يحكمُ الكثير على الأخرين بأحكام ظالمة ، دون إلتماس أعذار لهم، وسأنقل لكم قصة حقيقية تدل على ذلك....
دخلَ طبيب جراح للمُستشفى بعد أن تم إستدعاؤه لإجراء عملية فورية لأحد المرضى ، وقبل أن يدخلَ غُرفة العمليات واجهة والد المريض ،وصرخ في وجهه : "لِما التأخر إن حياة ابني في خطر ؟ أليس لديك إحساس ؟"
فابتسم الطبيب إبتسامة فاترة، وقال : "أرجو أن تهدأ، وتدعني أقوم بعملي ، وكن على ثقة أن ابنك سيكون علي ما يرام ".
فرد الأب : "ما أبردك يا أخي ،لو كانت حياة ابنك على المحك هل كُنت ستهدأ ؟! ما أسهل موعظة الآخرين؟!"
تركه الطبيب ،ودخل غرفة العمليات ، ثم خرج بعد ساعتَين على عجل ،وقال لوالد المريض: "لقد نجحت العملية ، والحمد لله ، وابنك بخير ، واعذرني فأنا على موعد آخر"، ثم غادر دون أن يحاولَ سماع أي سؤال مِن والد المريض .
ولما خرجت المُمرضة سألها الأب: ما بال هذا الطبيب المغرور ؟!
فقالت: لقد توفي ولده في حادث سيارة ، ومع ذلك فقد لبى الإستدعاء عندما علم بالحالة الحرجة لولدك، وبعد أن أنقذَ حياة ولدك كان عليه أن يسرعَ ليحضر دفن ولده .
فنظر والد المريض فى الأرض مُحرجًا !
فالعبرة مِن هذه القصة الواقعية، يا عزيزى، القارئ هى الصبر على الأخرين بقدر المُستطاع ،وتقديم كافة الأعذار المُمكنة لهم ؛ لأن هناك قلوبٌ تتألم ولا تتكلم فلا تحكم على شيء قبل أن تعلمَ ؛ فلا تتسرع بالحكم على الناس .
عدد زيارات الموقع
121,633