الـــدرس
ضعي القطَّ النُّحاسي
بجوار راقصةِ الباليه
فهما شقيقان،
وتأمّلي نصفَ وجهي
وهو ينوء بالفالج.
كَفْلُكِ حَاضرٌ في الدنيا كَدَرسٍ،
فحدِّقي في السنواتِ الثلاثِ العصيباتِ،
إذ ليس من خدعةٍ تنتهي
بسحابةٍ في الدماغ.
ضعي القطَّ بجوار الراقصةِ
لتنهضي من كبوةِ الشاشَاتِ،
وتشرحي لرّوادِ ندوة الزيتون،
كيف كانت تمسيدةُ النهد
عند انطلاق الصواريخِ على النجَّفِ،
جزءاً من ثأر الله،
وفصلاً من رأفة الطبيعة
بالمجذومين.
كَفْلُكِ حاضرٌ في الدنيا كَدرسٍ،
من حيث كونِه أطروحةً للرَّبِّ،
إذ ليس من خدعةٍ تنتهي
بتخشُّب السّاقِ،
لأنني الذي دفعتُ سيّارةً
بيدٍ مشلولةٍ،
بينما تطوفُ بي حاملاتُ القرابينِ
مرِّجعاتٍ شيدَ البَدَن:
« كنتُ أقولُ لسُرَّتها: هيتِ،
تقول السُّرَّةُ حيناً: هيّا،
وتقول السُّرَّةُ أحياناً: هيهاتْ
ينده شِلوٌ شلوًاً
فتطلُّ من الثوب سلالةُ ندّاهاتْ
في الحضرة يهمس شعبٌ أنثي:
واهاً،
فيكثِّرُها شعبٌ ذَكَرٌ:
واهاتْ».
ضعي القطَّ بجوار راقصةِ الباليه،
فأنا أعمتني التهيؤاتُ:
كأنني الذي غنيتُ «أنا قلبي إليك ميّال»
مرتين:
مرةً في طَلْعةِ الحسين،
ومرةً حينما كنتِ تضعين الخاتمَ المرتعش،
في البنصر المرتعش.
كَفْلُكِ حاضرٌ في الدنيا
كدرس،
وحينما أمرِّرُ كفِّي عليه،
يسري الدمُ في الأناملِ،
وتزول تنميلةٌ.