الولى... بقلم عبد الصبور السايح
انتشرت حوله حكايات كثيرة فى منتهى الغرابة ، قالوا أن ثعبانا ضخما له ملامح مرعبة يحرس قبره ،وأقسم كثيرون أنهم شاهدوا هذا الولى بقامته الفارعة وجلبابه الابيض وعمامته الخضراء وهو يحرس القرية وحقولها الواسعة فى الشتاء القارس،وقال اخرون انه ينتقم ممن يسيئون اليه او يسخرون من كراماته ، ولاننى ممن لا يتقون كثيرا فى الشائعات قررت ان اضع يدى على حقيقة الامر ،محاولا اقناع ذاتى بان ما يروجه الناس فى مثل هذه الامور لاينبغى علينا ان نصدقه لمجرد انتشاره حين دخلت المقام ذات ضحى متوجسا ، لم أر غير شاهد قبر عليه عشرات الاثواب الملونة و قد تناثرت حوله مئات الشموع التى لم تستخدم ،وقفت للحظات أتأمل بناء المقام وزخارفه وقد مرت فى خاطرى أسماء عديدة لأصحاب مقامات كثيرة تنتشر فى طول البلاد وعرضها ، ثمة لاءات عديدة كانت تتردد فى داخلى معتقدا ان اخلاصنا فى التوحيد يتنافى كلية مع ما ينتشر فى بلادنا من خرافات قيل ان أنصرف سمعت صوتا يترقرق فى مسامعى : _ كن مع الله ..يكن معك كان الصوت هادئا جعلنى اشعر بالامان فرحت افتش عن مصدره الا اننى لم اجد فى المكان احدا سواى.
ساحة النقاش