الفرق بين حدود العورة و بين حدود الحجاب .
قد يقول قائل : إن أكثر العلماء قد ذهبوا إلى استثناء الوجه و الكفين من العورة ، و عليه فلا يجب سترهما ؟
فالجواب - بمعونة الملك الوهاب - أن هذا صحيح ، و لا تعارض - بحمد الله - بين ما ذهب إليه أكثر العلماء من أن الوجه
ليس بعورة ، و بين إفتاء بعضهم بوجوب ستره أمام الأجانب ، لأن حدود العورة ليست هى حدود الحجاب ، فإذا قيل - إن
وجه المرأة ليس بعورة - فهذا المذهب إنما هو في الصلاة إذا لم تكن المرأة بحضرة الرجال الأجانب
، و أما بالنسبة لنظر الأجنبي إليها فجميع بدنها هو عورة لابد من ستره
عن الأجنبي مصداقاً لقوله صلى الله عليه و سلم " المرأة عورة " رواه الترمذي في الرضاع و صححه الألباني في الإرواء
و لهذا غالباً ما نجد تصريح العلماء بأن الوجه و الكفين ليسا بعورة إنما يكون عند الكلام على شرط ستر العورة في أبواب (
شروط صحة الصلاة ) .
قال الشافعي رحمه الله في باب كيف لبس الثياب في الصلاة : ( و كل المرأة عورة ، إلا كفيها و وجهها ) اهـ الأم ج1 ص
77 . و قال أيضاً : ( و على المرأة أن تغطي في الصلاة كل ما عدا كفيها و وجهها ) اهـ
و قال الشهاب : ( و ما ذكره - أي البيضاوي - من أن الفرق بين العورة في الصلاة و غيرها مذهب الشافعي رحمه الله )
اهـ عناية القاضي ، و انظري روح المعاني للألوسي .
و قال الشيخ محمد عليش رحمه الله : ( و العورة من الحرة جميع بدنها سوى وجهها و كفيها ، و هذا في الصلاة .. ) أهـ
من كتاب منح الجليل على مختصر العلامة خليل .
و قال الإمام موفق الدين ابن قدامة رحمه الله تعالى في باب صفة الصلاة : ( و قال مالك و الأوزاعي و الشافعي : جميع
المرأة عورة إلا وجهها و كفيها ، و ما سوى ذلك يجب ستره في الصلاة ) أهـ من كتاب المغني .
و نقل عنه الشيخ محمد زكريا بن يحيى الكاندهلوي قوله ( أجمعوا على أن للمرأة كشف وجهها في الصلاة ) بذل المجهود .
و بعد أن صحح شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أنه ليس للمرأة أن تبدي الوجه و اليدين و القدمين للأجانب ، قال : ( و أما
ستر ذلك في الصلاة ، فلا يجب بإتفاق المسلمين ، بل يجوز لها كشف الوجه بالإجماع ) أهـ حجاب المرأة المسلمة.
و قال الشيخ مصطفى الرحيباني : ( لا خلاف في المذهب أنه يجوز للمرأة الحرة كشف وجهها في الصلاة ، ذكره المغني و
غيره ) أهـمطالب أولي النهى .
و قال المرداوي رحمه الله : ( قال الزركشي : طلق الإمام أحمد القول بأن جميعها عورة ، و هو محمول على ما عدا
الوجه أو على غير الصلاة ، و قال بعضهم : الوجه عورة ، و إنما كشف في الصلاة للحاجة ، قال الشيخ تقي الدين : ( و
التحقيق أنه ليس بعورة في الصلاة ، و هو عورة في باب النظر ، إذ لم يجز النظر إليه ) أهـ الإنصاف .
و قال الشي العلامة فقيه الحنابلة في وقته منصور بن إدريس البهوتي : ( و الحرة البالغة كلها عورة في الصلاة حتى ظفرها
و شعرها ، لقول النبى صلى الله عليه و سلم " المرأة عورة " ، و عن أم سلمة رضي الله عنها أنها سألت النبي صلى الله
عليه و سلم : أتصلي المرأة في درع و خمار و ليس عليها إزار؟ قال " إذا كان الدرع سابغاً يغطي ظهور قدميها " رواه
أبو داوود ؟ ، و صحح عبد الحق و غيره أنه موقوف علي أم سلمة - إلا وجهها - و لا خلاف في المذهب أنه يجوز للمرأة
الحرةكشف وجهها في الصلاة ، ذكره في المغني و غيره قال جمعٌ و كفيها و اختاره المجد و جزم به في العمدة و الوجيز
لقوله تعالى { و لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها } قال ابن عباس و عائشة : وجهها و كفيها - البيهقي و فيه ضعف - و
خالفهما ابن مسعود ، و هما أي الكفان و الوجه من الحرة عورة خارجها - أي : الصلاة بإعتبار النظر كبقية بدنها لما تقدم
من قوله صلى الله عليه و سلم " المرأة عورة " كشف اقناع عن متن الإقناع .
المصدر: م/تامر الملاح
م/تامر الملاح: أقوى نقطة ضعف لدينا هي يأسنا من إعادة المحاولة، الطريقة الوحيدة للنجاح هي المحاولة المرة تلو المرة .."إديسون"
نشرت فى 15 إبريل 2011
بواسطة tamer2011-com
م/ تامر الملاح
باحث فى مجال تكنولوجيا التعليم - والتطور التكنولوجى المعاصر »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
3,916,801
بالـعلــم تـحـلـــو الحـــيـاة
للتواصل مع إدارة الموقع عبر الطرق الأتية:
عبر البريد الإلكتروني:
[email protected] (الأساسي)
عبر الفيس بوك:
إضغط هنا(إني أحبكم في الله)
أصبر قليلاً فبعد العسر تيسير وكل أمر له وقت وتدبير.
ساحة النقاش