عَرفتُ قَصدَكَ من عَينيكَ يا جارُ
فالعينُ تَحكي وللأجفان ِ أخبارُ
ما فيكَ فينا وقولُ العين ِ يُخبرنا
ما ظلَّ فيها عنْ الإحساس ِ أسرارُ
الحُبُ قد بانَ بالأحداق ِ طالِعُهُ
مثلُ الغُصون ِ عَلاها الصُبحَ نُوّارُ
إنّي قرأتُ بريدَ العَين ِ تُرسِلُهُ
فيه ِ إعترافٌ وإشهارٌ وإقرارُ
قد آنَ للحُب ِ أن يُرسي مَراكبَهُ
ما عادَ ينفعُ أنْ تحكيه ِ أنظارُ
يَشتاقُ صَدري لضمّات ٍ تُجاذبُهُ
ما بالهوى إنْ عَشقنا اليومَ أعذارُ
قَرِّبْ شِفاهكَ في كاسات ِ خَمرتها
واسكبْ بما جادَ للسكران ِ خَمّارُ
إفردْ من الدرّ ِ في نَهديكَ بارقةً
ضاقا منَ الحَبس ِ والسجّانُ أزرارُ
كفّي تَغارُ على ما فيكَ منْ نظري
غُصنٌ تَلوّى وعُصفورٌ به ِ النارُ
عرفتُ قصدكَ لا تُخفي سرائرهُ
ما فيكَ فينا تَقولُ العَينُ يا جارُ