<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} table.MsoTableGrid {mso-style-name:"Table Grid"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-unhide:no; border:solid windowtext 1.0pt; mso-border-alt:solid windowtext .5pt; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-border-insideh:.5pt solid windowtext; mso-border-insidev:.5pt solid windowtext; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; text-align:right; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman","serif";} </style> <![endif]-->
ورقة مقدمة لمؤتمر ثقافة الطفل بالهيئة العامة لقصور الثقافة في الفترة من 9/4 :11/4/2013م :
(مائدة مستديرة)
ألعاب الأطفال الشعبية بين الاندثار والبقاء
قيل عن اللعب في موسوعة ويكيبيديا : نشاط حر غير مفروض, أي يقوم به الفرد من تلقاء نفسه حرا مختارا بيحث يمكنه التوقف عنه بارادته, وهو نشاط لا يهدف إلى غاية أو نتيجة وهو أيضا نشاط موجه أو غير موجه تستغل فيه طاقة الجسم الحركية والذهنية ويمتاز بالسرعة والخفة والفرق بين اللعب والجد يكون في موقف الفرد وليس في نوع النشاط فمثلا تسلق الجبال قد يكون لعبا وتسلية أو قد يكون عملا يأخذ الشخص عنه مقابل يخضع للنظم وقوانين مشتقة من نفس طبيعة هذه النشاطات ولا يمكن التنبؤ بنتائج اللعب وذلك طبقا لمهارة اللاعب وخبراته.
فالألعاب الشعبية popular games ظاهرة من ظواهر النشاط الاجتماعي، عرفتها شعوب الأرض جمعاء. وهي إرث شعبي تتعاقب عليه الأجيال.
وقد مارس الإنسان القديم الألعاب عفوياً، وأحكم توظيفها لتكون أداة من أدوات الاستمتاع والترويح عن النفس، ولدفع السأم والرتابة.
والتراث المصري حافل بهذه الألعاب، ولها عموماً خصائص مشتركة، كاعتمادها على رشاقة الحركة، وسرعة تبديل المراكز، والاستعراض البسيط وسرعة البديهة، مما يسهم في تطوير اللياقة البدنية وإكساب المرونة والقوة وغيرها،وقد يصاحب الأداء الحركي لبعض الألعاب أداءً غنائياً تعبيريا.
وتمارس هذه الألعاب على صور مختلفة، قد تكون فردية أو زوجية أو جماعية، وبعضها يؤدى على أسطح خاصة (كالسيجة والبلي)، و بعضها أيضاً يحتاج أدوات كالكرات والعصي والحجارة (السبع 7 طوبات)وكرات الزجاج الملون (البلي) والحبال وغيرها.
أمّا أمكنة ممارسة هذه الألعاب وأزمنتها فليست محددة، إذ يمكن ممارستها في أي مكان يصلح للعبة المختارة، ويساعد على أن تكون اللعبة متدرِّجة من الأسهل نحو الأصعب، ويمكن أن تكون في الليل أو في النهار.
يربط اليوم كثير من المتخصصين وعلماء التربية والتنشئة الإجتماعية اللعب عند الأطفال بطرق التعلم الأولى، تأسيساً على قاعدة أن اللعب يسهم بشكل فاعل في نمو الإدراك وعمليات التخيل عند النشء، كما يعطي علماء النفس التربوي للعب أهمية كبيرة في ترسيخ قيم ومعلومات المناهج الدراسية، نظراً لأهمية اللعب في حياة الأطفال وسنواتهم الأولى، واليوم تؤسس دروس وفصول في المدارس الأكثر حداثة لاعتماد اللعب كأسلوب تعليم وتعلم مثاليين.
ويذكر الكبار منا حينما كنا أطفالا كان ما حولنا يشبه حلم اليقظة الذي نعيش تفاصيله، وكان سعينا الحثيث لاكتشاف الغرف المغلقة في هذا الخيال، لهذا حينما نعود اليوم إلى أمكنة كنا قد عشنا ولعبنا فيها، ندرك كم هي صغيرة في المساحة، وكم كان خيالنا يفتحها ويوسعها كعالماً كبير.
