ظل صحفيو الانترنت يعانون كثيرا طيلة السنوات السابقة كنتيجة طبيعية لعدم وجود كيان قانوني يحميهم من الملاحقة والسرقات الادبية وانهتاك حقوهم الفكرية, الي أن أتي نفر من شباب الصحفيين المصريين الذين اّمنوا بمستقبل الصحافة الالكترونية وضرورة وضعه في نصابه الصحيح فظهرت لنا أول نقابة للصحفيين الالكترونيين في مصر.

الشرق تايمز تلتقي الاستاذ صلاح عبد الصبور أول نقيب للصحفيين الالكترونيين المصريين وصاحب المبادرة, ,i, صحفي مصري تخرج في كلية الإعلام بجامعة القاهرة في عام 2000 ، وهو من مواليد ,محافظة المنيا في أغسطس 1977, يشغل أيضا منصب الأمين العام للاتحاد العربي للصحافة الالكترونية , يعمل حاليا رئيسا لقسم البرامج بموقع mbc.net ، ويشرف على تحرير مواقع البرامج والمسلسلات التي تبثها قناةmbc ، مثل برنامج "صباح الخير ياعرب" والنشرة اليومية mbc news والبرامج الأسبوعية المنوعة : mbc في أسبوع، سكووب، ستايل وستارز، كلام نواعم، التفاح الأخضر، جويل ، أمريكان أيدول ، وذلك من بداية 2008 وحتى الآن.

بدأ في الإعداد لإنشاء كيان عربي يعمل على حماية الصحفيين العاملين في مجال الصحافة الالكترونية، والذي بدأ برابطة تضم الصحفيين المصريين العاملين في هذا المجال على شبكة الانترنت في بداية عام 2007، وما لبث أن حقق تعاون مع بعض زملاء المهنة لإنشاء أول اتحاد عربي مهني للصحافة الالكترونية والذي يضم أكثر من 1000 محرر في مجال الصحافة الإلكترونية في مصر والعالم العربي، وهو المرجعية المهنية الأولى للعاملين في هذا المجال، وتم اختياره من قبل الهيئة التأسيسية للاتحاد ليكون أول أمينا عاما للاتحاد في مارس 2010.

مؤسس نقابة الصحفيين الالكترونيين المصرية , اطلق مبادرة لإنشاء نقابة مستقلة للصحفيين العاملين بالوسائل الإلكترونية في مصر بهدف الدفاع عن حقوق الصحفيين الالكترونيين، وتحقيق الارتقاء بالمهنة ووضع مبادئ أساسية لتنظيم النشر الالكتروني في مصر، وتحقيق الشرعية للعاملين بالمهنة.

أجري الحوار : عماد رجب

استاذ صلاح أهلا بك في الشرق تايمز .... لماذا نقابة الصحفيين الالكترونية
نقابة خاصة للصحفيين الالكترونيين حقيقة لا يمكن إنكارها، في ظل التطور السريع لميديا الانترنت فيجب أن يكون هناك كيان يضم كافة العاملين في مجال الصحافة الإلكترونية يدافع عن حقوقهم ويساعدهم في تقديم رسالتهم الإعلامية في مناخ قانوني صحيح، كما أن الصحفيين على شبكة الانترنت يواجهون مشاكل كبيرة منذ ظهور تلك الوسيلة منذ أكثر من 15 عاما نتيجة عدم وجود مظلة شرعية لهم وعدم وجود الجهات التي تدعم قدراتهم وتنمي مهاراتهم، خاصة وأنهم يعملون في وسيلة تتطور بشكل مستمر وسريع.

كما أن وجود شرعية للصحفي الإلكتروني ستساعده في تقديم رسالته الإعلامية بشكل صحيح وتسهم في حماية الملكية الفكرية للأعضاء بما يجعلهم يتجهون إلى الإبداع الإعلامي دون خوف، كما أنها ستساعد في عملية الفرز للعاملين في الوسائل الإعلامية وتظهر من يعمل بالفعل بشكل احترافي كصحفي إلكتروني، ومن يعمل بشكل فوضوي غير محترف، كما أن النقابة ستساعد في تقليل حال الفوضى الإلكترونية على الشبكة وستساعد أيضا على الارتقاء بالمهنة والعاملين فيها على السواء.


