خداع الحسن
كم عشقنا من الأيام غريرا = فاتن الحسن ضاحكا كالورود
جال ماء الجمال في وجنتيه = فظمئنا لنيله المورود
ووددنا لو كان عونا وأنسا = في مرير الأسى وظلم الجدود
أي حسن فيه وأي جمال = ساحر يستخف قلب العميد؟!
لحسبت الكلام منه غناء = وحسبت الحديث أي نشيد!
ما قنعنا بحسنه من بعيد = وطبنا زيادة المستزيد
كان يبدو كنجمة الفجر تدعو = هاجعات الطيور للتغريد
كان في ناظريّ كالبدر يجلو = ضوؤه ظلمة الليالي السود
كان كالروض يفتن العين من بعد = فتُغْري بظله الممدود
فدنونا لنملأ الطرف من حس = ن كزهر الخميلة الأملود
ليتني ما دنوت منه فاني = لم أجد في ثراه غير الدود
كان كالآل في القفار يمنى = قاطع القفر بالشراب البرود
جد في سيره فلما أتاه = آب عنه بجنة المزؤود
جانب الحسن ما ستطعت ولا تقْ = ربْه فالحسن فاتن من بعيد
لو تدلي البدر البهي إلينا = ما رأينا سوى قفار وبيد
شعر: عبد الحميد السنوسي