عابلة … هل تسمعيني ؟

بداية أحب أن أسجل عظيم تقديرى للاعلامى الكبير عبد اللطيف المناوى رئيس قطاع الأخبار، الذى نجح فى تقديرى فى احداث نقلة نوعية فى شكل ومحتوى و صورة تقديم الخبر، منذ توليه مسئولية قطاع الأخبار والذى أصبح منظومة متكاملة، تضم نشرات الأخبار وقناة اخبارية، ومحطة اذاعية ... ومن خلال قربى منه فى فترة سابقة لمست خلالها جديته الشديدة، وحماسته للدماء الجديدة... وأجد من الضرورى أن أنوه أن القادم من الملاحظات لا يتعلق بنشرات أخبار مصر، بل هى ملاحظات مجمعة من قنوات متخصصة وغير متخصصة ... ولكن جميعها عربية.

ومن المناسب أيضا أن أعترف بأننى مدمن نشرات أخبار، لدرجة أصبح معها من المألوف فى منزل أسرتى الصغيرة ـ الأسرة هى الصغيرة وليس المنزل ... انتهت الملحوظة ـ أن تجد احدى ابنتى تنادى من مكان بعيد: بابا... نشرة فى التليفزيون!

وفى ثوانى معدودة تتيح لى إغلاق نشرة الراديو، ومن ثم ـ أدعوكم لتجربة عبارة : "من ثم" دى ـ أبعاد الراديو الملتصق باذنى ، والهرولة الى المدمجة، متفاديا كل ما فى طريقى من مقاعد وترابيزات ... ثم استقر فوق مقعدى المفضل..مع نهجان خفيف ... وألحظ أن الخبر الأول من النشرة "بح" باء حاء، يعنى خلص ... ولكنى متنمر للجملة المفضلة عندى، والتى تثير ابتهاجى من غير سبب ... تقولها المذيعة: ... ونتحول الى مراسلنا هناك ... هناك فين ... مش مهم ... نوفل ... هل تسمعنى جيدا؟

يرد نوفل: نعم عبلة ... أسمعك جيدا.

عبلة: يبدو أن الاتصال قد انقطع..سنكرر المحاولة بعد الفاصل!

فيما يستمر صوت نوفل: عبلة ... اسمعك جيدا ماتقفليش ... أنا باتكلم من الموبايل ... عبللللللللللة أسمعك بوضوح ... عبلة أنا واقف فى الشارع !

ولكن عبلة كانت قد اتخذت قرارها بقفل السكة ف وش نوفل. ولكن لحسن الحظ كان هناك أحد السادة المحللين، وبدأت عبلة فى إدارة الحوار معه على الفور: ماذا عن المشهد السياسى عندك؟ .. ويلاحظ أن السؤال يصلح لكل المناسبات ولكل الأزمنة، ولذلك فأنا شخصيا أستمع اليه فى كل نشرات الأخبار التليفزيونية، والإذاعية و على كل القنوات العربية.

وفجأة تتذكر أختنا المذيعة أن إلى جوارها مذيع زميل عزيز، جاء دوره فى التصوير، فتتجه برأسها يمينا ناحيته، قائلة للمشاهد بس عينها على زميلها ... الطقس لطيف نهارا سامى..فيتجه سامى يسارا برأسه فقط فى حين أن جسده لا يزال متعلقا فى صدر الكاميرا، قائلا: ولكنه شديد البرودة ليلا عبلة !... يهز الاثنين رأسيهما علامة على الموافقة بأن الطقس لطيف ولكنه شديد البرودة ... كيف؟ خليك ذوق وماتسألش ... وفى السياق لا أدرى لماذا يصعب على كثيرا زملائى المذيعين وهم يتمشون  فى الاستوديو بالعصايا أثناء حصة الشرح لقصة خبر..فى حين لا ينقصهم سوى "البشاورة"!

أما مذيع أو مذيعة النشرة الجوية، فتشعر أنه ـ أو أنها أسعد الناس ـ مبتسم أو مبتسمة ـ فى سعادة مطلقة؛ اعتقادا بأن المشاهدين مستنينها هى بالتحديد!

المصدر: طاهر البهي
taheralbahey

طاهر البهي الموقع الرسمي

ساحة النقاش

طاهر البهى

taheralbahey
الكاتب الصحفى مقالات وتحقيقات واخبار وصور حصرية انفرادات في الفن والادب وشئون المرأة تحقيقات اجتماعية مصورة حوارات حصرية تحميل كتب الكاتب طاهر البهي pdf مجانا »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

245,290