وحينما ندقق أكثر في تفاصيل الأمكنة التي شهدت سنوات طفولتنا المبكرة، نكتشف حقيقة أنها لم تكن مليئة بالتفاصيل أصلاً، ولكن خيالنا الواسع في تلك المراحل العمرية الأولى، كان يملؤها بالتداعيات اللا متناهية.
كان اللعب والألعاب يشكلان الأساس في تكوين مخيلتنا، وهما اللذان يحفزانها لتجعل من الأشياء البسيطة، كأعواد الثقاب وبقايا الثياب والأوراق الملونة كما الحصى والطين والماء وأغصان الأشجار، بيوتاً وجبالا وسيوفاً وربما طائرات و طياريها الخوارق ! ويجعلان من قطعة خشبية، أو قطعة مليئة بالقطن، دمية رجل أو امرأة نجلس لساعات أمامها نخاطبها ونحكي قصصا لها ونتخيلها تجيبنا وتحكي لنا.
وما بين حياة أطفال الريف والحضر والبدو، الأطفال الذين كانوا يستلهمون من بقايا الحياة ألعابا يبتكرونها ويخترعون لها نظما وقوانين ومسميات يتعارفون عليها، وما بين أطفالنا اليوم الذين يتربعون أمام شاشات الكمبيوترات صغيرة الحجم، ويدخلون إلى عالم ألعاب الفيديو الحديثة ذات الأبعاد الثلاثة والمؤثرات الصوتية عالية التقنية، فاتحين خيالاتهم على عوالم افتراضية جانحة الخيال.. ما بين ذلك الطفل العفوي المبدع وهذا الطفل العصري متلقي الإبداع والتكنولوجيا الحديثة ، لا يوجد فارق سوى ربما في اختلاف الأساليب.
ربما تتشابه هذه الألعاب – على أساس الفكرة منها – مع لعبة شعبية شهيرة (لعبة عسكر وحرامية) التي يلعبها الصِبية من الذكور بخاصة؛ حيث يكون الصراع شبه العنفي هو البطل على الأرض ، ويكون هناك طرفين واضحين المعالم في الصراع بين الخير والشر، وربما يأنف المتصارع من فريق (الحرامية) فريق الشر في اللعبة من هذا الدور التمثيلي ، لكنه يذعن لقواعد اللعبة التي تعده بتبادل الأدوار إذا ما أنجز دوره بإتقان ... وهنا تكمن جمالية الألعاب الشعبية التي تقوم على فلسفة كونية أعمق وأشمل مفادها بقاء الحال من المحال...
ومع أننا نتحسس من العاب اليوم الإفتراضية باعتبارها تتكئ على أفكار الحرب الدموية التي يتعلم منها الأطفال كيف يستخدمون احدث أسلحة الدمار الشامل لقتل الفريق المنافس، ويعيشون عبر مؤثرات بصرية عالية التقنية مواجهة الدم بالدم ويصطبغ بشاشة المشاهدة، لكن يبقى اللعب هو اللعب، يثمر في الأدمغة والمخيلات الصغيرة ويؤثر في النفس، سلبا أوإيجابا أو كلاهما معا .
لكن هل كانت الألعاب الشعبية يوماً حكرا على الأطفال فقط ؟ أعتقد لا .. بدليل لعبة التحطيب والسيجة التي مازال يلتف حول دوائرها الكبار والصغار وهم يشاهدون الشباب وربما كبار السن يتنافسون في مبارياتها تنافساً لا يعرف المهادنة ينتقل إلى المشاهدين فنجدهم تلقائيا ينظمون أنفسهم في فريقين وربما عدة فرق من المشجعين لأطراف المباريات التي لايزال يشهدها بكثرة أبناء الجنوب خاصة صعيد مصر.
