حلمي سالم: النموذج اللبناني كشف التخلف السياسي العربي
١١ آب (أغسطس) ٢٠٠٦
أعرب الشاعر المصري حلمي سالم عن سخريته من الأنظمة العربية التي لم تكتف بمشاهدة ما يحدث من جرائم بشعة فوق الأرض اللبنانية, وإنما كشفت –حسب قوله- بكل وضوح عن وجهها الحقيقي الداعم للإرهاب الأميركي والإسرائيلي.
وقال سالم في تصريحات خاصة للجزيرة نت عقب ندوته الشعرية التي أقامها بمقر حزب التجمع الوطني الديمقراطي تضامنا مع المقاومة العربية علي الأرض اللبنانية والفلسطينية، إن ما يجري على الأرض اللبنانية الآن من أحداث دامية ومجازر وخروقات وانتهاكات لكل الأعراف والمواثيق الدولية، يؤكد أن الأنظمة العربية هي أعدى أعداء القضية الفلسطينية والمقاومة الباسلة في لبنان.
وقال سالم "إنني أرفع قبعتي لإسرائيل والأميركان لوضوحهما وعملهما للقضاء علي الأمة العربية"، مؤكدآ أنهما دولتان ضليعتان في الإرهاب والإجرام من أجل تحقيق مصالحهما مهما كانت النتائج، أما الكارثة كلها فتكمن في عمالة الأنظمة العربية وموالاتها المفضوحة لإرهاب الدولتين ودعمها للقضاء على آخر معاقل المقاومة والكرامة العربية.
وكشف سالم عن محاربة إسرائيل لكل القوى الوطنية في لبنان عام 1982 في حين أنها هذه المرة تحارب حزب الله وحدة الذي وصف من قبل الصهاينة والحكام العرب وأتباعهم، بأنه لا يمثل الأنظمة وبأنه مغامر وجهاده باطل شرعا، موضحا أن الحقيقة التي لا مراء فيها أن حزب الله يدافع عن كل لبنان بل ويحمي الأمة من مخطط إبادتها.
توليفة لبنانية عبقرية
وكشف سالم أن المستقبل القريب سيسفر عن سقوط كل الأنظمة العربية المستبدة، التي كشف حزب الله ضعفها وهشاشتها, ولم يخفِ سالم أن متابعته للأحداث على الأرض اللبنانية أسفرت عن العديد من الحقائق الكارثية، ذلك أن النموذج اللبناني في ديمقراطيته واحتوائه كافة الأطياف السياسية أبهر الدنيا بنضجه وليبراليته وجمعه بين قيم الشرق وحرية الغرب، في توليفة عبقرية استوعبت كافة الملل والطوائف.
وأضاف أن العرب ساهموا في تدمير هذا النموذج بدعمهم "فرق الطوائف" واختراقهم النسيج اللبناني مما أسفر عن الحرب الأهلية المدمرة، حيث كانت كل دولة عربية تؤيد فصيلآ لبنانيا وتقوده نحو تدمير الآخرين، مؤكدا أن ذلك النموذج المبهر كان في الوقت ذاته نموذج إدانة للتخلف السياسي العربي، وأن الأنظمة العربية اتخذت من لبنان ملعبا لتصفية حساباتها.
ووصف سالم السيد حسن نصر الله ورفاقه بأنهم يد الله التي يبطش بها ويدمر بها أسطورة إسرائيل، فيما كشف أن استدعاءه لأبيات أمل دنقل "المجد للشيطان معبود الرياح.... من قال لا في وجه من قالوا نعم".
يذكر أن حلمي سالم أبرز شعراء جيل السبعينيات إلى جانب حسن طلب وعبد المنعم رمضان ورفعت سلام ومحمد سليمان وجمال القصاص، ومن أبرز دواوينه "حبيبتي مزروعة في دماء الأرض" و"الأبيض المتوسط" و"سيرة بيروت" و"تحيات الحجر الكريم" عن الانتفاضة و"مدائح جلطة المخ".
وقد خص الشاعر "الجزيرة نت" بمقطع من قصيدته الأخيرة "حمامة على الجنوب" التي لم تنشر بعدُ ويقول فيها:
هذي قانا... خاتم عرس الأحياء
يغص الدهر بشهقتها
فيموت بتلويحة كفيها... شهقانا
هذي قانا... تدني بيديها نحو الخلق
تربت فوق غريق
وتسبل غرقانا
هذي قانا... تحت ركام مآذنها
نلقي شيخا
تحت ركام كنائسها
قس يلقانا
هذي قانا... وعدان بكرمتها..
وعد أبهجنا في الشرفات
ووعد في الواحدة تماما أشقانا
هذي قانا ...
تنهض زينب من تحت الردم تفتش
هذي كف أخي... بأصابعها المنحولة
هذا رأس أبي بالندبة في جبهته السمراء
وهاتان القدمان لأختي بالخلخال على كاحلها الأيسر
والوشم على كاحلها الأيمن
تضرب زينب في الطرقات
توزع من سلتها للأحباب هدايا
تعطي "عبده" كماً من فستان الجارة
ليعلقه على أبواب النوم
وتعطي "شمس الدين" جديلة شعر زميلتها في المدرسة
ليغسلها في "الليطاني"
هذي قانا... كانت مفتاح تفرقنا
صارت مفتاح لقانا
هذي قانا.. سهم محبوك في رقبة مخزيين
ودرع من سهم الذل وقانا.
ملاحظة
محمود جمعة – القاهرة - عن الجزيرة نت