هل تأذن نقابة الصحفيين الالكترونيين بانتهاء عصر الصحف المطبوعة؟
ليست نقابة الصحفيين الالكترونيين وحدها هي التي تأذن بنهاية عصر الصحف المطبوعة ولكن الواقع العالمي يؤكد أن الصحافة الإلكترونية هي البديل المتطور للصحافة، وكل المؤشرات تؤكد أن الصحافة الإلكترونية ستكون المصدر الأول للمعلومات وستكون مهددا كبيرا للفضائيات وليست الصحف المطبوعة فحسب، وإذا نظرنا للمؤشرات العالمية سنجد أن هناك العديد من الصحف العالمية التي ألغت نسختها الورقية واكتفت بالنسخة الإلكترونية، كما أنه على مستوى التأثير والمستخدمين لشبكة الإنترنت فإن المؤشرات تتضاعف بشكل سنوي، وتشير إحصائيات الاتحاد العالمي للاتصالات أن عدد مستخدمي الانترنت في مصر بعد ثورة 25 يناير تعدى الـ 23 مليون مستخدم، مما يشير إلى وجود أكثر من 26 % من الشعب المصري يستخدم الانترنت كمصدر للمعلومات، كما أن التأثير غير المباشر للشبكة يؤكد أنها تتجه إلى الأمام بقوة بالمقارنة بالوسائل الإعلامية الأخرى، حتى أن معظم الصحف الورقية في مصر تعتمد في نسبة كبيرة من محتواها على الشبكة وكذلك الفضائيات.


هل هناك إمكانية لإجراء تعاون أو اندماج بين نقابتي الصحفيين و الصحفيين الالكترونيين
مسألة التعاون مطروحة لدينا في نقابة الصحفيين مع كافة الجهات الرسمية والمدنية وكافة النقابات في مصر وخارج مصر بما يحقق أهداف النقابة ويساعد على تقديم مزيد من الخدمات لأعضاء النقابة، فنحن على أتم الاستعداد للتعاون مع كافة النقابات سواء نقابة الصحفيين أو نقابة المحامين أو أي كيان نقابي في مصر بما يحقق أهداف النقابة، أم مسألة الاندماج فهذا أمر ربما يكون سابق لأوانه وربما يعتمد على اتجاه نقابة الصحفيين إلى تغيير لائحتها بما يستطيع ضم صحفيين إلكترونيين لها وحينها يمكننا التفكير في مسألة الاندماج بين النقابتين.

ولكننا في كلتا الحالتين نحن نقابة مستقلة تضم الصحفيين الإلكترونيين وتقدم للأعضاء كافة الخدمات النقابية سواء حدث اندماج مع النقابة أو لم يحدث.


ما هي المشاريع التي تقدمها النقابة لأعضائها وما يميزها عن غيرها
النقابة تعمل على ثلاثة محاور رئيسية الآن وستزيد من الوقت، المحور الأول هو محور الحماية الشرعية للعاملين في الوسائل الإلكترونية سواء من ناحية توفير فرص الحصول على المعلومات بسهولة من كافة الجهات والعمل على الحماية القانونية والحقوقية لهم في حالة تعرضهم لأي اضطهاد قانوني أو مهني، أما المحور الثاني لمشاريع النقابة فيتمثل في التدريب والتأهيل وكما قلت سابقا فإن الوسيلة تتطور بشكل مستمر ويحتاج العاملين في هذه الوسيلة إلى التعرف على كافة الخبرات الجديدة، بالإضافة إلى التدريب الأكاديمي والنظري فهناك اهتمام كبير بنقل الخبرات الجديدة في الوسيلة أولا بأول، بما يجعل الصحفي الإلكتروني المصري متقدما ومحترفا ويستطيع المنافسة على الساحة الإعلامية، أم المحور الثالث فهو المحور الخدمي والذي يتمثل في جوانب الرعاية الصحية وتقديم الخدمات الترفيهية للصحفيين من أعضاء النقابة، وقد قمنا بعمل تنسيق مع بعض الجهات التدريبية لتقديم خدمات تدريبية مستمرة لأعضاء النقابة، ونحن بصدد عقد بروتوكول تعاون مع المجلس المصري للأطباء لتوفير خدمات صحية لأعضاء النقابة. ونحن نقوم الآن بالإعداد لدورة تدريبية متقدمة في العمل الصحفي على شبكة الانترنت في القاهرة، وآخري في سوهاج وثالثة ستتم في الإسكندرية وسيتم تكرار هذه الدورات بشكل مستمر للوصول إلى أكبر قدر ممكن من الأعضاء.


هل هناك تعسف في ضم أعضاء للنقابة كما كنا نري في الصحفيين؟
خلال جلسات العمل الكثيرة التي تمت على مدار الشهور الماضية لوضع لائحة النقابة تخلصنا من كافة مشاكل النقابات الآخرى، فنحن نضم الصحفيين العاملين في الوسائل الإلكترونية بغض النظر عن كونهم معينين أو تم التأمين عليهم في الوسيلة التي يعملون بها، وشروط العضوية بسيطة وواضحة فالنقابة تضم في عضويتها كل صحفي يقدم ما يثبت أنه يعمل في موقع إلكتروني له مقر ثابت ووسيلة اتصال، أو يقدم أرشيف صحفي إلكتروني يثبت ممارسته للمهنة على الشبكة، وهناك تعريفات إجرائية تمت للصحفي الإلكتروني والصحيفة والموقع الإلكتروني لتضع توضيحا لنوعية الأعضاء التي تضمهم النقابة، فهي تضم الصحفيين الإلكترونيين الذي يعملون بشكل منتظم في هذه الوسيلة، ولا تضم المدونين أو كتاب المنتديات أو ناشطي الفيس بوك.

