إوعي الأسد

طاهر البهي

ومن أسعد الأخبار التى طالعتها على الفضائيات، خبر انفردت به أخبار مصر، مفاده أنه لوحظ أن الأسود ـ جمع أسد أو ليث أو غضنفر ـ زاد انجابها وتكاثرها فى السنوات الأخيرة، وأن البيت قد ضاق بها، وأشار الخبر صراحة أن المسئولين عن حديقة الحيوان بالجيزة قد فشلوا فى سد نفس الأسود عن الموضوع ده ! الى درجة الإفشاء عن سر خطير، هو أنه تم حقن زوجات الأسود بمواد تضمن العقم لهن، ولكن على مين ... ده أسد... ودى ... مِرات الأسد ... والخبر لم يتطرق ـ كالعادة ـ إلى محاولة تقديم تفسير علمى، ولذلك تحول الى خبر كوميدى ولكن مستفز، وبدا بعض الرجال وهم يدارون وجوههم خجلا أمام الزوجات، وهم يشاهدون الخبر المصور؛ حيث يتجول الأسود فى منتصف الكادر وهم يزأرون فى حيوية وشباب، فيما تبدو حريمهم وهن فى وضع نوم خليع ... و لست أدرى كيف مر المشهد على رقابة التليفزيون ... خاصة ونحن فى زمن حبة الفياجرا فيه بخمسين جنيه!

والسؤال هو: إيه اللى فاتح "نفس" الأسد على الخلفة بالشكل غير المسئول ده؟ ... وهل هناك عناصر مغرضة قد تكون دست عليه جرعات عالية من الفياجرا فى حلة لحم الحمير التى يلتهمها مرتين يوميا؟ ... هل يشاهد الأفلام السينمائية الحديثة على أقراص السى دى؟ ... وهل نجد أنفسنا مضطرون لعرض إعلانات حسنين ومحمدين عليهم بطريقة الكارتون؟ ... ألا يدرك هؤلاء الأسود وزوجاتهم الورطة اللى احنا فيها بسبب الزيادة السكانية؟ ... وبعدين همه هايخلفوا ويسبولنا عيالهم نعمل بيهم إيه؟ طبعا مفيش غير السيرك، ليقتحم الأشبال دوائر النار... واستفزاز المدربين، الى أن يبدى غضبه، ومن ثم ـ تانى ـ يتحقق ما شهد عليه عمنا يوسف ادريس فى رائعته "أنا سلطان قانون الوجود"...

لو فكر الأسد قليلا وتروى ... لفعل ما نفعله جميعا: فنجان يانسون دافى ... وشد اللحاف ونام بدرى..أقراص الفياجرا لن تفيدك..وإغواء زوجتك المحترمة سوف تتبعه موجات من الصياح والغضب ... قوم ودى الشبل الحضانة ... الشبل الصغير سخن ... الشبلة خرجت من الصبح ماجتش ... وعندما تفكر فى تعسيلة الضهرية، سوف توقظك أم الأشبال:

قوم  يا راجل ـ قصدى يا أسد ـ ربى عيالك.