يا ترى لما هاكبر أعمل إيه؟؟ أتجوز ولا لأ؟!
أنا عندي 17 سنة كان نفسي أعيش حياة طبيعية.. بس شاءت الأقدار وشاء الرحمن أني لا أعيش حياة سوية.
كان عندي 8 سنين عندما سافرنا نحن وأقاربنا، وكان ابن عمتي ينتهز الفرص لكي يغتصبني عندما لا يوجد أحد في المنزل، وأصبح يشعل النار حولي عندما أسأله لماذا يفعل هذا؟ وماذا تفعل من الأصل؟!! ما كنتش عارف حاجة خالص عن اللي بيعمله، وكان مفهمني إن ده أمر طبيعي بيحصل بين الناس.
وكان يقول لي إنه سوف يحرقني إذا أخبرت أحدا، ورجعنا وكبرت ومشيت الأيام.. وفجأة أحسست بإحساس غريب فعلا؛ وهو أني أنظر للرجال أيضا مع النساء، وسميت بأني "شاذ جنسيا"، وأنا الحمد مش باعمل أي حاجة تغضب ربنا؛ علشان ده فعل منكر وحرام كبير.
وأنا الآن باتعذب كل ثانية بتفوت، وباحس إني نفسي أموت ولا أعيش العيشة دي.
يا ترى لما هاكبر أعمل إيه؟؟ أتجوز ولا لأ؟! وأنا أيضا عندي رغبة في النساء؛ ولكن هل سأظلمها معي؟؟ وهل سأدخل النار؟؟ وهل أسامح قريبي هذا؟؟ كل هذه أسئلة مش عارف رد ليها؛ بس والله مش ذنبي، أنا عارف إنه ابتلاء بس صعب أوي؛ أنا عايش كأني اتنين مش واحد؛ أنا وش ومن داخلي فيه شخص آخر.
أرجو أن تكونوا رحماء معي، ماكانش ذنبي والله، ولا تتهموني. وأرجو أن تردوا عليّ، وما تنسونيش من دعائكم لي، ولو كان بالموت والرحمة في القبر وإدخالي الجنة، والله يشفي كل مريض يا رب.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الصديق العزيز السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. ما تعانيه هو حالة نسميها "انحراف التوجه الجنسي"؛ وهي حالة نفسية قد تحدث في البعض دون أسباب واضحة؛ بحيث يشعر بالرغبة الجنسية تجاه بني جنسه، وهو انحراف للفطرة الطبيعية قد يحدث كنتيجة لأساليب تربوية خاطئة تتسم بالقسوة والعنف، أو كعرض لاضطراب الهوية الجنسية؛ بحيث يكره الإنسان جنسه، ويشعر في داخله أنه ينتمي للجنس الآخر.
أو قد يحدث نتيجة للتجربة؛ بالممارسة في الطفولة والمراهقة، أو الاغتصاب مثلما حدث معك في طفولتك، وأثناء تطورك الجنسي الذي وجهك من الناحية النفسية لبني جنسك، وهي أول محطة في الشذوذ، أو المثلية الجنسية؛ بالرغم من أنك لا تمارس الشذوذ بالفعل في الوقت الحالي، وحقا ما حدث لك هو ابتلاء، لو صبرت عليه لأثابك الله، وأعانك وعوضك خيرا؛ لكن لا بد لك من خطوات فعلية تتبعها حتى تهدأ بإتباعك للتفكير والسلوك السوي:
1- خفف من جلد ذاتك؛ لأن ما حدث لم يكن بإرادتك، ولم تكن تفهم معناه؛ لكن اعترف بأنك حزين ومكتئب لما فعل بك في طفولتك، وأنك غاضب، ولن تستطيع أن تسامح من فعل فيك ذلك، وربما غاضب أيضا من أهلك؛ لأنهم تركوك معه واطمئنوا له، فقصروا في حقك، وغاضب من عمتك التي لم تحسن تربية ابنها.
2- اتجه للأنشطة التي تمتص الطاقة الجنسية وتهذبها؛ وخاصة الرياضة، والتي ستساعدك أيضا على تكوين علاقات سوية ببني جنسك، يكون هدفك وتفكيرك فيها نحو الرياضة، أي بعيدا عن الجنس.
3- لا تتردد في الانضمام لدور تحفيظ القرآن، وهنا أيضا أنت تنضم لجماعة تبني فيها قيمة روحانية، وتدخل فيها في علاقات سوية من بني جنسك.
4- عليك بتهذيب الطفل بداخلك، والذي يجرك للماضي دائما ويذكرك بما حدث، استمع لهذا الطفل أي تعرف على مشاعرك، وعبر عنها في حينها؛ حتى تتمكن من رصد اللحظة التي تندلع فيها شرارة الرغبة تجاه رجل؛ كأن تجد نفسك مشدود له بشكل غريب أو تود أن تراه في كل وقت ولا تقوى على بعده مثلاً عندئذ اعلم أن مشاعر الطفل بداخلك تجرك نحو رغبة شاذة فتعلم كيف ستروضها.
5- تعلم الكثير حول الجنس الآخر.
6- لا تنسَ الدعاء حتى تبرأ من هذا الابتلاء بأمر الله.
7- إذا لم تستطع التغلب على الأمر بمفردك فلا تتردد في الذهاب للطبيب النفسي؛ لأنك حينئذ ستكون بحاجة لجلسات نفسية تبصيرية، وعلاج معرفي سلوكي؛ لمساعدتك على التغلب على هذا الداء.. شفاك الله وعافاك.
د.نهلة نور الدين خافظ
اخصائي الطب النفسي
ومستشار نفسي بالمواقع الألكترونية