مأتم الهوى
تركتك معذورا وجئتك عاذرا = كأني لم أغضب ولم أتبرمِ
كأنك لما تجزني عن مودتي = باغضاءة مستورة بالتبسمِ
كشفت بها عن ظاهر جِدّ مشق = وأخفيت فيها باطنا جدّ مظلمِ
لمحتُ بها في ناظريك صبابتي = مُجنْدلةٌ صرعى وأبصرت مأتمي!
فأبْلسْتُ لا أبدي وأسقط في يدي = وأحلى أحاديث الصبابة في فمي!
وأُبت من الدنيا التي لم أكن لها = ولم تك لي من قبل لولا توهمي
بنفس تلاشت في رضاك كسيرة = وقلب تناهى في هواك محطمِ
كما آب من قبلي الى الأرض آدم = ولا عجب ، هل كنت الا ابن آدمِ؟!
وحدثت قلبي بالسلو .. فخانني = ولوّح لي بالسهد والدمع والدمِ!
فواحزني .. حتى فؤادي خاذلي = يهون عليه أن أذل وتكرمي
يحملني ما لا أطيق فان أثر = أهاب بضعفي تارة وتندمي
فمن لي بقلب غير قلبي يُعينني = عليكِ اذا ضلت بليلي أنجمي!
وأنّي وقلبي في يديك زمامه؟ = فمن ذا الذي يحميه ، بل كيف يحتمي؟!
شعر: عبد الحميد السنوسي