بيان من الراجل أبو جلابية
بقلم: طاهر البهي
نعم أنا الراجل أبو جلابية !
أنا من حققت شهرة واسعة لم أكن أنتظرها ولا حتى أحلم بها وفي زمن قياسي كمان !
أنا من قابلني شاب في منطقة روكسي؛ فطلب مني أن أسمح له بالتقاط الصور التذكارية معه لتشاهدها بنات النادي الشهير، والجامعة الخاصة التي يدرس بها !
أنا الذي تلقيت مكالمة هاتفية دولية تحمل عرضا من أحد الأثرياء من هواة المقتنيات، يعرض شراء " الجلابية " مقابل مبلغ " دولاري " محترم ! وأنا الذي لم أمسك بالدولار في حياتي أبدا ولا أعرف كم يساوي بالمصري!
فأنا يا سيدي مواطن بسيط، لم أرتد " الجلابية " من أجل المشاركة في " بارتي " كما سألتني مذيعة " العايل كوميدي " بل أنني أرتديها منذ خرجت من الدنيا؛ حيث أن الحاجة ـ أمي ـ قالت لي أنها لم تلفني في .. " اللفة " بل وضعتني مباشرة في الجلابية ؛ حيث أنها كانت تتعجل رؤيتي رجلا في التو واللحظة، ولذلك ربتني على العمل والشقى، وحرمتني من اللعب وخاصة لعب كرة القدم " الشراب ".. ولم تكن امي تدري أن اصرارها على ارتدائي الجلابية سوف يجعلني حديث الشارع المصري وربما العربي ايضا!
فالجلابية يا سيدي هي رداء بسطاء وشقيانين مصر، ويرتديها المشايخ والقساوسة، كما يرتديها البحاروة والصعايدة..
لم أكن أعلم أن " جلابيتي " سوف تشغل بال وحال مرتادي القهاوي والمنتديات والفيس بوك.. مش اسمهم كدة برضو؟
الآن أكشف لك سيدي عن سر نزولي الملعب أثناء " نكسة " مباراة الزمالك والافريقي التونسي، لقد نزلت الى الملعب ـ بعد ان سنحت وسمحت الفوضى بذلك، لأقبل اللاعبين حبايبي ـ الذين كنت سأصبح زميلا لهم في الملاعب ـ لو لم أكن أجري على أكل عيشي من صغري، لو كان معي ثمن " الاسفنج والخيط والشراب " لأصنع كورة شراب، على الرغم من أنني كنت أملك حرفنة لاعبي الحواري والساحات، فكنت " أنطق " بتشديد الطاء الكورة وأصل الى رقم فوق المية ـ 100ـ على القدمين والرأس والركبة والصدر ـ حتى أنهم كانوا يسمونني: الحريف الحافي.
الآن تسخرون مني رغم أنني أحرف من كثير من لاعبيكم الذين تشترونهم وتبيعونهم بالملايين.. الآن تحملوني خيبتكم وفوضويتكم، وتطلقون على وكستكم اسم: موقعة أبو جلابية، في حين أنني برئ من هذه الفضيحة، واذا كان حبي للكرة سوف يورطني في واقعة خيانة الوطن، فأنا منها براء الى يوم الدين.
ملعونة الكورة ـ رغم عشقي لها ـ اذا كانت سوف تفضحنا بين الأشقاء وبين شعوب العالم المتحضر.
طاهر
ساحة النقاش