أنواع الألعاب الشعبية
وهنا يجب أن نفرق بين ألعاب الأطفال الشعبية والألعاب الشعبية للأطفال ... فالأولى يكون الطفل هو المخطط والمدبر والمنفذ للعب بحسب اختيارات جماعة اللعب وتعتمد بالأساس على الأداء الحركي والقولي والتفكير الذهني اللحظي للطفل كألعاب (نطة الإنجليز – عسكر وحرامية..) وغيرها من الألعاب من ذات النمط ، أما الثانية فربما تكون عبر (الدمى) و(العرائس) و(الأدوات) سابقة التجهيز والتصنيع بعيداً عن خطوط الإنتاج الكبيرة ، حيث نجد الأم تصنع لإبنتها أو البنت تصنع لنفسها دمية على شكل حيوان – جمل ، أرنب ، حصان- تلهو بها ، أو تصنع (عروسة) تلهو معها وبها عادة تكون مصنعة من بقايا الخيوط وربما من أثمال القماش والملابس والقطن، أو أن يصنع الصبية (كرة شراب) من بقايا الأحذية البلاستيك وخيوط الكتان السميكة والجوارب القديمة غير المستخدمة،ومثلها لعبة (نط الحبل) التي تبرع فيها البنات مستخدمين ربما أحبال الغسيل القديمة ، أو لعبة الحجلة (الأولى)[1] التي يستخدمن فيها (شقفة فخار أو حجر صغير) كأدوات لإتمام اللعب.
والأطفال الذكور يتنافسون خاصة في صنع العجل بأشكال مختلفة من الكازوز(أغطية زجاجات المياه الغازية)، وأحيانا يثبت لوح من الخشب على أربع عجلات لتشبه العربة ويسير بها على قدم واحدة او يجلس أخيه الصغير عليها، حيث يقوم الأطفال بالدق على الكازوز بواسطة حجر أو زلطة ليصبح مسطح الشكل سهل التشكيل ، ثم وبواسطة مسمار يتم عمل ثقب في منتصف المسطح الدائري (الكازوزة) التي تشكل نواة أشكال عديدة من الألعاب أشهرها العجلة الكازوز. وكانت مثل هذه الالعاب تساعد على نمو روح الجماعة والاندماج داخلها وكذلك المنافسة والتعاون بين الاطفال على اختلاف أعمارهم.
ومن الألعاب التي يشترك في لعبها الأطفال وبخاصة البنات لعبة «واحد اتنين» وهي لعبة تصلح بأي عدد زوجي ولا تحتاج أدوات.حيث تقف كل لاعبة في مواجهة نظيرتها، وتصفق بيدها اليمنى يد نظيرتها اليسرى ثم باليد اليسرى تصفق يد نظيرتها اليمنى، ويستمر هذا الأداء الحركي مصحوبا بأداء قولي غنائي بأغنية شعبية تقول : (واحد اتنين.. سرجي مرجي.. انت حكيم.. ولا تمرجي.. أنا حكيم الصحية.. والعيان أديله حقنه.. والمسكين أديله لقمة.. نبي يا نبي .. ياللي بلادك بعيدة .. فيها أحمد وحميدة.. حميدة خلفت ولد.. سَمَتُه عبد الصمد.. حد ياحد.. إنت ولد ولا بنت.. أنا ولد زي القرد).
وهى ألعاب مهمة للأطفال، لكونها وسيلة تعبير عن أنفسهم، وتسهم في تقوية العضلات، ويستخدمون فيها أذهانهم لمساعدتهم على التفكير،فاللعب عند الأطفال بمثابة تكوين لقدراتهم المختلفة الاجتماعية والبدنية والعقلية والنفسية، وإعداده لمهامه التي سيقابلها عندما يكبر.
ربما كان انخراط الكبار في الاهتمام وممارسة الألعاب الشعبية، بل والمشاركة في في إعداد دمى وأدوات اللعب للأطفال دافعا مهما ضمن دوافع أخرى لاستمرار الصغار من الأطفال والصبية في اهتمامهم بل واحتفائهم بتلك الألعاب.
لما لا وقد تعلم الأطفال اللعب في أحضان أمهاتهم وأقاربهم منذ لحظة الولادة حتى سن ممارسة الألعاب بمفردهم – أي بعيداً عن أحضان الأمهات – وحينها يكون تربى لدى الطفل غريزة اللعب الجماعي منذ اللحظة الأولى لتعلمه ؛ فنادراً ما نجد ألعاب شعبية غير جماعية ، وهذه التشاركية أو الجماعية تعد لدى خبراء التربية من أهم إيجابيات الألعاب الشعبية التي تشجع الطفل على الانخراط بإيجابية مع المجتمع منذ الصغر.
