هنا كانوا .......................................... بقلم الإعلامي / د.داود فلنة

جديــــــــــد الدكتور داود فلنة
هنا كانوا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هنا تركوا على الأبوابِ المفاتيحْ
وتركوا على الشبابيكِ صوتِ الريحْ ...!
تركوا صوراً معلقةً على الجدرانِ
وأحاديثا أخيرةً على المصاطبْ
تركوا حدائقَ الوردِ والزعترْ
وعشرينَ بندقيةً في حدائقِ البنفسجْ
وذكرياتٍ على ظلالِ السفرجلْ
تروي العجائبْ ...!
ودخلوا في الغياب الطويل
رحلوا ....
وفي كل البحار
صارت بهم المراكبْ
ناموا على تراب الأرضِ
وعلى مرأى الكواكب
تركوا حصائر موشّاة
بفسيفساء القدسِ
وسكنوا المضارب
لا جثثاً في القبور
خرجتْ مع الطينِ الى ترابِ الأرضْ
تحملُ رسائلَ حريةٍ
من رسولٍ قديمْ
وعشباً ينبزُ من شقوقِ الحجارة
يلقي التحيةَ
على حمام
مازال يرقدُ على البيض
وزيتونةٍ عاريةٌ امام البيت
تسمعُ الحوارَ من بعيد
وتبثُّ شجنها لمن أضحى بعيد
لمن إنتظرته ألفَ عيدٍ وعيد
تمدّ نظرتها
وترسلُ ألفَ عصفورٍ
إلى المنفى
وتكتبُ شعرها
في أصابع خواتم شوقها المجنون
ولا جديد

* * *

توّهكمُ التيهُ ولمّكمُ بلفور ’’’
فإكتبوه نبيا في التلمود
وسنكتبكم كعاد وثمود
لن يسقطَ مقلاعي من يدي
ولا الحجارةَ من حضني
وذراعاي أجنحةٌ تطيرُ الى الموت
سنعيدُ الشمسَ في حقائبِنا
عائدونَ ... عائدونْ
عائدونَ لنكونْ
لا توقفنا قلاعاً أو حصون
لن نتوسّدَ الخيامْ
ولن تُنسينا الأيام
ستسمعونَ خبراً بعدَ خبرْ
وحجراً بعدَ حجرْ
ووقعِ خُطى العودةِ على العتباتْ
تُقَبِّلُ حفنةَ ذكرياتْ
أناديها أناديها
فتطلعُ من حقولِ القمحِ حافيةً
تكتبُ سطرينِ من حب
مرددةً أجملَ الأغنيات
قمرانِ نحنُ
تعمّدا في الضياء
وأطّـلا من الدماء
أغنيةَ الرياح
وخريرُ ساقيةٍ
قمرانِ نحنُ
نصلي معا صلاة العائدين

د.داود فلنة