الحمار الحي .. بقلم ريان علوش

الحمار الحي.... بقلم/ ريان علوش

عادة لا أهتم بالإعلانات التي تطلب موظفين

ولكن كان لذلك الإعلان وقع في نفسي فهم لا يريدون سوى عاملا في إحدى المزارع ،،وأهم ما فيه أن الخبرة غير ضرورية

حزمت أمري في اليوم التالي وتوجهت إلى العنوان الموضوع في أسفل الإعلان

كانت بوابة المزرعة ضخمة يقف في منتصفها كلبا أشار لي بالدخول وأصطحبني إلى الداخل حيث مكتب السكرتيرة

ربت على رأس الكلب ولم أستغرب تصرفه فعلى ما يبدو أن صاحبه قد دربه طويلا حتى أتقن عمله

بدخولي إلى مكتب السكرتيرة لاحظت أنها كانت متوسطة الجمال ،،فأكبرت ذلك بصاحب العمل حيث بدا لي بأن ما يهتم به هو العمل فقط دون أي إهتمامات أخرى ولكن وبعد أن وقفت لتدلني على مكتب صاحب العمل نظرت إلى مؤخرتها فأكتشفت بأنها عنزة

لم أجد متسعا من الوقت كي أعجب من وضع السكرتيرة لأنني عندما دخلت إلى غرفة المدير كان عبارة عن ثورا ضخما يضع قرطا في أنفه وقبل أن ترتسم دهشة أخرى على وجهي أشار لي بالجلوس فجلست ثم خار خوارا شجيا دخلت على إثره حمارة جميلة قدمت لي كوبا من الحليب الطازج مع غمزة من طرف عينها على سبيل المواعدة

كانت صدمتي كبيرة مما يجري من حولي ولكن عندما قرأت لوحة على الحائط مكتوب عليها بخط جميل:لقد تحقق ما وعدتكم به فحافظوا عليه

هممت بالانصراف ولكنني صرفت النظر مفضلا أن أمضي حتى آخر لحظة من مغامرتي

بعد أن حدثني مطولا عن ضرورة التقيد بمواعيد العمل إصطحبني كي يطلعني على أقسام المزرعة

كانت المزرعة تعج بمختلف أنواع الحيوانات التي تعمل بجد ونشاط دون أن تهتم بوجودي وهذا ما زاد باستغرابي

في ركن متطرف كان سياجا شبكيا عاليا حيث بدا لي مجموعة من النساء والرجال والأطفال وعندما أقتربت من السياج خافوا وتكوروا في الزاوية وكانهم يرون خصما أتى للإنتقام ،،ولم أفق من دهشتي إلا على صوت المدير قائلا :نحن في مزرعتنا نحرص على هذه الأنواع والتي لم يبقى منها إلا أعدادا محدودة نتيجة الكوارث التي حلت بهم

كلامه هذا ورؤيتي لبني جنسي يعاملون بهذا الشكل جعلني أعود من حيث أتيت غاضبا ولكن بمروري من أمام مرآة موضوعة في الممر جعلتني أصحو من غفلتي

إذا انا لست بشريا مهددا بالإنقراض

طويت زيلي مبتسما وحركت أذناي بسرور وعدت إلى صاحب العمل كي أستلم مهامي الجديدة .