في حضورِ هذا الحبِّ لا تغيبُ الكواكب
أنساكُمُ؟ هل بعدَ نسياني لكُمْ
سيعيشُ فيهِ ذلكَ الإنسانُ
أنساكُمُ ؟ ماذا سيفعلُ حاضري
إنْ لمْ يُحلِّقْ في دماهُ أذانُ
أنـسـاكُـمُ ؟ هيهات بعدَ هواكُـمُ
يدنو إلى ذكراكُـمُ النـسـيـانُ
ما ذلكَ التذكارُ إلا منكمُ
و وِصالُهُ الذوبـانُ و الفورانُ
ما عاد يحجبُهُ البعيدُ و عندَهُ
تتساقطُ الأبعادُ و الجدرانُ
إنْ لمْ يعِشْ بينَ الجَمَالِ و أهلِهِ
فلهُ بتأريخِ الغباءِ مكانُ
منكمْ مكاني قِصَّة شمسيِّةٌ
و بها استظلَّ العاشقونَ و بانوا
إن كنتمُ الأزهارَ بينَ فصولِها
ففصولُها هي منكمُ الرَّيحانُ
و طلوعُها كختامِها جُمعِا معاً
و يداهما الأوراقُ و الأغصانُ
و جراحُها إنْ لمْ تكونوا نبضَها
أوْ عاشَ فيها الهجرُ و النُّـكرانُ
و شفاؤها إنْ عاشَ ظلِّكمُ لها
و حروفكم بدمِ الوصالِ حنانُ
لا يُبتلى حبٌّ بفقرٍ دائمٍ
و نقاطُكم لنقاطِها غدرانُ
إنْ لمْ يدِرْ مِنكُمْ مداري كوكبـاً
فالحقُّ أنْ يتوقَّفَ الدَّورانُ
كمْ سالَ منكمْ في عروقي كلِّها
فيشِبُّ مِنْ هذا المسيلِ بيانُ
ما القلبُ يقوى أنْ يعيشَ مغرِّداً
و يكونُ ضمنَ فضائهِ الكتمانُ
بحراكِ حبِّكُمُ الجميلِ بأضلعي
و دفاتري يتحرَّكُ الخفقانُ
ما هذهِ الألوانُ إلا منكُمُ
و بحبِّكمْ تتعدَّدُ الألوانُ
قيثارتي مِنْ كلِّ قافيةٍ بكمْ
خُلِقتْ و أنتمْ بينـها الألحانُ
شوقي لكمْ متصاعدٌ و صعودُهُ
هيهاتَ لا يسمو بهِ الغليـانُ
و النبعُ مِنْ صلواتِ عطرِكمُ جرى
و هواهُ بين هواكُمُ ظمآنُ
مِنْ كلِّ نبضٍ في عروقِكُمُ لهُ
بينَ الحروفِ يُحلِّقُ العرفـانُ
الحاضرُ الأبديُّ مِنْ أبنائـِكمْ
و صداهُ بينَ ركابِكمْ ريَّانُ
عمَّرتُمُ الأخلاقَ في أخلاقِكُمْ
حتَّى تشعشعَ ذلكَ العُمرانُ
و بفضلِ خطِّكمُ المسافرِ للهُدى
لكمُ الزوايا ذلكَ الإذعانُ
هذي الجواهرُ منكمُ أفرادُهـا
و بكمْ لها يتـنافسُ اللَّمعانُ
المُدهشاتُ جميعُها لجميـعِكمْ
اللُّغزُ و الإبحارُ و التبيانُ
بروائعِ الخُلُقِ الكريمِ تكوَّنتْ
و لها مِنَ الآتي الجميلِ كيانُ
و مدينةُ البركاتِ مِنْ خطواتِـكمْ
لمْ ينطفئْ مِنكُمْ لها بنيـانُ
أنساكُمُ ؟ هيهاتَ ينهضُ بعدكـمْ
بجميعِ ألوانِ الهوى الطيرانُ
أنساكُمُ ؟ كيـفَ الوصولُ إلى الصَّدى
إنْ لمْ يُسافرْ للضميرِ لسـانُ
أنساكُمُ ؟ ماذا ستـفعل موجةٌ
إنْ لمْ يُداخِلْ نبضَها الجريانُ
الساحلُ الشَّرقيُّ أحضاني التي
بهـواكُـمُ تـتـشـابـكُ الأحضـانُ
بوجودِ حبِّكُـمُ النقيِّ بداخلي
قدْ عادَ يُشرقُ ذلكَ الإنسانُ
و إلى رؤاكُـمْ كمْ تذوبُ قصائدي
عسلاً و يحلو فيكُمُ الذوَبَانُ
شكراً لكُـمْ لمْ يبقَ شكرٌ بعدَكُـمْ
إلا و فيهِ مِـنْـكُـمُ فيضانُ
عبدالله علي الأقزم 18/7/1435 هـ