هل الألعاب الشعبية تواجه خطر الإندثار؟
السؤال المطروح بقلق الآن خاصة في أوساط المهتمين بالثقافة الشعبية المصرية هل ستندثر ألعاب الأطفال الشعبية سواء كان الإندثار سريع الخطى أو بتباطؤ؟
في ظني لن تندثر ألعاب الأطفال الشعبية وإنما قد تتغير أنماطها ويقل ظهورها ببطئٍ شديد خاصة في أوساط الأغنياء، وربما ستشهد كثافة ونمو في أوساط الفقراء وسط أجواء الركود الإقتصادي العالمي، فلا يسع الطفل إلا أن يلعب ويلهو إما للتسلية أو التسرية عن النفس ، أو لاختبار القدرات الحركية والتوافق الذهني الحركي ، أو للمنافسات البريئة بين الصغار.
وإذا لم يجد الطفل جماعة لعب يتعلم عنها فهو لن يعدم المعلم الأول الذي يشجعه على اللعب ويأخذ عنه أولى حركاته منذ ولادته (الأم).
فليس غريباً أن نعرف أن الأم هي المعلم الأول للطفل في كل المناحي وبخاصة اللعب سواء في الإيقاع الحركي الذي تتلقف به المولود لتهنينه أو هدهدته.
ولدى الأم سيناريو جاهز للعب مع الطفل- ذكر أو أنثى- منذ يوم ولادته وربما قبل الولادة ؛ ألا ينصح الأطباء وخبراء التربية منذ عقود الأمهات بالتواصل مع أجنتهم منذ الشهور الأولى للحمل؟!
فها هما نصان تؤديهما أم الأنثى وأم الذكر بعد الميلاد مباشرة وكل منهما توضحان مكانة المولود سواء ذكر أم أنثى والنص يؤدى مع إيقاع حركي من الأم تهدهد به مولودها ، وليستمر ذلك الإيقاع عالقا بالطفل بالمستقبل. فتقول الأم :[2]
لَمَّا قَالوا دِي بْنَيَّه قُلتْ يَاليلَه هَنيه[3] |
*** |
و لَمَّا قَالوا دَا وَلدْ اِنشَدْ ضَهْري واِنفَردْ |
|
وعندما يكمل الطفل يومه السابع تتلقفه لعبة أخرى تنشط سمعه واحساسه بمن حوله فتكون احتفالية سبوع الطفل بمثابة لعبة أخرى يلعبها الكبار مع المولود في يومه السابع ، بل يقيم الكبار حواراً مع المولود أيضاً فيقولون:
بَرْجَالاّتكْ .. بَرْجَالاّتكْ .. حَلَقْ دَهَّبْ في ودَانَّاتَكْ[4] |
إِسْمَعْ كَلاّم اُمكْ.. ما تِسْمَعشي كَلاّم اَبوكْ |
وعند هدهدة طفل بعينه تؤدي الأم ذلك اٌيقاع الرتيب حركياً لمساعدة الطفل- (يوسف) في النص- على الاستسلام للنوم بمساعدة الأداء القولي الغنائي الذي يسعى لتعريف الطفل بمعلومات عن الطيور(الحمام)والحشرات (الخنفس). فتقول:
ياللاّ تِنعَسْ .. ياللاّ تِنام[5] |
|
ياللاّ تِنعَسْ .. ياللاّ تِنام |
نص آخر للعلب مع طفل بعينه – أسامة- تسعى فيه خالته صغيرة السن للترويح عنه وملاطفته فتقول:
يا أسامه يا سمسم.. يا قلب الخَسَّه[6] |
ومن الألعاب البسيطة التي يلعبها الأطفال في محافظة السويس (السبع طوبات):
لعبة السبع طوبات :
بأن يتم رص عدد 7 طوبات فوق بعضها والتنشين عليها بكرة , فإذا استطاع أن يسقط ال 7 طوبات , يكسب , أما إذا لم يستطع اسقاطهم كلهم , يلتقط الكرة أحد أفراد الفريق المضاد , ويجرى وراء هذا الفريق , ولو أصاب واحد منهم يقع فريق هذا الذى أصيب , ويخسروا نقطة , وتعاد الكره بالتبادل وهكذا , ويقال أنها أصل لعبة البولنج الحالية .
نمط الألعاب والتعويض النفسي
ولأن "الممنوع – عُرفاً- مرغوب" و "المحظور منظور" فإن البنات يلعبن لعبة " صياد السمك " تأهباً وانتظارا إلى حين يُرفع عنهم هذا الحظر – صيد السمك في البحر-؛ فهن يعددن أنفسهن ليصبحن صيادات السمك في المستقبل .
