الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

أشعار الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

ويعيش أحرار العقول بظلها غرباء

"في تأبين المرحوم أمين لطفي بمسرح حديقة الأزبكية يوم 14 من فبراير عام 1936"

 

وترٌ على شطّ المنيّةِ غافي = شُلّتْ عليه أناملُ العزافِ

ماتت أغاني الروح فوق مهادهِ = وذوت رُؤَى الأشباح والأطيافِ

يا مَنْ عشقتَ نشيدَهُ متسلسلاً = من هائجٍ صخبٍ ومن هفّافِ

إن كنتَ ذا حدبٍ عليه ورحمةٍ = مزّق بقلبك سترَ كلّ شغافِ

قد كان مُلهمهُ الحبيبُ منعّماً = في زورقٍ حولَ الضُّحى طوّافِ

ملاّحُهُ ملكٌ يقودُ زِمامهُ = في هالةٍ من نورهِ الرفّافِ

يسري به والطّهر مدّ شراعهُ = لجلال مرفأةٍ وقُدس ضفافِ

في جوقة النّوتيّ أيقظ روحه = شجنُ المساء بهمسة الزّفزاف

فشدا ورنّم والطيور حياله = خرس الحناجر هجّع الأطراف

تصغي له نشوى كأنّ هتافهُ = زفّ الصدى لقوادمٍ وخوافي

وهبت له مزمارها فأعارهُ = لحن الضحى وقصيدةَ المجداف

واليمّ صديان الحشا متلّهفٌ = ظَمِئاً لشدو السابح الهتّاف

والكون أشيبُ خدّرَتهُ نُفاثَةٌ = هاجت بها ذكرٌ لديهِ خوافي

يا من رأى الدنيا تحار سفينةً = تجري على نور الصباح الضافي

وأتى المساء لحظّها متجهماً = يطوي السنا بحوالك الأسداف

دجوان مصطخب الرياح تنوح في = قلب الدجى بالزعزع القصّافِ

فتهافت الملاّح يطلب نجوةً = من يمّه المتوثب الرجّاف

سبق الردى لكَ يا مُؤمّل خُلده = وطحا به الريح العتيُّ السافي

سل عنه في يوم استفانو موقفاً = خلت الوقوف به على الأعرافِ

كفٌّ مطهرةٌ تصافح أختها = فيقال آثمةٌ منَ الأجحاف

وتروح كفّ الظلم تبسط خمسها = نِقماً وتُسرفُ أيّما إسرافِ

والله يشهد أنها ما استأثمت = يوما ويشهد ساحل المصطاف

مُذْريَّةٌ مَدّتْ أناملها هوى = ومحبّةً تهفو لخلٍّ وافِ

فيحُوطُها الشكّ وينبري = لعقابها اللاحي بلا إنصاف

وهيَ التي لو لامست قلب الصفا = لأذاع عطر الروح للمُستافِ

وعقيدةً كادت تُضيءُ قداسةً = إن غال صبح القوم ليلُ خلافِ

إن عاش فيها المُستضامُ فَراهةً = فهوَ الذي يَرضى بعيش كفافِ

شرفُ الجهادِ عقيدةٌ لم يُغوها = بهجُ الحليِّ وبهرجُ الأفوافِ

يا أمةً يُسقى المداهن بينها = شهد المنى والحر كأس زعافِ

ويعيش أحرار العقول بظلها = غرباء من عنت الزمان الجافي

أفمنْ يظل على المبادئِ ثابتاً = قذّفتِهِ في البؤس شرّ قذاف

ودفنت في وضر الجحود ضياءهُ = دفنَ الثرى للجوهر الشفّاف

ماذا عليك إذا سقيت غراسهُ = حيًّا وقد أولاكِ عذب قطافِ

كرّمتهِ بعد الممات ومنْ سوى = كفّيكِ زفّ الموت أيّ زفاف

قد كان في الصمت المجاهد آيةً = أعيت سرائرها حجا الوصّاف

نارٌ تئزّ بجدولٍ مترقرقٍ = ولظًى يشبّ بزنبقٍ رفراف

وذبالةٌ تذكي الفناء لعُمرها = وخيوطها بالنور جدّ ضوافي

هو ذا الجهاد فلا تقل بُوقَ اللُّهى = يَهذي بطنطنةٍ ورجفِ هتافِ

كم حكمةٍ صرخت بمنطق شاعرٍ = ونصيبهُ منها خيال خُرافي

 

شعر:  محمود حسن إسماعيل

saydsalem

الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 55 مشاهدة
نشرت فى 22 أكتوبر 2013 بواسطة saydsalem

الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

saydsalem
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

111,757