فى ساعات الذروة .. تنبجس منا الينابيع.. ليشرب كل رهط على حسب قدراته ومهاراته واستعداداته .. فالباب المغلق لا بد من أن يدق .. والخوف كل الخوف أن يقد القميص .. ومن السيد الذى خلف الباب .. من سكان المدينة .. من سكرة النظرة والرؤيا .. السكاكين .. ما ثم رؤية تعبر وملك .. وسجن ومعتصم بالنهر .. فى ساعة الذروة ثم قمر يكتمل .. وشمس تزيح برقعها لتتنفس الأرض إشراقاتها وتجليها .. فالربيع يتعلق من هامته لتغرد الاطيار .. وتنتشى الأغصان بأريج تلاوة الكون .. لطعم المشمش عيون تشرأب .. ولسيمفونية الهمس أرواح ينكشف لها مالم تر .. فسيدة الموقف توقفنى لأسكر وأبوح .. فلا كأس تمتلىء .. ولا ظمأ يختفى .. إذ على قمة الجبل طوائف من نجوم العشق تحتفى بالسحاب .. تنتظر مطر اللهفة .. وانهمار المدى بالهسيس .. ما عاد للنيازك شرع لدينا .. وما جنحت مشكاتنا –مرة أخرى –للذبول.. صفقة اللازوردى المسيجة المدى تتجمل .. وتلك المعابد المشرأبة تتفاوض مع النخل وعناقيد العنب .. أيتها المسلات لك فى القلب أنين وحنين .. إنعكاس شمسك يلف فؤادى بالهيام .. وتلك البحيرة كم نعست على صفحة مائها .. وكم تمردت .. القارب الذى تمنع عن الابحار ها هو يبحر .. الجوقة التى ماطلت شكسبير صوتها ينشج فى جحوظ مستمر للسماء .. لا تخف أيها البط فلست صيادا .. إنعمى أيتها الرياح على خدى الأملس .. وانطفأى جذوة اللاعودة .. الطريق .. الطريق .. الحريق .. الحريق .. الشهيق .. الشهيق .
وحيد راغب / اتحاد كتاب مصر