بدلاً من الكذب
الأهالي : 09 - 02 - 2011
في خضم ثورة الشباب المباركة، حدثت استقالات عديدة قدمها أشخاص محترمون من مواقعهم الرسمية، احتجاجا علي الموقف الرسمي من هذه الهبة الرائعة.
الاستقالة الأولي قدمها المتحدث الرسمي باسم شيخ الأزهر، محمد رفاعة الطهطاوي، الذي استقال من منصبه والتحق بالمتظاهرين في ميدان التحرير، رفضا لموقف الأزهر من الانتفاضة الشبابية، هو موقف طبيعي من رجل هو حفيد رفاعة الطهطاوي رائد التنوير المصري في العصر الحديث. الاستقالة الثانية قدمتها نائبة رئيس قناة النيل للأخبار، احتجاجا علي التغطية الكاذبة لقطاع الأخبار للمظاهرات، وهي التغطية التي تجاهلت الحقائق علي الأرض، وانحازت انحيازا سافرا إلي موقف السلطة السياسية التي تتهم الثورة بأبشع التهم لتشويهها وتحريض الرأي العام ضدها، «وكذلك فعلت سها النقاش، التي استقالت من قناة النيل للأخبار - احتجاجا علي الكذب».
والاستقالة الثالثة، هي استقالة الإعلامي محمود سعد من برنامج «مصر النهاردة» احتجاجا علي تصوير الشباب باعتبارهم منحرفين أو مخربين ثم انضم إلي عرس ميدان التحرير. هذه ثلاث استقالات نبيلة «من بين مثيلاتها الكثيرات» لم يتحمل أصحابها جبال الزيف والكذب والتضليل، علي الرغم من أنهم كانوا جزءا من الدولاب الرسمي «الديني أو الإعلامي»، لكن ضميرهم، المهني والوطني والإنساني، أبي عليهم أن يظلوا ضمن ترسانة الظلام والظلم.
تحية لكل الضمائر المستيقظة، والضمائر التي استيقظت.