فبلاء المنع أو بلاء العطاء مقدر من الله على حسب ما ينفع الانسان :
فى الحديث القدسى : يقول الله عز وجل : إن من عبادى من لا يصلح إيمانه الا الفقر وإن بسطت عليه أفسده ذلك, وإن من عبادى من لا يصلح إيمانه الا الغنى ولو أفقرته لأفسده ذلك, وإن من عبادى من لا يصلح إيمانه الا الصحة ولو أسقمته لأفسده ذلك, وإن من عبادى من لا يصلح إيمانه الا السقم ولو صححته لأفسده ذلك , وإن من عبادى من يطلب بابا من العبادة فأكفه عنه لكيلا يدخله العجب ,إنى أدبر أمر عبادى بعلمى بما فى قلوبهم إنى عليد خبير " أخرجه الطبرانى . قال تعالى :" ونبلوهم بالشر والخير فتنة واليه ترجعون " الانبياء 35ولهذا قال الفاروق عمر ابن الخطاب :بلينا بالضراء فصبرنا وبلينا بالسراء فلم نصبر . قال ابو عثمان الحيرى : لا يكمل الايمان حتى يستوى فى قلب المرء أربعة أشياء : العطاء والمنع والعز والذل

أمثلة للابتلاءات :
1- موسى نبى الله "ع":
إبتلى بجبروت فرعون وسذاجة قومه وادعائه الألوهية ,( وكان الجزاء لفرعون الغرق فى اليم ونجاة بدنه كعبرة للخلق والبحث العلمى الأثرى على مر العصور ).
وإبتلى بخروج السامرى وهو من حوارييه عليه بالردة لعبادة الأوثان ,وصنع العجل الذهبى من ذهب أهل مصر المسروق وجعل له خوار , وضلل الناس به أنه إلاههم " فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامرى "طه85 ,( وكان الجزاء هو التيه فى الصحراء يقول للناس لا تمسونى حتى مات )
وإبتلى بقارون وهو من أهله وحوارييه بخروجه عن عبادة الله الى عبادة نفسه وعلمه وذهبه , وأيضا تضليل الناس وفتنتهم ,( وكان الجزاء الخسف به وبداره الأرض )
وابتلى بقوم بنى إسرائيل -قومه - بعدم ثباتهم على الايمان وقتلهم الانبياء " أفكلما جاءكم رسول بما لاتهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون " . وكان الجزاء التيه فى الارض أريعين سنة ليس لهم مأوى ولا وطن , والتيه عبر العصور فيما يسمى بالجيتو أى الحارة المنغلقة.. عليهم هم لايتناسلون الا من بعض.. ولا يعرف أسرارهم الا هم , بعيدا عن الاندماج فى المجتمعات ,ومع الخلق .
2- ولقد ابتلى بنى إسرائيل أنفسهم :
بالقتال وهم يكرهونه ويدعون أنهم يحبونه , ويريدون أن يفرض عليهم فلما فرض هجروه .
وابتلوا بطالوت أميرا عليهم وليس من وجهائهم وأغنيائهم كما يطلبون بل مؤهلاته ( زاده الله بسطة فى العلم والجسم ) ولم يعترفوا به الا برؤية تابوت موسى يمشى اليهم كمعجزة .
وابتلوا عندما يمرون على نهر الاردن أن لا يتمادوا فى الشرب بل يغترفون منه غرفة , فتمرد معظمهم على أمر الله وشربوا حتى ملأوا البطون , وأذعن القليل منهم واغترفوا غرفة " إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس منى , ومن لم يطعمه فإنه منى إلا من اغترف غرفة بيده , فشربوا منه الاقليلا " البقرة 249 فالقلة هنا 313رجلا , روى أن النبى محمد قال "ص" يوم غزوة بد ر:" أنتم بعدة أصحاب طالوت يوم لقاء جالوت " اخرجه البخارى .. فهؤلاء لم يمتلكوا صبر المقاتل وشجاعته وإيمانه بربه وأنه يدافع عن عقيدة . وابتلوا بالتصفية الأخيرة لمواجهة جالوت وجنوده , فلم يثبت الا القليل من القليل . فالصنف المرتد عن القتال قالوا " لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده " والقسم الثابت على دينه قال " كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين " البقرة 249 وهذه الفئة هى التى صبرت مع محمد النبى "ص" فى غزوة بدر ضد قريش الكافرة رغم قلة العدد والعدة فكان مدد الله بخمسة آلاف من الملائكة مسومين وكان نصر قلة محمد "ص" .. " فقلة طالوت نصرهم الله " فهزموهم بإذن الله وقتل داوود جالوت ..." البقرة 250 .
3- وحدث بلا حرج عن ابتلاءات النبى محمد "ص" :
من عناد قومه وأقاربه كعمه أبى لهب وزوجته أم جميل , وإيذائه فى نفسه وجسده ,
هجرة قربش لمحمد وأتباعه وعدم التعامل معهم كما يحدث الآن من عقوبات على الدول المخالفة لامريكا وسن قوانين بذلك , فحبست قريش المسلمين فى الشعب حتى وصلوا الى أكل ورق الشجر ومص الحجر .
ما حدث من سفهاء الطائف وثقيف حتى رمى "ص" بالحجارة ,
ماحدث فى المدينة من اليهود وخيانتهم والمنافقين ,
فعدد ما شئت من الابتلاءات فارجع الى السيرة النيوة وانت ترى ما عين رأت أو أذن سمعت مما واحهه محمد "ص" وأصحابه .