توبة وليلى : قصة حُبٍ عنيف عفيف .. صادف قلباً خالياً فـ تمَّكَن ..
وفرقت الأيام بين جسديهما .
لكنهما ظلا على وفائهما فـ ما الحُبِ إلا لـ الحبيب الأولِ .
وليلى الأخيلية من النساء المتقدمات فى الشعر شأنها شأن الخنساء فى الإسلام .
وكان توبة يهواها ويقول فيها شعراً على عادة العرب ..
وعبر لـ أهلها عن رغبته بـ الإقتران بها فـ قابلوه بـ الرفض لا لـ شئ يعيبه ..
إلا أنه تناولها فى شعره وإن كان عفيفاً ..
وكان توبة يهواها ويقول فيها شعراً على عادة العرب ..
وعبر لـ أهلها عن رغبته بـ الإقتران بها فـ قابلوه بـ الرفض لا لـ شئ يعيبه ..
إلا أنه تناولها فى شعره وإن كان عفيفاً ..
حيث أن العرب القدامى كانوا لا يزوجوا بناتهم ممَّن شهَّرَ بهن ..
وهكذا زُوجت ليلى بـ رجُلٍ آخر وحُرِمَ الحبيبن من بعضهما إلى الأبد ..
وهام توبة على وجهه يبكى ليلاه وحظه العاثر ..
وعاشا الحبيبين على البعد كُلٍ فى طريق ..
وكان " توبة " كثير الغارات .. فـ قُتل فى إحدى غاراته ..
وسجل التاريخ أروع رثاء قالته مُحبَة فى حبيبٍ فرقت بينهما الأيام .
أقسمت أرثى بعد توبةَ هالكاً وأحفِلُ من دارت عليه الدوائرُ
لـ عَمرك ما بـ الموت عارٌ على الفتى إذا لم تصبه فى الحياة المعابرُ
وما أحدٌ حياً وإن كان سالماً بـ أخلدُ ممن غيّبته المقابرُ
ومن كان مِما يُحدثُ الدهر جازعاً فـ لابد يوماً أن يُرى وهو صابر ُ
وليس لـ ذى عيشٍ من الموت مذهبٌ وليس على الأيام والدهر غابِرُ
ولا الحىُ مما يُحدث الدهر معتبٌ ولا الميت إن لم يصبر الحىُ ناشرُ
وكل شبابٍ أو جديد إلى بِلى وكلّ إمرئٍ يوماً إلى الله صائرُ
وكلُ قرينى أُلفةٍ لـ تفرقِ شتاتا وإن ضنّا وطال التعاشُرُ
فـ لا ُيبعدنك الله يا توبَ هالكاً أخا الحرب إن ضاقت عليه المصادرُ
فـ أقسمتُ لا أنفكُ أبكيك ما دعت على فننٍ ورقاءُ أو طار طائرُ
قتيل بنى عوف فيا لهفتاً له فـ ما كنتُ إياهم عليه أُحاذرُ
ومرت أيام وأعوام ذهب فيها سباب ليلى وذبلت زهرتها وأسنت وعجزت..
وكانت ليلى ذات يومٍ مقبلة من سفر فـ مرت بـ قبر توبة فى طريق عودتها
فـ قالت : السلام عليك يا توبة ..
أنتم السابقون وإنَّ إن شاء الله بكم لاحقون وسكتت قليلاً ثم حولت وجهها إلى القوم ممن حولها وقالت : أشهد أننى لم أعرف له كِذبة قط قبل يومنا هذا ..
عجب القوم وقالوا : كيف ذلك ..؟
قالت ألم تسمعوه يقول : ولو أن ليلى الأخيلية سلَّمت علّى ودونى جندلٌ وصفائح
لـ سَلَّمْتُ تسليم البشاشةِ أو زقا إليها صدى من جانب القبر صائحُ
وأُغبطُ من ليلى بـ ما لا أناله ألا كل ما قرت به العينُ صالحُ
النهاية الأليمة :
وكانت إلى جانب القبر " بومة " مختبئة ..
فـ لما رأت الهودج فزعت وطارت مذعورة فى وجه الجمل .
فـ خاف الجمل وإضطرب وهاج ورمى بـ ليلى فـ سقطت على رأسها فـ ماتت لـ وقتها ودُفنت هناك على مقربة ممن كان أحب الناس إلى قلبها وأقربهم إلى روحها ..