سأكتب اليوم بعون الله -سبحانه وتعالى -مقالًا عن موضوع خطير،وضرورى لجميع ،وهو أن وجه الله -عز وجل- لن تستطيعَ تخيله مهما بلغت مِن درجة العقل،ولنبدأ سويًا بطرح وجهة نظرى فى هذا الأمر الخطير الذى يتبادر إلى ذهنك ؛كلما قرأت فى المصحف الشريف ،أو كتب الحديث، أو كتب التفسير، أو كتب التوحيد....
تختلف وجوه الخلائق إختلافًا ملحوظًا ، فمثلًا تجد أن وجه الأسد غيروجه الغزال ،ووجه سمك البلطى غيروجه سمك السلمون،ووجه الإنسان غير وجه باقى المخلوقات......إلى أخره !
فتخيل أنك لم ترى مخلوقًا مِن قبل كطائرالنورس مثلًا ،وقيل لك: " تخيل شكل طائر النورس"فلن تستطيعَ تخيله مهما بلغت مِن الذكاء والعقل؛ بالرغم مِن أن طائر النورس مخلوق مثلك، وغير محجوب عنك كبعض الخلائق(الملائكة،الجن ،الشياطين) !
ومِن المتألف عليه أننا لا نرى الملائكة ،ولا الجن ،ولا الشياطين ؛بالرغم مِن وجودهم معنا على نفس الكوكب ؛فلقد حجب الله -سبحانه وتعالى -عنا رؤيتهم ؛لكى لا ننزعج مِنهم ،فهذه المخلوقات ترانا، ولا نراها،وبالتالى لن يستطيعَ أحد أن يتخيلَ وجوهم ؛لأننا لم نشاهدهم مِن قبل !
ومِن الطريف أنك لا تستطيع تخيل شكل شخص ما -غريب عنك -يحدثك لأول مرة على الهاتف ،بالرغم مِن أنك شاهدت العديد مِن الأشخاص، ولديك مخزون وافر عن أشكال الوجوه فى مخك ،و هذا نتيجة لأن الله -سبحانه وتعالى -جعل وجوه بنى الجنس بهم اختلاف أيضًا ، أى إذا كان وجه الأسد غير وجه الإنسان فأن بنى الجنس الواحد وجوههم مختلفة أيضًا فمِن النادر أن تجدَ وجهَين مُتقاربَين-التوأم ،ويكون بهما إختلاف أيضًا- !
وفى الختام، وبعد ذلك العرض فلا تتخيل وجه الله -سبحانه وتعالى -؛لأنك لن تستطيعَ الوصول إلى تلك الحقيقة ؛لأنك عاجز عن تخيل وجوه الخلائق التى تعيش معها ،وهى مخلوقة مثلك ،وبالقياس على ذلك فلا تتخيل يد الله ،ولا تتخيل أى أمر عن الله ؛لأن الله جعل لك عقلًا ؛لكى تعبده وتعمر الأرض ؛فهذه هى وظيفة العقل ،وكل ما يجب عليك هو الإيمان بالله ،وبملائكته، وكتبه، ورسله ،واليوم الأخر، والقدر خيره وشره؛فلا تترك نفسك لنفس الأمارة بالسوء ،والشيطان، والهوى،وأمن بالله بكل جوارحك فأن الدنيا ساعة لذتها الطاعة، والأخرة هى دار القرار ،وأعذنا الله، وأياكم مِن النار ،وجعل الجنة لنا، ولجميع المسلمين دار القرار !
إن كان ما كتبته صواب فهوتوفيق مِن الله عز وجل، وإن كان خطأ فمِن نفسى ،ومِن الشيطان .
