الشاعر أحمد جميل من ديوان سأرسمُ شكراً
ذاك هو الشعر
أن تضاجعَ الرصيفَ عنوةً حتى يلدَ
مارة ًحفاة
أن تتمعنَ في العدم
ترى العري ناقصاً من الشهوة
تمد يدَكَ نحو اللاوعيّ
تؤكد الوقوف لغيرك
أن تحاسب العصا و الطريق
و تقول للأشياء : ً
كم عمركِ
و كم تصبر على الظلام ؟
و ما هو الصوت ؟
شفافٌ مثلُ سمعي ؟
أن تقفَ على رأسِك كي تلقى
الأفق معتذرا ً
أن توافقَ على تقلب الليل
أن تخاطبَ الحجر :
هل أتعبك الرمي ؟
أن تقابلَ رجلا ًفي الأربعينَ مغادراً
أن تسأله :
أي خبرٍ في الجريدة هو الأهم
اقرأه لي
و أعِدْ ما قاله المسافرُ للبحر
هل جمعَ الأصداف مثلما وعد؟
هل ترك وصية ًعصماء؟
هل تحس مثل النبض ؟
أن تصطاد من القفص كي
تطلق في الفضاء
أن تحبّ الأرض ملء فمك
أن تحملَ الماء و الطين و الرشد
أن تحدثَ الشوك حتى يلين
أن تعد للنار طعاماً
و للبأس ِ وردتين
أن تركضَ خلف سنبلةٍ غرقى
في اليابسة
تنتظر انحناءة ً من الشمس
و إن رمت حجاباً
ذاك هو الشعر ..
ساحة النقاش