهم المتعلم الأشياء أو الحوادث أو الظواهر التيأمامها ما لم تُفسر لها.

ولتوضيح دور وسائط الاتصال التعليمية في عملية الفهم:

 

نعرض لتجربة حدثت لشخص كانت تنقصه إحدى الحواس رواها كنجسلي (Kingsley)،وفيها أُجريت عملية جراحية لشخص وُلد أعمى، وعندما بلغ الثامنة عشر أُجريت له عمليةجراحية، فأبصر مجموعة غير متناسقة من الأشكال والألوان والأضواء والظلال … ولكن هلفهم شيئاً مما أبصر ؟لم يفهم شيئاً، والدليل على ذلك أن الطبيب أخذه نحوالنافذة، وسأله إن كان يرى السور الذي في الجانب المقابل للشارع، فأجاب: "لا ياسيدي" لأنه لم تكن لديه فهم صحيح لمعنى السور من بين الأشكال المختلفة التيأبصرها.

 

أي أن هذا الشاب الذي سمع كلمة سور مرات عديدة، لم يفهمها، لأن الفهميتطلب الاعتماد على خبرات سبق الإحساس بها، وبخاصة الخبرات البصرية

 

 

.ولتوضيح دوروسائط الاتصال التعليمية في عملية التفكير:

 

حدث أن سأل تلميذ معلمه: "هذه الزهرةبها خيوط !! ما هذه الخيوط ؟" كان باستطاعة المعلم أن يجيب التلميذ لفظياً مباشرةبأنها أعضاء التذكير والتأنيث المهمة في عملية التلقيح وتكوين الثمار. هذه الإجابةتصدم المتعلم بمصطلحات لا قِبل له بها. إنها تطفئ غالباً شغف المتعلمبالعلوم.

 

لكن المعلم الناضج عمد إلى توجيه المتعلم إلى التفكير بأن يُمكّنالمتعلم من تحديد المشكلة بأن سأله: هل جميع الزهور بها مثل هذه الخيوط؟ فقالالمتعلم: لا أعلم .. فشجعه المعلم على جمع الأدلة ليتأكد من أن الزهور التي أمامهجميعاً بها خيوط. وعندما تأكد للمتعلم ذلك سأله المعلم: إذاً لا بد أن لهذه الخيوطوظيفة، فكيف نعرف فائدتها؟

 

واسترسل المعلم موضحاً ـ ومُلمّحاً ـ أنه لو كانت لهافائدة فإنها تظهر عند قطع تلك الخيوط من بعض الأزهار وتركها في أزهار أخرى، وملاحظةمدى وجود فارق بين هذه وتلك، ولو كانت عديمة الفائدة لما ظهر فارق. وللتثبُّت منصحة أحد هذين الفرضين يمكنك القيام بالتجربة السابقة. وعقب قيام المتعلم بالتجربةقبِل الفرض القائل بأن لهذه الخيوط أهمية في إنتاج الثمار.

 

فكأن المتعلم مربخطوات التفكير العلمي، واعتمد على خبراته الحسية التي كانت لديه قبل مواجهةالمشكلة والتي جمعها في أثناء حلها، ومن خلال مروره بالخبرات المباشرة والوسائطالتي أتاحها المعلم له.

 

13- تعمل على إشباع وتنمية ميول الطالبات:

 

من خلالوسائط الاتصال التعليمية يستطيع المعلم أن يوفر خبرات حية ومتعددة لتُشبع ميولالطلاب وتزيد من استمتاعهم بمواقف التعليم والتعلم. ويمكن أن تساهم عروض الأفلاموالرحلات التعليمية والتمثيليات الدرامية في إشباع هذه الميول وتنميته.

 

14- تساهم في معالجة انخفاض المستوى العلمي والمهني لدى بعض المعلمات:

 

لوسائطالاتصال التعليمية دور هام في علاج مشكلة انخفاض المستوى العلمي والمهني لدى بعضالمعلمين، خاصة إذا كانت هذه الوسائط مُصنّعة بواسطة أخصائيين تربويين في مجالالعلوم والتربية، كما أنه يمكن تقديم استراتيجيات حديثة في التدريس من خلال هذهالوسائط وتدريب المعلمين على ممارستها (كما في برامج التعليم المصغّر مثلاً)

 

15- تساهم في استغلال المتعلم لحواسه المختلفة:

 

فمن العيوب التي توجه للطريقةالشائعة (التلقينية) في التدريس أنها لا تتيح الفرص للمتعلم استغلال سوى حاستيالبصر والسمع مع ما ينجم عن ذلك من قصور في التعلم، في حين أن هناك حواساً أخرى لاتقل ـ بل في بعض الأحيان تزيد ـ عن هاتين الحاستين مثل حاسة اللمس وحاسة الشم وحاسةالذوق. ففي الدروس العملية الكيميائية مثلاً تصبح هذه الحواس عظيمة الأهمية.

tamer2011-com

م/تامر الملاح: أقوى نقطة ضعف لدينا هي يأسنا من إعادة المحاولة، الطريقة الوحيدة للنجاح هي المحاولة المرة تلو المرة .."إديسون"

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1662 مشاهدة

ساحة النقاش

م/ تامر الملاح

tamer2011-com
باحث فى مجال تكنولوجيا التعليم - والتطور التكنولوجى المعاصر »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

3,730,612

بالـعلــم تـحـلـــو الحـــيـاة

للتواصل مع إدارة الموقع عبر الطرق الأتية:

 

 عبر البريد الإلكتروني:

[email protected] (الأساسي)

[email protected]

 عبر الفيس بوك:  

إضغط هنا

(إني أحبكم في الله)


أصبر قليلاً فبعد العسر تيسير وكل أمر له وقت وتدبير.