ساعات أبيّن لها إني فهمت وأغضب منها


السلام عليكم.. أنا سيدة متزوجة وعندي بنت.. المشكلة إنها من عمر سنة ونص بتعمل العادة السرية، مش بشكلها الطبيعي ولكن تحك نفسها في المخدة، وهي دلوقتي عندها 6 سنوات.


أول امبارح دخلت نمت ولما خرجت لاقيتها واخدة المخدة بين رجليها ورايحة جاية عليها ولما شافتني توقفت بكسوف.. كذا مرة ألاقيها بتعمل كده بس أنا مش عارفة أعمل معاها إيه؟


ساعات أبين لها إني فهمت وباغضب وأقول لها "اقعدي عدل"، بس أنا خايفة عليها ومش عارفة أتصرف معاها إزاي؟ أنا بطلت أسيبها لوحدها، بانام معاها في نفس الوقت.



أعمل إيه معاها؟ وهل لما تكبر الموضوع هيكبر معاها؟ علما بإني وزوجي محافظين جدا ومش بنظهر أي شيء أمام الأولاد حتى لو قبلة بريئة.




سيدتي الفاضلة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. نستطيع تلخيص استشارتك في أن ابنتك تمارس العادة السرية من عُمر سنة ونصف وحتى الآن، فماذا أفعل معها؟ وهل يعنى ذلك أن ثمة مشكلات ستواجهنا معها حينما تكبر بخصوص الأمور الجنسية؟

والآن دعيني أفسر لكِ ماذا تعني العادة السرية عند الأطفال.. العادة السرية عند الأطفال ما هي إلا أمر نتج بالمصادفة نتيجة لتعرية الطفل، خاصة أثناء التدريب على الحمام، ثم يحاول الطفل اكتشاف جسمه بما في ذلك الأعضاء التناسلية، وقد يصادف مداعبة الطفل للأعضاء التناسلية متعة تجعله يعاود التجربة مرة ومرة وهكذا إلى أن تصبح عادة قد يلجأ إليها كلما ضاق بأمر ما، كأن يعنفه أحد الوالدين أو شعوره بالملل لبقائه بمفرده، أي أنه قد يلجأ إليها ليعادل شعوره بالإحباط أحيانا.

وهل يعني ذلك أن الطفل يعاني من أي آفة نفسية؟ بالطبع لا؛ فكثير من الباحثين الآن يعتبرون أنها ظاهرة طبيعية.. ومتى نعتبر أن الأمر خرج عن الحدود الطبيعية؟ نعتبر ذلك حينما يفرط الطفل في الممارسة، بحيث يترك أنشطة أخرى ممتعة ويقوم بالممارسة، أو أن يفعل ذلك أمام الآخرين في المدرسة مثلاً دون حرج، أو نتيجة لفقده القدرة على أن يسيطر على نفسه في هذا الأمر، أي أنها في هذه الحالة تكون قد أخذت الشكل الوسواسي أو الفعل القهري الذي لا يستطيع الطفل إيقافه، وهنا لا بد من الذهاب إلى الطبيب النفسي المتخصص في طب نفس الأطفال، لكننا لم نصل بعد لهذه الحالة بالنسبة إلى طفلتك؛ فهي تتوقف حينما تراك وتشعر بالحرج..

إذن ماذا تفعلي الآن؟
1- تجنبي تعنيف الطفلة وردها بقوة عن هذا الفعل.. لماذا؟ لأن الممنوع مرغوب أولا.. فأنتِ تمنعينها من ممارسة ما يمتعها، ثانيا.. من الناحية النفسية لا يستحب ربط المتعة الجنسية بالتوبيخ؛ لأن ذلك قد يؤدي إلى نمو مشاعر الذنب تجاه الممارسة الجنسية فيما بعد، ويؤدى إلى اضطرابات جنسية قد تؤثر على العلاقة الزوجية.

2- عززي بشكل غير مباشر أن ما تفعله لا يصح أن تفعله أمام الآخرين، بمعنى ألا تقولي ذلك بصيغة لفظية واضحة، لكن إذا رأيتها تفعل ذلك فانظري إليها وكأنك أنتِ من تستحي لرؤيتها هكذا؛ لأن ذلك يوصل إليها رسالة أن هذا لا يصح فعله أمام الآخرين، وفي نفس اللحظة أطلبيها لنشاط آخر ممتع كلعبة تحبها أو نزهة، بحيث يحدث نوع من الإحلال غير المباشر، أي تشعر أن هناك أنشطة أخرى ممتعة يمكن أن أفعلها وتعجب أمي.

3- لا تنزعجي مما سيحدث فيما بعد؛ لأن العادة السرية في الأطفال ما هي إلا عملية ميكانيكية بحتة لا تحمل أي مدلول جنسي، فهي مثلا لا يصاحبها تخيل ولا تعني بالضرورة أن ابنتك ستكون مهتمة بالأمور الجنسية بأمر يثير القلق فيما بعد.. لكن عليكِ كأي أم الاهتمام بالتربية الجنسية على الأسس الدينية السليمة، بدءا من تنبيه الطفلة لأنه لا يجوز أن تخلع ملابسها أمام الآخرين وألا تسمح لأحد بلمس جسمها، وألا تقضي حاجتها إلا بعد أن تغلق باب الحمام، موضحين ذلك بكلمة عيب أو أنه لا يصح أن يرانا أحد.. مع مراعاة أن نراقب دوما الأطفال فيما يشاهدونه في التلفاز أو على الكمبيوتر.. لتأتي بعد ذلك مرحلة الإعداد للمراهقة بالحوار مع الطفلة من سن عشر سنوات بالتدريج عن البلوغ ومعناه من الناحية الفسيولوجية والشرعية أيضا، ثم الحوار عن العلاقة الجنسية بشكل علمي عند الوصول إلى مرحلة البلوغ، ويمكنك الاستعانة ببعض الكتب الخاصة بذلك.. وأذكرك أن الصداقة بيننا وبين الأبناء هي المفتاح التربوي للثقة بأبنائنا.. وفقك الله!


د.نهلة نور الدين حافظ
اخصائي الطب النفسي
ومستشار نفسي بالمواقع الالكترونية

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 2333 مشاهدة
نشرت فى 15 سبتمبر 2013 بواسطة se7anafsiaatfal

وحدة الطب النفسي والإدمان للاطفال والمراهقين م.حلوان

se7anafsiaatfal
تنمية الطفل من الناحية العقلية والنفسية جانب أساسي في مفهوم الصحة الجيدة. هدفنا هو الوصول لحياة صحية سليمة ومليئة بالحيوية، وليس فقط الخلو من الأمراض.ونظرا لأهمية الطفولة كحجر أساس لبناء شخصية الإنسان مستقبلا وبما أن لها دور كبير في توافق الإنسان في مرحلة المراهقة والرشد فقد أدرك علماء الصحة النفسية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

173,376