أخْطُو ابْتِدَاءً مِنْ هُنَا
مِمَّـا تَبَقَّى مِنْ فُتَاتْ
وَهُنَاكَ يَبْدَأُ مِنْ هُنَايَ
لِتَسْتَقِينِي أحْرُفٌ
غَيَّمْتُهَا قَبْلَ المَمَـاتْ
وَكَأنَّنِي ..
قَدْ كُنْتُ أعْرِفُ أنَّنِي
سَأعِيشُ يَوْمًـا
فِيْ نُصُوصِ الأمْنِيَاتْ
أَبَدِيَّةٌ .. لا أدَّعِيهَـا
رُبَّمَـا كَانَ الخَيَالُ مُخَضَّـبًـا
بالرُّوحِ حِينًا ..
فَادَّعَاهَـا .. ثُمَّ مَـاتْ..!
أمَّـا أنَا
لَوْ كُنتُ أعْلَمُ
أنَّ فِي البَرَّيِّـةِ الظَّلْمـاءِ
شَيئًا..
لَمْ يَمُرَّ بداخِلِي ،
كُنتُ ادَّعَيْتُ
كَمَا ادَّعَى الطَّوْقُ النَّجَاةْ
لَكِنَّنِي السُّفُنُ الغَرِيقَةُ
كُلُّهَا
لَـمْ يَنْجُ مِنِّي ..رُبمَا
طَافَتْ عَلَى وَجْهِ القَصِيدةِ
مَا تَبقَّى مِنْ حَيَاةْ
هِيَ بَعْضُ بَعْضِي
أحْرُفٌ
تَحْبُو عَلَى وَجَعِ البَقَايَا
تَسْتَحِيْ
أنْ تَذْكُرَ القُبْطَانَ
عِندَ تِلاوَتِي شِعْـرًا
تُتَمْتِمُنِي بِدْمْعٍ فِي الخَفَاءْ
والبَحْرُ يَسْمَعُ ،
لَمْ يُحَرِّكْ نَبْضَةً
فِيْ جَوْفِهِ المَسْجُورِ بيْ ،
لَمْ يُبْدِ شَيْئًا مِنْ حَيَاءْ!
وأنَا أنَا ..
أنَا مَنْ رَوَيتُ الأبْجَدِيَّةَ
مِنْ دِمَائِي
كُلَّمَا قَالتْ أحِبُّكَ
كي أردِّدَهَا قَصِيدَةْ
فِيْ كُلُّ أحْرُفِهَا أحِبُّكَ
وَزنُهَا حَتَّى أحِبُّكَ
كُلُّ بَيتٍ
كَانَ يَحفُرُ مِنْ دِمَاءِ القَلبِ
أوْدِيَةً جَدِيدَةْ
أنَا لَسْتُ وَحْدِي
كَي أمُوتَ مُجَرَّدًا
مِنْ حُبِّهَا
مَازالَ مِنِّي
فِي بُطُونِ الأمْنِيَاتِ
دُنَىً تَلِيدَة
وأنَا أنَا
أنَا مَنْ عَصَرتُ الآهَ هَمّـًا
شَفَّنِي وَجَعُ البَلابلِ
ذَاتَ لَحْنٍ
فَوقَ أغْصَانِ الخَرِيفْ ..
لَمْ أقْتَرِفْ
مَـا يُوجِبُ الإعْدَامَ حُبّــًا
فِي بِقَاعٍ مِنْ نَزِيفْ!
إنَّ اقْتِنَاصَ الحُبّ
فِي دُنْيَايَ
حِينًا ، فُرْصَـةٌ
لِلْعَاشِقِ المَكْلُومِ
فِي أَمَلٍ كَفِيفْ!
إنِّي عَلَى لَهَفَينِ أمْضِي
فَوْقَ أوْجَاعِ الطَّرِيقْ
قَدَرُ الوُصُولِ يَشُدُّنِي
فَأسِيرُ مُرْتَجف الخُطَى
وأنِينُ صَوْتِ الآهِ
يَمْلؤنِي حَرِيقْ
رِفْقـًا بِهَذَا الدَّرْبِّ !
قُلْتُ بِرَجْفَةٍ:
مَا سِرُّ تَمْتَمَتِي
بِصَوتٍ خافِتٍ
أنَا مَا ارْتَكَبْتُ جِنايةً
فِي الشِّعْرِ تُتْلَى
في الخَفَاءْ
أبَدِيَّتِي ،هِيَ بَعْضُ بَعْضِيْ ،
أحْرُفٌ لا تَدَّعِي
مَا لَيْسَ فِيَّ ،
وَلَيْسَ مِنِّي ،
لَيْسَ شَىءٌ مِنْ بَقَايَايَ افْتِرَاءْ
فَلِمَ التَّوَجُّسُ خِيفَةً
يا بَحْرُ حَتَّى
تُقْبَر الأيَّامُ فِيكَ
وَلَمْ يُخَالِجكَ الحَيَاءْ
وَلِمَ التأمُّلُ لَهْفَةً
يَا صَاحِبيْ وَقْتَ الرَّحِيلِ
وَلنْ يُرَافِقَنِيْ سِوَاكْ
لا شَىءَ يَبْقَى هَاهُنَا
فَلِمَ التَّأخُّـرُ يَا هُنَايَ
عَنِ الرَّحِيـلِ .. إلى هُنَـاكْ.
_________________
#أغاريد الجيل الجديد #أحمد البرعي
قصيدة: #مراسم الأبدية
https://www.facebook.com/agarridgeneration
ساحة النقاش