هل له علاج ؟ وهل العلاج مفيد؟ هل من الممكن ان يتوقف المدمن عن التعاطي نهائيا ؟

قبل الاجابة علي هذه التساؤلات يجب ان نعرف معني الإدمان    والذي يعني التعلق بشيء ما والزيادة التدريجية في التعلق بهذا الشيء مع مرور الوقت حتى تصل الشخصية الادمانية في نهاية المطاف إلى أن يكون هذا الشيء (المخدر) هو المحور الذي تدور حوله حياة الشخص كلها مما يؤثر على حياته الاجتماعية تدريجيا والاحساس الأولي باللذة الناتج من هذا السلوك الادماني هو المحرك الأساسي للسلوك المميز لهذه الشخصيات ولذلك فهي تجرب سائر أنواع المخدرات حيث أنها عند الاعتماد على مخدر معين تصل إلى درجة من التحمل لتعاطي هذا المخدر لا تمكنها من استرجاع نفس الإحساس والشعور باللذة وهو ذلك الاحساس الذي يظل المدمن يبحث عنه بصفة دائمة ومن وقت لآخر عن طريق الانتقال من مخدر للتالي حتى يصل به الأمر في نهاية المطاف إلى الاعتماد على أكثر من مخدر في وقت واحد.. ولا يشعر أصحاب تلك الشخصيات بالمسئولية الدائمة تجاه أحد. وحياته شديدة التقلب شديدة الاضطراب من العوامل الهامة التي لا يجب اغفالها وهي ان مدمن المخدر لا يبدأ إدمانه بتعاطي المخدر بل انه مدمن من قبل ان يتعاطى المخدرات بفترة طويلة قد تصل لسنوات وهو ما يتضح من خلال التعلق بلعبة معينة مثلا في الطفولة ثم الانشغال بها فقط دون الالعاب الأخرى ويزداد الوقت الذي يستغرقة الطفل في ممارسة هذه اللعبة تدريجيا حتى يمل منها وينتقل للعبة أخرى وهكذا.
هل يجدي العلاج النفسي مع الشخصيات الادمانية ؟
ان العلاج الدوائي وحدة لا يجدي ولا يمنع الانتكاسة كما انه من خلال العرض السابق يتضح لنا مدى التعقيد والتشابك في تركيبة هذه الشخصية وهو ما يؤكد ضرورة الاعتماد على برنامج علاجي بنفس المستوى من التعقيد وليس المقصود بالتعقيد في البرنامج العلاجي هنا صعوبة البرنامج ولكن المقصود هو تعدد الوسائل العلاجية المعتمد عليها والتي غالبا ما تكون ( العلاج المعرفي لتعديل الافكار الخاطئة عن للاستبصار بطبيعة السلوك الادماني لدي المريض ، العلاج التحليلي لمساعدة المريض علي التحرر من الصراعات اللاشعورية والتي تدفعه بطريقة قهرية مرارا وتكرارا للانتكاسة ، العلاج الجماعي ومهارات السيكودراما وذلك لمساعدة المريض على الاندماج في المجتمع مرة أخرى من خلال اكتساب بعض المهارات الاجتماعية التي قد تعوقه عن التفاعلات مع الاخرين بصورة فعالة وبناءة قبل الدخول في المرحلة الأخيرة من العلاج وهي مرحلة التأهيل الاجتماعي والتي يتم من خلالها تجهيز المريض للدخول في المجتمع بعمق واعادة الدمج بطريقة كاملة وخاصة لدى مدمني المخدرات)
الوصمة الاجتماعية :
من المشكلات الكبيرة التي تواجه المعالجين لمدمني المخدرات فقط دون الادمانات الأخرى نظرا لأنه في الادمانات الأخرى قد يعود الضرر على الفرد والمجتمع أما في الادمانات الأخرى يعود الضرر على الفرد فقط دون ملاحظة المحيطين لذلك كإدمان العمل او الانترنت مثلا ولذلك فإنه من المهم جدا محاولة وضع موضوع الوصمة في الاعتبار حتى تكون مساعدة مريض الإدمان فعالة ومنع الانتكاسة.
وأخيرا الإجابة على التساؤلات السابقة نعم لها علاج والعلاج مفيد جدا اذا ما تم بطريقة صحيحة
نعم من الممكن ان تتوقف الشخصية الادمانية عن التعاطي نهائيا اذا وضع المريض في الاعتبار السمات الخاصة بهذا المرض وهي انه مرض مزمن يحتاج لفترات طويلة حتى يتعافى منه نهائيا ويمكن ان ناخذ مريض السكر كمثال هنا في هذه الحالة فهو لا يتعافى نهائيا من مرض السكر في معظم الاحوال الا انه لو التزم بالبرنامج العلاجي وجرعة الأنسولين لا تحدث له مضاعفات وكذلك لو التزم مريض الادمان بالبرنامج العلاجي فإنه بإذن الله تعالى يتفادى الانتكاسة

 


اخصائي اجتماعي

محمود رفاعي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 709 مشاهدة
نشرت فى 27 سبتمبر 2013 بواسطة se7anafsiaatfal

وحدة الطب النفسي والإدمان للاطفال والمراهقين م.حلوان

se7anafsiaatfal
تنمية الطفل من الناحية العقلية والنفسية جانب أساسي في مفهوم الصحة الجيدة. هدفنا هو الوصول لحياة صحية سليمة ومليئة بالحيوية، وليس فقط الخلو من الأمراض.ونظرا لأهمية الطفولة كحجر أساس لبناء شخصية الإنسان مستقبلا وبما أن لها دور كبير في توافق الإنسان في مرحلة المراهقة والرشد فقد أدرك علماء الصحة النفسية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

168,884