الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

أشعار الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

دمعة وفاء

"على فقيد دار العلوم المرحوم أبي الفتح الفقي"

 

ما تُرى يا حزين تشدو المزاهرْ = بعد ما خُدِّرَتْ بِلَحْن المقادِرْ

لا ترمها شواديَ النغم العذْ = ب طرابا بالأغنيات السواحرْ

عبثٌ في الغناء أ، يُنسيَ الكرْ = بةَ أو يوهنَ الفجيعةَ زامرْ

من يكنْ لحنُه يَهُزُّ الحنايا = فَلُحونُ الرّدى تُذيبُ المرائرْ

وإذا الشاعر الطروبُ تغنّى = فالْهُ عنهُ فالموتُ أبلغُ شاعرْ

طفت في ساحة البيان وقلبي = راجِفُ الحسّ مستطارُ المشاعر

والضحى واجم الظلال كسيفٌ = باهتُ النور مطرق الزهر سادرْ

جمد الطّلُّ في الكمامِ وماتتْ = فَوْحةُ العطر في جُيُوب الأزاهر

ورمى الطير عودَه غير ندما = نَِ عليه وعاف ضرب القيائر

كلّما خفّ هائجٌ من أغانيْـ = ـهِ تعايا فذاب طيّ الحناجر

سكنت في العشاش عصفورة النيـ = ـل وشلّ الأسى مراح القنابرْ

وكأن السماء خيمة شيخٍ = شدّ أطنابها حيال المقابر

غمر الثكل روحه بعماءٍ = وشقاءٍ ووحشةٍ ودياجر

لا يُحسّ الحياةَ إلا زفيراً = نفخته الشجون حول الحفائر

إنها صرعة الفناء أثارت = كلّ قلبٍ وأذهلت كل خاطر

طلسمت سرّها الغيوب وأرخت = دونها للورى كثيف الستائر

طمحت أعيني إليها فردّتْـ = ـها سراعاً إليّ حيرى حواسِرْ

ما لها سلوةٌ عن الحزن إلا = سيكبٌ من مُرقرق الدمع مائرْ

قلّبت طرفها طويلاً فلم تُبْـ = ـصرْ سوى لُمعة الدموع المواطرْ

تتهاوى حيالها من عيونٍ = كاسفاتٍ من البكاء غوائر

يا أبا الفتح كنت هالة نورٍ = قبستها فأشرقت في البصائر

غبت عنها ولم يغب لك ومضٌ = زاخر اللمح خالدٌ في الضمائر

أنملات الطبيب راحت تواسيـ = ـكَ من الداء وادعاتٍ غرائر

خدع العلم طرفها فتهادت = فوق جنبيك تبتلي وتغامرْ

فإذا راحت المنيّة صدّتـ = ـها فخرّت على يديها صواغر

ويحها لو نضت حجاب المنايا = عرفت أنها لديه تقامرْ

هلّلت للربيع زنبقة الريـ = ـف وماست له الورود النواضر

فتهاديت كالشعاع إليها = تنشد العيش في الظلال الزواهر

سجوةٌ تحت أيكها لك مهدٌ = ناعمُ الفيءِ باسمُ الضوء عاطر

يتلقاك في خشوع ويضفي = حبر الزهر في خطاك الطواهر

سرت للدلجمون عجلان ماذا = ضرّ ياربِّ لو تأنّى المسافرْ

نصلت خلفك القلوب حيارى = واجفاتٍ تحت الضلوع موائر

لو ونى الدمع عن صداها تلظّت = جمراتٍ ملذّعاتٍ سواعر

كنتَ تسري والناس حولك سيلٌ = جارفٌ في الشعاب كالموج هادر

خيل تسيارهم وراءك نُسّا = كاً تراموا على حواشي المنابر

أقلقوا مسمع الأصيل صُراخاً = ونحيباً وفزّعوا كلّ عابرْ

أُخذوا إخذة المؤمّل دكت = صرح آماله الجدود العواثر

كلما رنّ خافقٌ من صداهم = لطمت خدها كرام الحرائر

أطرق السنبلُ الحزينُ وجُنّت = من أسى خَطبك الطّيورُ العوابر

حسبت نعشك المطهّر طيراً = للجنان الفساح في الخُلدِ سائر

فتسامت في الجوّ صوبك غيري = تتهذّى العُلا بأقدس طائر

ووصلت الضفاف من لُجّةِ المو = ت وكلٌّ لشطّها بَعدُ صائر

لاَنِمَالُ الشقوق تُعصَمُ منها = لا ولا في البروج صيدُ القياصر

هي أسطورة الزمان ولغزٌ = من يُردْ حلّهُ صمّ القلوب عُميَ النواظر

كُتلٌ من جوارحٍ تتنزى = كهشيمٍ منَ البلى متطايرْ

من يشأ سُؤْلنا نطقنا دُموعاً = وجواب الحزين ذوبُ المحاجرْ

سلْ شحوب المساء كيف احتوانا = في جحيم من التأوّه ساعرْ

لو نُسخنا به لكنّا رياحاً = صافراتٍ على مُتونِ الهواجرْ

شرّدَ اللّيلُ نوْحَنا في حَواشيْـ = ـهِ وَقلْبُ الدجَى سَريرةُ كافِرْ

 

شعر:  محمود حسن إسماعيل

saydsalem

الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 93 مشاهدة
نشرت فى 22 أكتوبر 2013 بواسطة saydsalem

الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

saydsalem
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

111,776