<!--<!--<!--

كيف يصبح يومك وكيف تكون حالتك النفسية عندما تنقطع المياه؟ أغلبنا يشعر بالعصبية والضيق، وخاصة إذا طالت الفترة.

هذا الصباح، انقطعت المياه فقلنا: لعل الموتور مغلق، ثم سمعنا أن هناك ماسورة مكسورة في الشارع الرئيسي المجاور لنا، وأن المياه قد تظل مقطوعة 3 أيام لحين إصلاح الماسورة. انتابنا شيء من القلق والضيق، إذ لم يكن لدينا مخزون من المياه يكفينا 3 أيام للشرب، والطبخ، والوضوء، والنظافة وغير ذلك.

درس عملي جداً في أهمية الماء، وفي أن قطرة الماء التي تذهب لا تعود، وفي كيفية الحفاظ علي الماء... درس أبلغ من آلاف المواعظ والخطب حول الماء. كان الموقف أيضاً تمريناً علي التفكير الإبداعي! وكان له فوائد أخري كثيرة... فقد بدأنا نفكر كيف نحصل علي ماء، وكيف نوفر كل قطرة ماء لدينا.

وهذه بعض الأفكار التي عزمنا علي تنفيذها:

  • أن نبحث عن مكان قريب لم تنقطع عنه المياه لنملأ منه بعض الزجاجات البلاستيكية.
  • أن نقضي اليوم خارج المنزل في نادٍ من النوادي مثلاً، واقترحت أن نذهب إلي ساقية الصاوي ونجلس في قاعة النهر، وسرحت بخيالي كيف سيكون يومي وأنا جالسة أقرأ أو أعمل علي اللاب توب أمام صفحة النيل (الخضراء من التلوث، بس مش مهم.. آهو نيل باردو!)
  • أن نصوم في اليوم التالي إذا استمر انقطاع المياه، لأننا لن نحتاج استخدام دورة المياه، ولا إلي غسل أيدينا كثيراً خلال اليوم، ولا غسل أدوات الطعام إلا مرة في اليوم تقريباً.
  • أن نصلي كلا من الظهر والمغرب في آخر الوقت، بحيث نتوضأ مرة واحدة لكل من الظهر والعصر، ومرة واحدة لكل من المغرب والعشاء.
  • كما قررنا أن نقتصر في الوضوء علي فروض الوضوء، فنغسل وجوهنا مرة واحدة، وأيدينا إلي المرافق مرة واحدة، ونمسح رؤوسنا مرة واحدة، ونغسل أرجلنا إلي الكعبين مرة واحدة.
  • ونويت مراجعة أحكام التيمم..
  • وفكرنا كذلك أن نقتصر بعد الطعام علي مسح أيدينا في منديل وخاصة إذا لم يكن الأمر يستدعي غسل أيدينا بالماء.

وخطر في بالي خاطرة عن كيف يعيش الناس في المناطق الفقيرة التي تنقطع فيها المياه معظم الوقت، وكيف أن حالتهم الصحية ستتأثر، وكيف أنه من الصعب جداً أن يكون لديهم حس جمالي وهم يعانون من عدم النظافة أصلاً، والتي هي أساس الإحساس بالجمال. وشعرت أننا في نعمة كبيرة جداً لا ننتبه إليها إلا حين تزول عنا.

والحمد لله فقد أدركت كل هذه الإيجابيات أثناء انقطاع المياه فزال عني ما كنت أشعر به من ضيق في باديء الأمر، حتي أنني كنت متحمسة أن أشرك أهل بيتي في هذه الأفكار، ولكني شعرت أن الوقت لم يكن مناسباً بالمرة، فليس كل ما يعرف يقال، وليس كل ما يقال حضر وقته. وتذكرت الحكمة التي تقول أن في كل بلية نعمة، بل نعم، خفية. وأظن أنه كلما عظم الخطب، كلما عظمت النعم المتخفية في ثناياه لأن الله هو العدل، ولكن المهم أن يلهمنا الله وقتها القدرة علي التفكير بإيجابية ورؤية هذه المنح الربانية.

الأخبار السعيدة أن انقطاع المياه لم يدم سوي 3 ساعات تقريباً، ولله الحمد والمنة.. والآن أسأل نفسي سؤالاً: يا تري لو كان انقطاع المياه دام 3 أيام فعلاً، هل كنت سأظل قادرة علي الاحتفاظ بهذه النظرة الإيجابية؟ ... أشك :)))

المصدر: إعداد/ هدي الرافعي
  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 64 مشاهدة
نشرت فى 26 نوفمبر 2010 بواسطة self-development

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

4,893