ذعر الملوك
كم حاكم يشقى بصولته = ويعيش عيش البائس النكَدِ
يُمسي ويُصبح جازعاً قلقا = جمَّ الوساوس واهيَ الجلدِ
الوهم يقصيه ويبعده = عن صحبه والأل والولدِ
وهم تملك كل جارحة = والوهم أقدر من سطا بيدِ
يخشى الذي الأسياف تحرسه = وجنوده موفورة العددِ
ويلذ راح النوم من صفرت = كفاه من عد ومن عُددِ
أين النعيم لجازع وَجِل = الفرخ في عينيه كالأسدِ؟
لا الروضة المئراج تنعمه = كلا ، ولا ترنيمة الغردِ
العيش مدبره ومقبله = في عينه طخِيانُ كالأبدِ
إن جنّته الليل البهيم بدا = في مقلتيه شارق الزُؤُدِ
يرتاع حتى من تنفسه = وهْناً ، ويُفني الليل في سهدِ
التاج أضحى فوق هامته = عبئاً ولم يجْنِ سوى الكمدِ
لا تحسدوه على غضارته = عيش الفقير أحق بالحسدِ!
شعر: عبد الحميد السنوسي