إن لعبة "صيد السمك" أو " صيادين السمك " من الألعاب الشعبية التي يلعبها البنات والصبيان على حد سواء في كثير من المافظات المصرية ، لكن ربما عندما تمارسها البنت في محافظة تطل على ساحل البحر يكون لها أبعاد نفسية وشخصية مختلفة قليلاً.[7]
وهي لعبة تُمارس في أي مكان مفتوح يتسع لوجود عدد كبير من اللاعبات فهن يحتجن إلى 5 متر مربع على أقل تقدير لتمثل مساحة "البحر"؛ لذا هن يلعبنها في الحارة أو في فناء المدرسة أو حتى على شاطئ البحر،وبالنسبة للبنات هي لعبتان في لعبة واحدة ؛ حيث تبدأ تقسيم الفرق المشاركة وتحديد الفريق البادئ بلعبة من ألعاب الـ(قُرعة)، تليها لعبة "صيادات السمك". وتصف لي الطفلة "المبدعة" سارة كيف تلعب البنات هذه الألعاب الشعبية فتوضح:[8]
(القطة العامية)[9]
هي لعبة بين فريقين أو لاعبتين يتمثل فيها الأداء الحركي والقولي، وتُعد لعبة افتتاحية لكثير من اللعبات ، وتمثل ( قُرعة ) لاختيار اللاعبة أو الفريق الذي يبدأ التباري في اللعبة اللاحقة.
عدد اللاعبات: 3
تمثل احداهن (الحَكَمْ)، و تُسمى (الطِّيشَة)[10] لأنها لا تتبارى للمكسب أو الفوز مع أي من الفريقين، فهي مجرد (دليل) يُقاس على آدائها، وتحدد الفائزة أي البادئة للعب.
ثم لاعبتين تمثل كل واحدة فريقها أو نفسها إذا كانت اللعبة بين شخصين فقط.
الأداء:
تضع كل بنت كف يدها اليمنى مقلوب - أي باطنه في مواجهة الأرض - في فوق يد الطيشة ويرددن :
كيلو باميه... القطه العاميه
ثم يقلبن أيديهن بسرعة ، ومن تتطابق وضعية يدها بعد تحريك الكف (ظهراً أم باطناً) مع وضعية يد "الطيشة" يبدأ فريقها اللعب، ويصبحن صيادات ، أما الفريق الآخر فيمثل "السمك" ومن ثم تبدأ اللعبة الأساسية.
لعبة (صيَّادات السمك)
يكون البنات فريقين كل فريق 3 فتيات بالإضافة إلى (الطيشة) وهي البنت التي تلعب لصالح الفريقين فقط تراقب سير اللعبة بحسب قوانينها المعروفة لدى الأطفال، بعد أن تم تحديد فريق (الصيادات) وفريق (السمكات) والمساحة التي تُمثل البحر لا تقل عن 5 متر، ولابد من وجود (كُرة) صغيرة من البلاستيك – تتناسب مع كف يد اللاعبات- تمثل (الصِّنارة).
الأداء:
تقف إحدى الصيادات على الجهة اليسرى من شط البحر – الوهمي – في مقابل صيادة على الجهة اليمنى و بينهما ( البحر) الذي يقف فيه فريق (السمك ) ، ثم تقذف الصيادة التي في الجهة اليمنى (الصِّنارة/ الكُرة) نحو فريق السمك الذي يحاول تجنب إصابته بالصِّنارة ، وعلى الصيادة في الجهة الأخرى إلتقاط الكرة قبل أن تقع في البحر ، وكل "سمكة" تصبها الكرة تتنحى جانباً إلى أن تنتهي الجولة بإصابة الثلاث سمكات فيكون فريق الصيادات كسب الجولة، ويبدأ رحلة صيد جديدة إلى أن يفشل في الاحتفاظ بالكرة ،أو أن لا يصيب أحدى السمكات ؛ فتنتقل الجولة حينئذ إلى فريق السمكات وتتبادل اللاعبات الأدوار وهكذا حتى تنتهي الفترة المحددة للصيد أو أن يفلح فريق في الوصول لعدد رحلات الصيد الناجحة المتفق عليها- قد يُتفق على أن "الفورة" من خمسة مثلاً .