المواقع الإخبارية وصحفييها تواجه مشكلة التمويل هل تهتم النقابة بهذا الشأن؟ وما رأيك في طلب البعض بتخصيص الدول لجزء من إعلاناتها علي صحافة الانترنت؟
هذه المشكلة متعلقة بمسألة الفوضى الإلكترونية، وعدم وضوح الرؤية الإعلامية لمن يستثمر على الشبكة، كما أن هناك مشكلة مرتبطة بالمعلن الذي لم يتجه بقوة إلى الشبكة حتى الآن، ولكن مع مرور الوقت ستجد المواقع الإلكترونية الموارد المادية التي تؤهلها للبقاء والمنافسة، ولكن عليه العمل على ثلاثة أشياء رئيسية لعل أبرزها هو اختيار مواردها التي تعمل بشكل احترافي متقدم، وأن يكون هناك خطط واضحة للمواقع وجمهور مستهدف معروف لديها، ولكن هذه المشكلة ناتجة عن سوء التخطيط لهذه المواقع وعدم اعتمادها على كوادر محترفة، أما بخصوص اتجاه المعلن للشبكة فإنها مسألة وقت.

عوائق أخري تقابل الصحفي الالكتروني؟
أكبر العوائق التي تواجهنا الآن هو عدم وجود قوانين أو تشريعات تنظم العمل الصحفي على شبكة الإنترنت، والمشكلة الأكبر أننا لم نجد ما نبني عليه، ولذلك هذا الأمر هو الشغل الشاغل لنا في مجلس النقابة في ضرورة وضع تشريعات تنظم النشر الإلكتروني على الشبكة وتحافظ على الملكية الفكرية للصحفيين، وهناك أفكار كثيرة لذلك ولكنها تحتاج إلى دعم ونحن نبذل الكثير من الجهد لسد هذه الثغرات والوصول إلى تشريعات تسهل العمل الصحفي وتساعد على حماية حقوق الصحفيين على الشبكة.


ما الفارق بين الاتحاد العربي للصحافة الالكترونية ونقابة الصحفيين الالكترونيين؟
النقابة كيان قطري يضم الصحفيين المصريين العاملين في شبكة الانترنت مهما كانت جنسية الوسيلة التي يعملون فيها، وتسعى لتقديم الخدمات النقابية والرعاية العامة لحقوق أعضائها، أما الاتحاد فهو كيان إقليمي عربي شامل يسعى لتحقيق أهداف مهنية عامة تساعد على الارتقاء بمهنة الصحافة الإلكترونية في كافة الأقطار العربية، وإثراء المحتوى الإلكتروني العربي على الشبكة، كما يسعى لتقديم ثقافة رقمية متقدمة ووضع قاعدة بيانات متطورة للإعلاميين العرب العاملين على الشبكة وتحقيق التشابك بين المؤسسات الإعلامية بما يخدم القضايا العربية عموما.

أحلام مستقبلية .. ممكنة
وجود قانون لتنظيم النشر الإلكتروني على شبكة الانترنت في مصر وفي العالم العربي.
إنشاء شبكة إخبارية ضخمة تنقل الأخبار والمعلومات بكل لغات العالم وتكون مصدرا للوسائل الغربية وليس العكس.
أن يكون المحتوى الإلكتروني العربي موجودا بقوة على الشبكة كما هو الحال بالمحتوى الإلكتروني الإنجليزي.
وجود محركات بحث عربية قوي وتساعد على تقديم خدمات قوية للمستخدم العربية ومنافسة المواقع العالمية مثل جوجل وياهو وغيرها.

وجود شبكة تواصل اجتماعي عربية تنافس فيس بوك

كلمة أخيرة توجهها لشباب الصحفيين الالكترونيين
إن الصحافة مهنة عظيمة تستحق إن تفخر بأنك تنتمي لها، وعليك أن تكون على قدر مسئولية الصحفي، فعليك احترام من تخاطبه وأعلم أن الكلمة التي تكتبها قد تساعد في تغيير ثقافة ووعي أحد الأفراد فكن حريصا على تقديم المعلومات الصحيحة والصادقة وأعلم أنك تعمل كمراقب في المجتمع الذي تعيش فيه، فأخلاقيات المهنة يجب أن تحترم وعليك مسئولية تنوير المجتمع فبحجم هذه المسئولية أعمل لتحقيقيها، لا تتوقف عن طلب العلم للارتقاء بنفسك ولا تبخل في نقل خبراتك لأحد.

في نهاية اللقاء لا يسعنا الا أن نهنىء الاستاذ صلاح عبد الصبور و اعضاء النقابة علي الانجاز التاريخي الكبير ونتمني لهم كل التوفيق .. شكرا أستاذ صلاح

 

shreetalahdas

http://kenanaonline.com/shreetalahdas