جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
الفصل الثانى
مولد البطل
<!--
<!--<!--لم تمرأيام قليلة على إقامة الوزير وقبل أن يعد نفسه للعودة إلى المدائن وبينما المجلس منعقد فى ديوان الأمير ابراهيم إذا بالبشير يدخل حاملاً خبر ولادة الوليد فكاد الأمير يطير فرحاً وكذلك الوزير وخلعا على المبشر الخلع السنية ، وجيئ بالغلام إلى مجلس الرجال كعادة العرب ،
تعجب الأمير وهو يتأمل الطفل من كبر حجمه وحسن طلعته وبهاء جبهته فقبله وناوله للوزير الذى أمعن النظر فى وجهه وهو يسبح الله على خلقه وثبت لديه أنه الأسد الذى رآه كسرى فى منامه ثم التفت للأمير قائلاً :
- أوصيك أيها الأمير على مسمع من قومك بالاعتناء بهذا الغلام وأن تحسن تعليمه كل العلوم لأنه سيكون صاحب السيف والقلم والبند والعلم وإنى ما أتيت هذه البلاد إلاّ لرؤيته ليكون على اسم الدولة الكسروية فكل ما أتيت به من قبل الملك الأكبر على اسمه ولنفقته ..
- هذا ولدى وقرة عينى ، لا سيما وأنك بما أعطاك الله من علم وحكمة قد أخبرتنا بطالعه السعيد على بلاد العرب .. ولن يسميه إلاّ أنت ..
- ليكن اسمه .. حمزة .. نعم .. حمزة العرب ..
وأمر الوزير أن يؤتى بكل ولد ذكر ولد فى نفس اليوم .. وبالتدبير الالهى كان مواليد ذات اليوم ثمانمائة غلام ذكر ، أحضروا جميعاً للوزير فأخذ يعطى كل منهم اسمه ويدفع لأبيه الأموال ليربيه على نفقة الملك كسرى ويكتب اسمه عنده ، وبالصدفة كان للأمير عبد رأى الوزير يوزع الأموال فلعب الطمع برأسه فأسرع إلى امرأته وصاح بها أن تلد على الفور ولم تفلح فى إقناعه بأن موعد ولادتها لم يحن بعد وأنها لا تزال فى الشهر السابع فأخذ يضربها بقسوة وجاءت ضربة على ظهرها فسقط الولد من بطنها فأسرع بقطع حبله السرى ولفه فى خرقة وركض إلى مجلس الوزير لكن الخبر كان قد سبقه إلى ديوان الأمير فعزم على عقابه وطلب الوزير أن يرى هذا الولد وأخذ يتأمله ملياً وفوجئ القوم بقوله إن ذلك من آيات الله ، ليكتب هذا الغلام من رفاق الأمير حمزة فسيكون له ساعداً قوياً عند ضيقه وسيخلصه عند وقوعه فى الشدائد ، وقال للأمير خذه وربه مع ابنك واعتن به ..
وكان وجه الغلام صغيراً مستديراً وعيناه ضيقتان كأنهما ثقبين ورجلاه دقيقتان أشبه بالخيطان ، فأمر الأمير أن يؤخذ إلى المراضع مع ابنه وسماه الوزير باسم عمر .. ولما اطمئن الوزير لنجاح مهمته عاد إلى المدائن وأخبر كسرى بكل ما حدث فاطمأن قلبه وعاد إلى حياة اللهو والمتعة ..
ومرت الأيام والسنون وكبر الغلام حتى إذا بلغ العاشرة من عمرة حدث أن شاهد عمر وهو يتجول بستاناً به شجرة رمان كبيرة الثمر فأعجبته واشتهى أن يطعم أخيه حمزة من ثمرها ، فضرب قدمه فى الأرض فارتفع قافزاً سور البستان وأسرع إلى الشجرة فتسلقها بسرعة عجيبة وملأ عبه بثمر الرمان وإذا بصاحب البستان يصيح به من أسفل الشجرة " أخيراً وقعت فى يدى يا عبد السوء ، لابد من ضربك " هبط عمر وهو يقسم أنه لم يدخل هذا البستان من قبل ولكن الرجل حاول الإمساك به فما كان من عمر إلاّ أن قبض قبضة من الرمل وألقاها فى وجهه وفر هارباً إلى أخيه حمزة ليكون فى حمايته وأخبره بالقصة فعاتبه حمزة لأن أموال الناس لها حرمة وبينما هما فى هذا الحديث جاء عبد يطلب عمر للأمير وفهم حمزة الأمر فصاحب عمر إلى الديوان وفور دخولهما صاح الأمير معنفاً عمر وأمر العبيد أن يضربوه خمسين سوطاً ، حاول العبيد الامساك بعمر دون جدوى وأخذ يصيح مستنجداً بأخيه حمزة الذى نسى كل شيئ واندفع لنجدة عمر وهجم على العبيد فحمل أحدهم بيديه وضرب به الباقين فتساقطوا صرعى وسط دهشة الحاضرين من قوة الغلام ، لكن الأمير غضب غضباً شديداً حتى احمر وجهه وصاح بحمزة ..
- أتخرق حرمتى ولا تراعى جانبى ..
أفاق حمزة لما حدث منه فشعر بالندم والخجل ولم يستطع الرد ، وهم الأمير بالنهوض لتأديبه فحال السادات بينه وبين ابنه فتقدم حمزة من أبيه وسأله السماح خاصة أن عمر لم يفعل ما فعل إلاّ من أجله وتدخل الرجال لمراضاة صاحب البستان ثم التفتوا إلى الأمير وذكروه بكلام الوزير بزرجمهر وأن ما أظهره حمزة اليوم من قوة وفتوة يستوجب البدء فى تعليمه فنون القتال ..
هدأ الأمير عندما تذكر أن خلاص العرب سيكون على يد ابنه ، وهز رأسه موافقاً الرجال فيما أشاروا به وعزم على تنفيذ الأمر فى اليوم التالى ودون إبطاء ..
أهلاً ومرحباً بك عزيزى القارئ ..
أرجو ألاّ تندم على وقتك الذى تقضيه معى ، كما أرجو أن تتواصل معى وتفيدنى بآرائك ومناقشاتك وانتقاداتك ..
ساحة النقاش