في هذه الأثناء تكون الطيشة تحسب عدد الجولات التي فاز بها كل فريق .
غير أنه - وحسب كلام المصدر - هناك ألعاب شعبية أخرى تمارسها الفتيات حتى سن 14 سنة على أقصى تقديرمثل لعبة " الأولة / الحجلة " بأنواعها (عادية- سلالم- أولة الأصدقاء)، كذا دوائر تفتح الزهور المعروفة بلعبة "فتحي ياوردة".
الخلاصة
ألعاب الأطفال الشعبية في ظني لن تندثر فهي باقية بقاء الأمهات اللآئي ينقلن لأولادهن معارف وخبرات حياتية مهمة منها اللعب فهو نشاط حر غير مفروض، أي يقوم به الفرد من تلقاء نفسه حرا مختارا بحيث يمكنه التوقف عنه بارادته، وهل يتوقف الانسان عن فعل يجلب له المتعة البريئة؟!
الباحثة : دعاء صالح إبراهيم
مدير إدارة الرسوم والخرائط والإصدارات
بالإدارة العامة لأطلس المأثورات الشعبية
[1] - أنواع من لعبة الحجلة، وإذا فتحنا القاموس المحيط ولسان العرب وجدنا ان كلمة «حََجَلَ» تعني أَن يرفع رِجْلاً ويَقْفِز على الأُخرى من الفَرَح قال: ويكون بالرجلين جميعاً إِلا أَنه قَفْزٌ وليس بمشي. ومرّ فلانٌ يَحْجُلُ في مِشْيته، أي يَتبختر.
و(الحجلة) أو (الأولى) كما يسمونها في مصر لعبة شعبية للإناث فقط.
2- النصوص اللاحقة من بحث بعنوان: الإبداع الشعبي النسوي في البيئة الساحلية.. محافظة السويس نموذجاً- مهرجان فنون دول البحر الأحمر/الدورة الأولى 25 : 28 /أكتوبر /2010م- دعاء صالح ابراهيم.
[3]- بْنَيَّه: تصغير بنت
-القُليلَه: تصغير لـ(القُلّة) وهي وعاء فخاري يستخدم لحفظ وشرب المياه، وهو يرمز للأنثى في التصور الشعبي.
- توارِبْ:مفردة يقصد بها إغلاق الباب على استحياء ، ربما يكون مصدرها المواربة والإخفاء.
- المَرَّه : أي إمرأته / زوجته.
- النظام : أي تطالبه السلطة بتأدية الخدمة العسكرية.
- المصدر: رضوانة محمدين رجب / حي الجناين /قرية سيد هاشم ، جمع الباحثة سناء محمد عسران / يونيو 2009م
[4] - المصدر: نبوية فتحي علي / حي الجناين /قرية عامر ، جمع الباحثة سناء محمد عسران / يوليو 2009م
[5] - المصدر: أم يوسف/فاطمة غريب مرسي / حي الجناين /قرية أبو عارف ، جمع الباحثة سناء محمد عسران / يوليو 2009م.
[6] - المصدر::سارة السيد عبده -12 سنة . وقد ذكرت أنها تستخدم تلك الأغنية لمداعبة أسامة ابن شقيقها الكبرى ، بعد أن سمعتها من والدتها السيدة (صباح..)وهي تلعب مع حفيدها.جمع الباحثة دعاء صالح إبراهيم يوليو 2010
[7] - كذلك قد تختلف أحداث وتتبدل أدوار الأبطال في بعض الحكايات الشعبية عند الجماعات التي تُعاني حظراً ما ؛ ففي السويس مثلا تستبدل الراوية في حكاية " ست الحسن والجمال مع الغول " البطل الذكر بأنثى تفض ستر الحجرة المحظور عليها دخولها فتعثر على "شب جميل" حبسه الغول بعيدا عن بلاده وأهله،فتخلصه "ست الحسن " من الأسر وتعيده آمناً إلى بلده وأهله. فيزوجونه لها تقديرا لبطولتها وعرفانا بجميلها!!
[8] - سارة السيد عبده – 12 سنة: مبدعة صغيرة تحفظ عن جدتها كثير من
ساحة النقاش